شهدت محافظة الإسكندرية في الآونة الأخيرة ضبط كميات كبيرة من أسماك البقرة السامة والمحظور صيدها وتداولها، وسط غياب الإجراءات الحكومية الحاسمة والحازمة لمنع تكرار هذه الوقائع التي باتت تحدث بشكل شبه يومي. وتشهد أسواق بيع الأسماك تواجد سمكة البقرة السامة وتداول لبيعها رغم ما ينتشر عن تسببها في حالات تسمم قد تؤدى للوفاة. يأتي هذا في الوقت الذي تقدم فيه محمد فرج عامر، النائب السكندري ورئيس لجنة الشباب والرياضة، بمجلس النواب بطلب إحاطة إلى وزير التموين، ووزير الزراعة، ووزير البيئة بخصوص وجود أسماك سامة تهدد حياة المصريين. وأكد في طلب الإحاطة أن هناك أنواعًا من الأسماك ظهرت فى الآونة الأخيرة مثل "الضفدع الفضية" التي تشل الجهاز العصبي والحجاب الحاجز، وسمكة "القراض" التي تسبب تسممات هضمية خطيرة، وسمكة "البالون" التي يكفى سمها لقتل 30 شخصًا. وكشف عن أن انخفاض أسعار تلك الأنواع من الأسماك جعل الإقبال عليها أكثر من اللحوم والدجاج لكن هناك بعض الأنواع السامة دخلت المياه المصرية، حيث إن "سمكة الضفدع الفضية" أحد الأنواع التي حذر منها الخبراء. فيما حذر رئيس مجلس إدارة جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة بالإسكندرية مرسى سعيد من سمكة القراض، حيث يحظر بيعها أو تداولها أو الاتجار فيها بسبب خطورتها، مؤكدًا أن السمكة معروفة بتسببها في تسممات هضمية خطيرة بسم تيدرودوتاكسين، ويطلق عليها عدة أسماء سمك النفيخة أو سمكة القراض أو الأرنب. كما حذرت وزارة التموين بالمحافظة من سمكة البالون، حيث يوجد بداخلها مادة يطلق عليها "تيدرودوتاكسين tetrodotoxin "، والتي تعتبر أشد خطورة ب1200 مرة من سم السيانيد القاتل، وما تحتويه سمكة واحدة من أسماك البالون من السم يكفي لقتل 30 إنسانًا بالغًا، وهذا السم يسبب شللًا عامًا لمن يتناوله، حيث تتوقف كل عضلات الجسم عن العمل ليصل الشخص إلى حالة هبوط شديدة ثم إلى الموت. كما حذرت الوزارة أيضًا من شراء وتناول 7 أنواع من الأسماك يحتوي بعض أجزائها علي سموم تؤدي للوفاة، إلا أنه ورغم خطورة تلك التحذيرات لم تنجح في منع تداولها بأسواق المدن الساحلية، وخاصة الإسكندرية. من جانبها تمكنت الحملات التموينية مؤخرا من ضبط كميات كبيرة منها، ففي أسواق الأسماك بالأحياء الشعبية، مثل العطارين ومحطة مصر، التي يبحث فيها المواطن عن الأسماك رخيصة الثمن . وتضم قائمة الأسماك السامة طبقًا للتحذير: "الصخرية، والعقرب، والقط، والبالون أو الفهقة، والبقرة أو الرقيطة، والبلامة، والقراض أو الأرنب" . وأكد الصيادون محمد سعد الدين وعلى المنياوى وسمير شحات، الصيادون بالمكس والأنفوشى وأبو قير، أن معظم الأسماك السامة مثل الأرنب جاءت من البحر الأحمر في فترة حظر الصيد التي كانت تطبقها الحكومة منذ عام 2005، لعدة أشهر، لإعطاء فرصة لنمو الزريعة والأرنب أشدهم خطورة وتصل نسبة السم فيها ل 35%. وأضافوا أن السم يتركز في منطقة البطن وإذا تم تنظيف البطن بشكل جيد قبل طهيها فإنها تصبح صالحة للتناول.