رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن قدرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسى على المواءمة ما بين الإسلام والفكر الليبرالى فى خطابه السياسى إبان حملته الانتخابية، بصورة نادرة ما نجدها فى غيره من المرشحين، قد دفعت السلفيين للإشادة به، فضلاً عن دعم الليبراليين له، مما جعله المرشح الأوفر حظًا الذى يشكل تهديدًا على هيمنة جماعة "الإخوان المسلمين". وأوضحت أن أبو الفتوح الذى طُرد من جماعة "الإخوان المسلمين" في العام الماضي؛ بسبب موقفه المعتدل، يأتى ترتيبه الثانى بعد عمرو موسى، وزير الخارجية السابق العلمانى؛ لكنه يتقدم فى الوقت نفسه على محمد مرسى مرشح جماعة "الإخوان المسلمين". وقالت إن حظوظ أبو الفتوح قد ارتفعت بفضل دعم الجماعات السلفية، التى قلصت تعبئة الأصوات لصالح مرشح "الإخوان". وتابعت أن أبو الفتوح يتمتع بعلاقات "جيدة" مع مختلف الجماعات الدينية والسياسيين، والليبراليين، واليساريين، والمسيحيين، والإسلاميين. ووصفت الصحيفة، دعم حزب "النور" السلفى وغيرهم من السلفيين لأبو الفتوح ب "المناورة التكتيكية"؛ إذ دفعت طموحات السلفيين السياسية، بعد أن رأوا الشعبية الواسعة التى يحظى بها فى الشارع المصرى أكثر من محمد مرسى مرشح "الإخوان"، لتأييد الأول الأقل تشددًا فى توجهاته الفكرية؛ رغم الاقتراب الفكرى بينه وبين جماعة "الإخوان المسلمين". وذكرت أن أبو الفتوح استطاع استقطاب أصوات مؤيدى المرشحين المنافسين لهم ممن انسحبوا أو استبعدوا من قبل اللجنة العليا للانتخابات مثل أتباع الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحائز على جائزة نوبل للسلام، والسلفى حازم صلاح أبو إسماعيل. وأوضحت أن أبو الفتوح استطاع الوصول للفئات غير المتعلمة؛ على الرغم من خطابه السياسى ذى اللهجة العربية الفصحى، وأشارت إلى أنه انتقد عدم تجديد جماعة "الإخوان" لفكرها ليتناسب مع الديمقراطية الناشئة، كما ينبغى ألا يكون للجماعة جناحًا سياسيًا (في إشارة إلى حزب "الحرية والعدالة")... فالخلط ما بين الوعظ والسياسة من شأنه إحداث البلبلة"، وفقًا ًلما صرح به لصحيفة "التايمز" الأمريكية. وذكرت الصحيفة أن أبو الفتوح يدعو إلى دستور يستند فى مرجعيته للشريعة الإسلامية؛ وهو الرأى الذى يتفق معه جميع السياسيين فيه بمن فيهم اليساريين، كما أنه يعارض الأصولية التى تعارض الحريات المدنية، وتعوق السياسة الخارجية والقضايا الاقتصادية، كما أنه دعا إلى الوحدة الوطنية، وتضافر جهود جميع القوى السياسية؛ لإنهاء الحكم العسكرى والفوضى التى كدرت الشعور بنشوة تحقيق أهداف الثورة منذ أن تمت الإطاحة بمبارك قبل عام. ورأت الصحيفة أن سياسات أبو الفتوح تتطور باستمرار، إذ اعترف مؤخرًا بأنه ليس ضليعًا فى علم الاقتصاد؛ لكن هذا النقص قد عوضه مطالبته بتحقيق العدالة الاجتماعية، وإصراره على أن الثورة مستمرة إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد ليس بفرعون على الشعب ولكن يكون خادمًا لهم.