قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء إن التلال الزرقاء المتموجة وبساتين الزيتون الخضراء شمالى الريف السورى ، يخرج من رحمها دولة وليدة للثوار السوريين ، مع سعى معارضى الرئيس السورى بشار الأسد للاطاحة به ونظامه ومحاولتهم السيطرة على البلاد. وأوضحت الصحيفة- فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى- أن الطرق السورية المتعرجة باتت تعج بمليشيات الجيش السورى الحر التى تجوبها ذهابا وإيابا إضافة إلى نصبهم لنقاط تفتيش حدودية ، ورغم أن بعض هذه النقاط لا يتعدى كونه بعض الحجارة المتراصة لتشكل خطا متناثرا عبر الطريق ، إلا أن البعض الآخر به أكشاك حدودية مدهونة بألوان أعلام المعارضة فضلا عن ارتدائهم للملابس المدنية وتأكدهم من سلامة الطرق وتفتيش السيارات المارة بحثا عن أسلحة أو عناصر من النظام السابق. ونقلت الإندبندنت عن أبو مارى ، القائد بالجيش السورى الحر ، العائد مؤخرا بعد 30 عاما من المنفى ، والذى يحمل سلاحا قاعدته مطلية بألوان العلم السورى الجديد قوله إن "الجيش النظامى السورى لا يمكنه القدوم إلى هنا " وأشارت الصحيفة الى أن أبومارى اوضح -فى المقار السرية للواء "الحق" ، المختبيء بمجمع كهوف داخل الجبال ، الخطط الرامية لتأسيس منطقة حرة بالريف الشمالى السورى ، على غرار ما جرى بالمناطق المحيطة بمدينة بنغازى ابان الثورة الليبية العام الماضى ، وقال إن أول شيء نقوم به فرض نقاط تفتيش وسنقوم بأسر أى شخص يعمل لدى الحكومة السورية. وتابعت الصحيفة أن عشرات الرجال التابعين للجيش السورى الحر الذين هم عبارة عن مزيج من منشقين عن الجيش السورى ومتطوعين محلليين يعتبرون " مدينة ادلب السورية كمثال حى لمدينة بنغازى الليبية". وأشارت الصيحفة إلى أن الرجال التابعين للجيش السورى الحر يعتبرون جزءا من لواء من المسلحين ، مقراتهم مجهزة بطبق قمر صناعى مزود بمولد مسروق يبث عبر تركيا المجاورة ورغم وجود خدمات الإنترنت اللاسلكية السريعة والأطباق التليفزيونية، إلا أن أمامهم طريق طويلة كى يحصلوا على ملاذ آمن كالذى حصلت عليه ليبيا بحماية من الهجمات الجوية لقوات حلف شمال الأطلسى /ناتو/ التى كانت منصة الإنطلاق للإطاحة بالرئيس الليبى الراحل معمر القذافى. وألمحت الصحيفة إلى أن قرى سورية كقريتى كيلى وهازانو ، يوجد بهما مئات المنازل المحترقة التى تكشف عدم قدرة هؤلاء الأشخاص على حماية أنفسهم من اعتداءات النظام السوري الغاشمة ، مشيرة إلى أنه عندما هوجمت هذه القرى فى شهر أبريل الماضى ، جل ما استطاعت شبكات الجيش السورى الحر الهشة القيام به هو تحذير الناس عند وقت الهروب لكن بمجرد ابتعاد دبابات النظام السورى تعاود دولة الثوار الظهور مرة أخرى ، وتتشدق عناصرها بتصريحات تبرز ضعف النظام السورى وقوة الثوار السوريين ، لافتة إلى أن الأمر يبدو وكأنه عنف أخرق وتزايد للتهديدات من جانب النظام والمعارضة التى تستقطب تأييد غالبية عظمى من الراى العام فى هذه المناطق. ورغم أن هناك بعض الأسلحة القليلة التى يتم شراؤها من مافيا تركية وبعض جنود النظام المستائين مما يحدث فى البلاد والمستعدين لعقد صفقات سلاح لكسب بعض النقود ، إلا أن الألوية فى ادلب تقول إنها تفتقر إلى الأسلحة الثقيلة وإنها فى حاجة للانقضاض على دبابات النظام وطائراته الهليكوبتر الحربية. ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الرجال فى غياب هجمات النظام يقومون بالتدرب وتعلم كيفية تصنيع القنابل ، لكن بدون التمويل لشراء الأسلحة فمن المتوقع أن تبرهن المواد المتفجرة الضعيفة والقنابل الهجومية على أنها أكثر تكتيكات الجيش السورى الحر فعالية ضد ما يهدد بأنه قد يتطور إلى حرب أهلية طويلة الأمد تنخرط فيها سوريا فى ظل القمع الدامى من جانب النظام للمعارضة السورية المطالبة بتنحى بشار الأسد عن منصبه.