التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز عقب إلقاء كلمتيهما في القمة العربية بالأردن. وهذه هي المقابلة الأولى بعد نحو عام من زيارة سلمان للقاهرة في أبريل العام الماضي، والتي تلاها تباينات في وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة. وهناك مساع خليجية منذ عدة أشهر للمصالحة وتصفية الأجواء بين مصر والسعودية، على إثر خلافات عادة ما تعلن عن نفسها بين الحين والآخر وعكست تباينا في وجهات النظر تجاه أزمات وقضايا المنطقة. وتصاعدت تلك الأزمة بصورة واضحة منذ الإعلان عن اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين "تيران وصنافير، التي بموجبها تنازلت مصر للسعودية عن الجزيرتين، فيما لا تزال الاتفاقية داخل أروقة المحاكم. وظهر خلاف مصر والسعودية للمرة الأولى إلى العلن في شهر أكتوبر الماضي، مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة في مجلس الأمن إلى جانب مشروع قرار روسي متعلق بمدينة حلب السورية، ووقف شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول إلى مصر (أعادت ضخة مرة أخرى قبل أيام)، رغم نفي الأخيرة بوجود أي طابع سياسي وراء قرار الشركة. كما تعد معالجة الملفين السوري واليمني، والموقف من الدور الإيراني في البلدين، والعلاقات مع تركيا، عاكسة بشكل كبير للخلاف بين القاهرةوالرياض. وانطلقت في منطقة البحر الميت الأردنية، اليوم الأربعاء، أعمال القمة العربية ال 28، والتي تبحث نحو 17 بنداً تبناها وزراء خارجية الدول العربية بناءً على اجتماعات المندوبين الدائمين. ويستضيف الأردن القمة العربية، بدلا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين. وتبحث قمة الأردن حزمة ملفات، في مقدمتها الأزمات في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945.