ظل النجم الكبير الخلوق محمد أبو تريكة خلال السنوات الأخيرة يرفض إعلان انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين, وطالما شدد على أنه لاعب كرة فقط ولا يقحم نفسه فى لعبة السياسة, ونال كثيرًا من الاحترام فى ظل ما لاحظه الكثيرون من المساعى المحمومة من قيادات الجماعة لضم "الأخ" أبو تريكة لما يطلقون عليه مشروع النهضة. كما احترمنا أبو تريكة لرفضه الإعلان عن مرشحه للرئاسة حتى لا يساهم فى توجيه الرأى العام لمرشح معين – حسب تصريحاته - ثم تراجع وأعلن دعمه لمحمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. لا أحد بالطبع يملك مصادرة رأى أبو تريكة لأنه قبل أن يكون نجمًا لامعًا، فهو مواطن يكفل له الدستور الحق فى اختيار مرشحه الرئاسى، ونحن لسنا بصدد مناقشة هذا الحق، وإنما فى توقيت إعلانه وطريقته, فلم يصدر من اللاعب أى تعليق، بل اكتفى بترك الأمر برمته للحزب الذى نشر الخبر على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ووضع صورة لأبو تريكة بجوار مرشح الإخوان محمد مرسى, وهو برأيى موقف لا يليق بالنجم الكبير الذى كان يجب عليه أن يعلن الخبر بنفسه ويفند مبرراته احترامًا لجماهيره العريضة, فضلاً عن أن أبو تريكة وقع فى فخ كبير إذ يبدو أنه كان بمثابة طعم فى مخطط اصطياد مشاعر البسطاء ل"تبيض وجه" الجماعة فى ظل التراجع الكبير لشعبية مرشحها وتضاؤل فرصه فى المنافسة, فضلاً عن استنفاذ الجماعة رصيدها لدى الشعب المصرى بعدما أظهرت هدفها الحقيقى الطامع فى المناصب والراغب فى الانتقام عقب أن أحكمت قبضتها على البرلمان وجعلته منبرًا لتصفية حساباتها مع خصومها وأسقطت من أجندتها المواطن الذى وقف ساعات فى طوابير ليختار مرشحيها لأنهم حسب وصف الغلابة "ناس بتوع ربنا", كما بذلت الجماعة جهودًا جبارة للسيطرة على اللجنة التأسيسية للدستور قبل أن تخسر المعركة الأخيرة بالقانون, وأخيرًا ضغوطها غير المبررة على المجلس العسكرى لإجراء تعديل فى حكومة الجنزروى وهو ما حدث بإرضائها بوزراء "لا بيهشوا ولا بينشوا"، والحمد لله هدأ النواب الأخوان وارتضوا بهذه "اللقمة الحاف" رغم أنه تعديل "يفطس من الضحك"، ولكن يبدو أنهم يستعدون لموقعة جديدة ربما تكون "فتة ولحمة"!. قد يخسر أبو تريكة الكثير من شعبيته، ولكنه قراره وعليه أن يتحمل نتيجة اختياره, ولكن الفرصة مازالت سانحة أمام النجم الخلوق لكى يخرج ويقول إنه لم ولن يعلن مرشحه وأن هذا اختيار شخصى وأنه لن يكون يومًا مجرد وسيلة للدعاية لحزب أو مرشح, أنت يا كابتن تنتمى للقلعة الحمراء التى يجمع على حبها الملايين لأنها مؤسسة لكل المصريين، لا لحزب أو جماعة تروج لأفكار محددة وتختار أشخاصًا بعينهم وتمارس الإقصاء بأبشع صوره.. أبو تريكة للأسف "لقد وقعت فى الفخ". [email protected]