صرح عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود ميكي زوهر, بأن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقدس طمأنت تل أبيب بأن واشنطن ترى في المصالح الإسرائيلية معيارا أساسيا في حراكها السياسي بالشرق الأوسط. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن زوهر, قوله :" إن هذه النقطة غاية في الأهمية, خاصة في ضوء العلاقات التي ربطت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع ترامب حتى قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة, ما يجعل من ولايته الرئاسية الحالية فرصة لا تعوض بالنسبة لإسرائيل لعدم قيام دولة فلسطينية", حسب تعبيره. ومن جانبه, طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية في اجتماع لكتلة الليكود بالكنيست من أعضاء حزبه بأن يقللوا من حماستهم تجاه نتائج زيارة ترامب، بعد أن كرروا في الاجتماع أن الزيارة كانت مؤشرا إيجابيا لإسرائيل. وحسب "هآرتس", قال نتنياهو في الاجتماع :"رغم وجود تفاهمات عامة بين تل أبيب وواشنطن، لكن ذلك لا يعني أن حل الدولتين قد أزيل تماما من طاولة المباحثات مع الإدارة الأمريكية، لأن ترامب طلب من إسرائيل التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين". وكانت مجلة "الإيكونومست" البريطانية, قالت في وقت سابق إن إسرائيل هي الرابح الأكبر من جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط, خاصة بعد تجاهله تماما حل الدولتين. وأضافت المجلة في تقرير لها في 24 مايو, أن ترامب, لم يذكر, ولو مرة واحدة, حل الدولتين خلال جولته الشرق أوسطية, كما أنه لم يقل أي شيء عن استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة، ولا عن الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وتابعت " في المقابل, تحدث ترامب كثيرا عن إعجابه بإسرائيل وعن تمتين التحالف الإستراتيجي معها, ولم ينتقد أي من انتهاكاتها المتواصلة ضد الفلسطينيين". وأشارت أيضا إلى تصريحات وزير العلوم الإسرائيلي أوفير أكونيس, الذي امتدح عدم حديث الرئيس الأمريكي عن حل الدولتين مع الفلسطينيين، واصفا ذلك بالإنجاز الكبير لإسرائيل، وانتصار تاريخي أيضا لكل معارضي هذه الفكرة, التي وصفها بالخاطئة. وخلصت "الإيكونومست" إلى القول :" إن جولة ترامب جاءت في صالح إسرائيل كما كان متوقعا, ولذا فإن تصريحاته عن صفقة كبرى لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي, لا جدوى منها". وكان ترامب صرح في 21 مايو في خطابه بالقمة الإسلامية - الأمريكية بالرياض بأن حركة حماس "إرهابية"، كما قارنها بتنظيمي الدولة والقاعدة، وقال أيضا خلال مؤتمر صحفي مع بنيامين نتنياهو بالقدس في 23 مايو إنه لن تطلق أثناء فترة رئاسته أية صواريخ على إسرائيل من قبل حماس أو حزب الله اللبناني مشددا على أن إدارته ستقف دائما مع إسرائيل. واعتبرت حركة حماس أن خطاب ترامب عنصري ويحرض على الكراهية وتزوير التاريخ، بينما نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسيرة في شوارع غزة رفضا لزيارة ترامب لفلسطين، ودعما للأسرى المضربين عن الطعام. وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إن خطاب الرئيس الأمريكي عنصري ويعتبر تشجيعا لنظام فصل عنصري إسرائيلي جديد، وتحريضا على الكراهية وتزوير التاريخ، كما حذر برهوم من هذه السياسة الأمريكية وخطورتها على حقوق الشعب الفلسطيني. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن برهوم قوله أيضا إن تصريحات ترامب "مرفوضة وتشويه لسمعة المقاومة الفلسطينية وانحياز كامل للاحتلال الصهيوني". كما نقلت الوكالة عن المسئول في حركة حماس مشير المصري قوله إن تصريحات ترامب "دليل على سياسة الكيل بمكيالين التي لن توصل المنطقة إلى الاستقرار"، مؤكدا أن "سياسة الإدارة الأمريكية العرجاء لن تغير حقائق التاريخ ولن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة طريق التحرر". وبدورها, نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسيرة جابت شوارع قطاع غزة في 23 مايو بمشاركة عدد من الفصائل الفلسطينية، وعبرت الجبهة عن رفضها لزيارة ترامب، وقالت إنها تأتي في ظل المحاولات الأمريكية لإعادة صياغة الشرق الأوسط وسرقة المقدرات العربية، معتبرة أنها بمثابة تخطيط لمؤامرة كبيرة ضد القضية الفلسطينية. وحسب "الجزيرة", وضع المتظاهرون مجسما لترامب مربوطا بالحبال وقد وجه مسلحون من الجناح العسكري للجبهة الشعبية البنادق إلى رأسه.