قالت صحيفة "واشنطن بوست", إن القمة الإسلامية - الأمريكية, المقررة في السعودية في 22 مايو, تحقق ثلاثة أهداف للرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية, وفي رؤيته للشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها في 17 مايو, أن هذه القمة تبدو ترجمة واضحة لشعار "أمريكا أولا", الذي يرفعه ترامب, لأنها ستسفر عن تشكيل ما سمته "ناتو عربي", وهو تحالف إقليمي أمني جديد, ستكون مهمته التصدي لإيران من جهة, ومحاربة تنظيم داعش من جهة أخرى, وبالتالي تخفيف العبء عن الولاياتالمتحدة, وعدم اضطرارها لتدخل عسكري مباشر في أزمات المنطقة. وتابعت " هذه القمة تترجم أيضا تصريحات ترامب حول عدم تحمل أي عبء مالي في الدفاع عن الحلفاء، إلى أمر واقع, وهو ما فشل فيه حتى الآن بالنسبة لشركائه الأوروبيين في حلف الناتو". واستطردت الصحيفة " القمة ستساهم أيضا في تعزيز مبيعات الأسلحة الأمريكية للشرق الأوسط, وهو أمر يخدم أجندة ترامب الداخلية, لأنه ينعش الاقتصاد الأمريكي". وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, قالت أيضا في وقت سابق إن تحركات ترامب حول الشرق الأوسط, تظهر أنه وضع استراتيجية جديدة للمنطقة, تلعب السعودية دورا محوريا فيها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 مايو, أن هذه الاستراتيجية تقوم فيما يبدو على إنشاء بنية أمنية جديدة تربط بين الدول الإسلامية السنية المعتدلة وأمريكا وإسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني وتهديد تنظيم الدولة "داعش". وتابعت " تنفيذ هذه الاستراتيجية يحتاج أمرين, أولهما , أن تمارس السعودية دورا قياديا أكبر في الشرق الأوسط, وهو ما يفسر زيارة ترامب لها بأولى جولاته الخارجية, وعقده قمة مع قادة الدول الإسلامية على أراضيها". واستطردت الصحيفة " أما الشيء الآخر, فهو التحرك الأمريكي لإحراز تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو المفتاح لعلاقات جيدة بين أي دولة عربية وإسرائيل". وخلصت "وول ستريت جورنال" إلى القول إن "زيارة ترامب المقررة للسعودية وإسرائيل هي تعبير واضح عن استراتيجيته الجديدة, التي يسعى فيها للاستفادة من الظروف الراهنة في الشرق الأوسط لوضع بصمات دائمة له بأكثر مناطق العالم اضطرابا", حسب تعبيرها. وكانت السعودية أعلنت في 8 مايو أنها ستستضيف في 21 من الشهر الجاري قمة عربية إسلامية أمريكية بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن بين الزعماء الذين تلقوا دعوات للحضور رئيسا تونسوالعراق. ونقلت "الجزيرة" عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن السعودية ستحتضن في 21 من مايو قمة عربية إسلامية أمريكية على مستوى القادة، بحضور ترامب. وأكد الجبير عقب لقائه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في تونس العاصمة، أن القمة تهدف إلى بناء شراكة جديدة بين العالم العربي والإسلامي من جهة، والولاياتالمتحدة من جهة أخرى؛ لمواجهة مخاطر التطرف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك بين الشعوب. وأضاف الجبير أن زيارة ترامب المقبلة للمملكة ستكون تاريخية بكل المقاييس، موضحا أن الزيارة ستشمل قمة ثنائية وقمة مع مجلس التعاون الخليجي ولقاء مع زعماء عرب ومسلمين. وبدورها, ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وجّه رسالة للرئيس التونسي لحضور القمة. وأضافت الوكالة أن الملك وجّه رسالة أيضا للرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم تتضمن دعوته لحضور القمة، حيث تسلم الرسالة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أثناء استقباله القائم بأعمال السفارة السعودية لدى العراق عبد العزيز الشمري. وكان الرئيس الأمريكي أعلن أيضا في 4 مايو أن أول زيارة خارجية له بصفته رئيسا ستكون إلى السعودية، حيث قال للصحفيين :"رحلتي الأولى إلى الخارج بصفتي رئيسا للولايات المتحدة ستكون إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وإلى مكان يحبه الكرادلة ببلدي كثيرا.. روما"، في إشارة إلى الفاتيكان. وأضاف ترامب أنه سيبدأ "باجتماع تاريخي حقيقي في السعودية مع قادة من جميع أنحاء العالم الإسلامي"، موضحا أنه سيبدأ من السعودية بناء قاعدة جديدة للتعاون والدعم مع "الحلفاء المسلمين" لمكافحة التطرف والإرهاب.