قالت صحيفة "التايمز" البريطانية, إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرر ما فعله سابقا في انتخابات الرئاسة الأمريكية, عبر نشر دعاية كاذبة للإطاحة بمرشح تيار الوسط في انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 مايو, أن شائعات انتشرت بسرعة عبر الإنترنت قبل المناظرة التي جمعت ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان مساء الأربعاء الماضي, حول وجود حساب خارجي لمرشح تيار الوسط في أحد البنوك بجزر الكاريبي, بالإضافة إلى ادعاءات عن فضائح جنسية. وتابعت " هذه الشائعات الكاذبة ضد ماكرون مصدرها روسيا, وأعادت للأذهان سابقة تدخل القراصنة الروس في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة, لترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب". وأشارت "التايمز" إلى أن بوتين يواصل جرائمه سواء ضد معارضيه في الداخل, أو خارج حدود روسيا, ويواصل أيضا العبث بالعملية السياسية في الغرب, داعية الحكومات الغربية إلى الرد عليه بعقاب قاس قبل فوات الأوان, حسب تعبيرها. وكان ماكرون قدم شكوى ضد مجهول بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، إثر تلميحات أطلقتها منافسته لوبان خلال مناظرتهما مساء الأربعاء الموافق 3 مايو عن امتلاكه "حسابا خارجيا في جزر الباهاماس"، وفتحت النيابة العامة الباريسية تحقيقا أوليا على الفور. وبلغت المناظرة التليفزيونية التي تابعها 16.5 مليون فرنسي مستوى غير مسبوق من التوتر، فقد اتهمت لوبان ماكرون بأنه يؤيد "العولمة المتوحشة"، أما ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي فاتهمها "بالكراهية" و"التزوير" و"الأكاذيب". وأفاد استطلاع للرأي أجري بعد المناظرة أن ثلثي المشاهدين وجدوا أن ماكرون هو الأكثر إقناعا، في حين نالت زعيمة اليمين المتطرف تأييد الثلث الآخر. وتظهر استطلاعات رأي أن ماكرون متقدم بفارق يصل إلى عشرين نقطة مئوية عن لوبان، ويرى القائمون على هذه الاستطلاعات أن ماكرون يتجه بثبات للفوز في الجولة الثانية للانتخابات الأحد لموافق 7 مايو, بعد أدائه المتماسك في المناظرة. وشاركت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان الخميس الموافق 4 مايو في تجمع انتخابي بقرية شمالية صغيرة، قائلة أمام مؤيديها :" فرنسا لا يمكنها الانتظار أكثر؛ فرنسا لا يمكنها أن تسمح بالانتظار خمسة أعوام أخرى لترفع رأسها". وتعرضت لوبان -التي تصف نفسها بأنها "مرشحة الشعب"- للرشق بالبيض من قبل متظاهرين غاضبين لدى وصولها شركة ملاحة في بلدة دول دي بريتاني (غرب فرنسا)، هاتفين "فليخرج الفاشيون". ومع مواصلته تصدر استطلاعات الرأي عشية انتهاء الحملة الانتخابية، تعهد مرشح الوسط إيمانويل ماكرون "بالحفاظ على وعد التجديد حتى النهاية"، خلال تجمع في ألبي (جنوب غربي فرنسا) أمام نحو أربعة آلاف مؤيد، حيث أكد لهم أنه سمع "الغضب الموجود لدى الشعب". وحسب "الجزيرة", تعرض ماكرون لصيحات استهجان من مجموعة من النقابيين بسبب قانون مثير للجدل يحرر عقود العمل، كان رفض إلغاءه في حال فوزه.