على ناصية إحدى الشوارع الفرعية لسوق الحميدى العريق بمحافظة بورسعيد ربما وأنت تتسوق وعيناك تتابع مختلف البضائع المستوردة وفجأة!!! تصطدم أنفك برائحة شهية جميلة تجعلك تتبع مصدرها لتجد رجلا مسنا على عربة صغيرة تحت شمسية ومصباحا مضيئا من فوقه وعندما تقترب منه يقول لك "أجبلك سمنية"...لتجد نفسك تحرك رأسك وتسأله بكام؟؟ليجيبك زي متحب من 3 جنيه لحد 5 جنيه "المصريون" تحرت الأمر لتكشف عن سر صانع حلوى "السمنية" البورسعيدية الشهيرة والتى ربما لا يعرفها الكثيرون من محافظات مصر إلا زوار بورسعيد الدائمون فقط .. اقتربنا وتحدثنا مع الحاج "أبو ياسر" فهو اللقب الأشهر والذى يناديه به الصغير قبل الكبير بسوق الحميدى، فهو أشهر من النار على العلم، قال اسمي "محمد سالم عبود الشهير بأبو ياسر"، كما تسمع هنا الناس وزبائنى ينادونى أبلغ من العمر 75 عامًا قضيت أغلب سنوات عمرى تقريبًا، 40 عامًا، فى صناعة "السمنية" فهى نوع من الحلويات الشعبية المعروفة داخل بورسعيد فقط فنحن المحافظة الوحيدة التى تشتهر بصناعتها منذ وجود الاحتلال ومعايشة الأجانب داخل بورسعيد الحمد لله هى مصدر دخلى الوحيد، تزوجت وأنفقت منها على تربية أولادى حتى أصبحوا رجالًا لكنهم رفضوا العمل معى على عربة "السمنية"، وشق كل منهم حياته بطريق عملًا مختلفًا. واستطرد "أبو ياسر"، فى حديثه ل"المصريون"، ربحت كثيرًا من تلك المهنة بالحلال الحمد لله لم أفكر يومًا فى السعى وراء الحصول على وظيفة حكومية وقت أن كنت شابًا، كان من السهل الحصول عليها عكس الحال الآن الشباب، متابعًا "متبهدل فى العمل بالقطاع الخاص لازم الحكومة تساعدهم وتشوفلهم حل تأمن به مستقبلهم حرام وراهم عيال وفتحين بيوت الحياة صعبة والغلاء شبح لم يستطيع أحد مواجهته أيامنا كانت "نعمه " والخير كتير أفضل من الوقت". ويستمر صانع حلوى "السمنية" الشهرية ببورسعيد فى حديثه ليتكأ برأسه قليلة على يده وبدا على وجه الحزن، قائلًا "مهنة بائع" السمنية "مهددة بالانقراض كان هنا بائعون كثر ببورسعيد وتوفاهم الله كنت أتمنى أولادى يتعلموها بجانب وظيفتهم أهو صانعه فى أديهم أعتقد أنها هتعينهم وتساعدهم على الحياه راتب الوظيفة لوحده "ميكفيش". وتابع: "أبو ياسر كنت فى الماضي أبيع "السمنية "ب5 قروش و10 قروش مقولش للزبون لا على قد اللى معاه أبيعله "أما الآن لقد تبدل الحال المواد الخام ارتفع ثمنها فأنا أستخدم فى صناعة حلوى "السمنية" دقيق من النوع الفاخر وسمن وسكر ثمن جوال الدقيق الفاخر قارب ب270 جنيه خلاف ثمن السمن والسكر أقل شيء أبيع بيه للزبون 3 جنيهات بحاول أرضي زبائنى عشرة عمر وجيره من سنين لازم احافظ عليهم مزعلهومش كنت فى الماضي أبدأ عملى من الساعة 6 صباحا العمال والموظفين وطلبة المدارس لازم يفطروا "سمنية " الوقت الحال أتغير والجيل اختلف ببدأ عملى من الساعة 4 عصرا حتى الساعة 1 بعد منصب الليل". وعن كيفية صناعة حلوى "السمنية قال أبو ياسر "عبارة عن خليط دقيق وسمن وسكر يخلطوا جيدا ويفردوا فى صاج كبير ويتم تسوية السطح ثم يوضع فى الفرن حتى تمام النضج وعندما تبرد أقطعها قطع صغيره على صاج ساخن مع قليل من السمن لتمام النضج وأقوم بتعبئتها فى قرطاس من الورق للزبون ..وألف هنا.