تعيش بريجيت ماكرون البالغة من العمر 64 عاماً بلا أي عقدة لفارق السنوات الأربع والعشرين بينها وبين زوجها إيمانويل، تلميذها السابق الذي انتخب الأحد رئيساً لفرنسا، ليشكلا معاً ثنائياً خارقاً للقواعد. فعندما كان ماكرون في ال15 من العمر، كانت بريجيت تروغنو معلمته في الدراما والمسرح تلقنه وتدربه على كيفية اعتلاء الخشبة والتمكن من الأداء عليها، وفقاً لصحيفة التلجراف البريطانية. أما حينما غدت زوجته، فقد تولت أثناء حملته الانتخابية الرئاسية مهمة تدريبه والإشراف على أدائه وتقديم النصح والمشورة له. والآن بعدما أصبحت سيدة فرنسا الأولى، فسوف تتولى الآن دوراً هاماً يشبهه مساعدو ماكرون بالدور نفسه الذي اضطلعت به ميشيل أوباما أثناء فترة وجودها مع زوجها في البيت الأبيض الأميركي، حسب الصحيفة البريطانية. هي تكبر زوجها الرئيس ب24 عاماً، لكنه ما يفتأ يشير إليها في حديثه بالقول أنها توأم روحه الفكري ونجيّة أسراره، ويضيف الرئيس ذو ال39 عاماً أن مهمته في حكم البلاد وإدارته ستكون أكثر فاعلية في حال كان هو يشعر بالسعادة، أي أن على بريجيت أن تكون بقربه. الكاتبة أليكس بويلاغويه التي كانت مؤخراً أصدرت كتاباً حول شريكات وزوجات المرشحين الرئاسيين وصفت كيف أن بريجيت (64 عاماً) ضبطت أداء زوجها واختبرت مهاراته بينما كان يتدرب على إلقاء الخطب المطولة التي ينتظرها الشعب الفرنسي من قادته السياسيين. تقول بويلاغويه عن بريجيت ماكرون "لقد كانت دوماً أنيقة ترتدي جينزاً ضيقاً وجاكيتاً غامقاً. كانت تنجح بطريقة ما في ألا تبدو خارج سرب فريق الحملة الانتخابية رغم أن متوسط عمرهما بدا كأنه حوالي 25". وكانت بريجيت متزوجة وأماً ل3 أطفال عندما وقع ماكرون بحبها حينما كان تلميذاً مدرسياً في بلدة أميان القرميدية شمال فرنسا حيث نطاق الصدأ السكاني والاقتصادي. ظهورها ومكانتها تعرف الفرنسيون على بريجيت في أبريل 2016 مع إطلاق إيمانويل ماكرون الوافد حديثاً إلى السياسة الذي لم ينتخب من قبل، حركته "إلى الأمام" التي قادته إلى الفوز ليصبح في سن ال39 أصغر رئيس سناً في تاريخ فرنسا، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. لم تغب عن ذهن ماكرون قصة الفشل الذريع الذي كان من نصيب المرشح الرئاسي السابق المحافظ والأوفر حظاً فرانسوا فيلون، فقد ترددت مزاعم وادعاءات بأنه منح زوجته "وظيفة زائفة" في منصب مستشارته البرلمانية، أما ماكرون فقد وعد زوجته بريجيت بفريق مساعدين وميزانية ومهام ومسؤوليات، لكن من دون مرتب، وفقاً للتلغراف البريطانية. أما عن الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند فقد واجهته انتقادات بسبب منحه صديقته السابقة الصحفية فاليري تريرفيلر مكتباً في الإليزيه مع فريق مساعدين لكن من دون توضيح دورها ومنصبها على وجه التمام. وخلال حملته أعلن ماكرون عن رغبته في تحديد وتوضيح طبيعة ومهام منصب السيدة الأولى الذي ليس له في فرنسا أي وزن رسمي. قصة حب نبيلة مذاك تركز مجلات المشاهير على هذا الثنائي غير المعهود الذي يثير الفضول في فرنسا كما في الخارج. ووفقاً للوكالة الفرنسية للأنباء، سبق أن تصدرت "بيبي" على ما يلقبها المقربون، عشرات الصفحات الأولى بصور لها وزوجها يداً بيد في شوارع باريس أو استجماماً على شاطئ ما. وتبدو السيدة الشقراء ذات السحنة التي لوحتها الشمس، حريصة على أناقة مبتكرة، مرتاحة لا تفارقها البسمة. أما قصتها مع ماكرون التي روتها بكل طيبة خاطر مراراً، فتبدو كرواية حب نبيلة. قصة حبهما افتضحت وسط سكان البلدة فما كان من والدي ماكرون إلا أن حزما أمتعة ابنهما وأرسلاه إلى باريس للدراسة. لكن العلاقة بين المعلمة وتلميذها تحدت جميع التوقعات والتكهنات بقصر أمدها، حيث تكللت بالزواج عام 2007. تقول آن فولدا المؤلفة التي كتبت سيرة حياة ماكرون "لم تكن لديه إلا صديقة واحدة من عمره، وبذلك لم تكن لديه سوى هاتين العلاقتين النسائيتين في حياته، وهو أمر يعد استثنائياً في يومنا هذا". وتضيف في كتابها "إيمانويل ماكرون، شاب مثالي جداً" إن والديه طلبا من المدرّسة الأربعينية قطع علاقتها مع ابنهما حتى بلوغه سن ال18، فأجابت "لا يمكنني أن أعدكما بشيء". أما عن خطته في منح زوجته دوراً هاماً فيعكس إصراره على أن تكون النساء نصف مرشحات حركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة الشهر القادم.