سكان الأحياء الراقية يستعينون بهم لحماية مصالحه.. ومحلب تعهد بالقضاء على بلطجية منشية ناصر مكاتب لتأجير البلطجية تحت مسميات وهمية بالمحافظات بلطجية يغتصبون سيدة أمام زوجها.. وشاب يدفع حياته بكافيه بسبب البلطجة خبير أمنى: البلطجة توغلت فى مصر بعد الفراغ الأمنى فى 25 يناير 2011 "الفتوة".. "الشيطان يعظ".. "التوت والنبوت".. هى أسماء لبعض الأفلام والقصص والراويات القديمة عن الفتوة والفتونة ودورهم فى حماية الحارة أو المنطقة التى يتبعون لها، بل كانوا هم المسيطرون على كل شيء يخص هذه الشوارع، حيث يقوم الفتوة بحل المشاكل بنفسه مهما بلغت حدة صعوبتها، كل هذه الأحداث والوقائع كانت حاضرة من خلال أفلام ومسلسلات أثرت كثيرًا فى طابع وحياة المجتمع المصرى قديمًا وحديثًا، روايات قام بكتابتها نجيب محفوظ وغيره من الكتاب المشهورين، لتصبح بعد ذلك واقعًا نعيشه، وأحيانًا يتعرض كثير منا لهذه المواقف مع "الفتوات"، ولكن الآن تحت مسمى جديد، وهو "البلطجية". من جانبها، رصدت "المصريون" هذه الظاهرة التى عادت مرة أخرى إلى مجتمعنا تحت غياب لدولة القانون.. 500 ألف بلطجى بمصر فى 5 مايو لعام 2015، رصد تقرير للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، ارتفاع معدلات الجريمة فى مصر بدرجة كبيرة، خاصة جرائم القتل والسرقة بالإكراه وسرقة السيارات وحوادث الاغتصاب والتحرش، فيما تصاعدت حوادث الجنايات بصفة عامة فى عدد كبير من المحافظات. وكشف التقرير عن وجود أكثر من 500 ألف بلطجى ومسجل خطر فى محافظات مصر، يرتكبون كل يوم شتى أنواع الجرائم بمقابل مادي، حيث تحولت "البلطجة" إلى "مهنة" ولديها قوة وعتاد لبث الخوف فى نفوس الآمنين. وأشار التقرير إلى أن هناك ما يقرب من 4 آلاف قضية موجودة داخل أدراج القضاء، من بعض الأهالى ضد شخصيات معروف عنها الإجرام، كما أن هناك نسبة مماثلة ترفض التقدم ببلاغات خوفا من بطشهم. مكاتب تأجير البلطجية وكشف التقرير، أن هناك مكاتب موجودة فى عدد من المحافظات، خاصة القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، تحت مسمى "شركات تصدير واستيراد"، لكنها فى الحقيقة مكاتب لتأجير البلطجية مقابل 500 جنيه فى الساعة الواحدة. ورصد التقرير، تصدر العاصمة نسبة انتشار البلطجة، وأنها لم تعد مقصورة على الأحياء الشعبية، بل انتشرت كذلك فيما يسمى ب"الأحياء الراقية" كمناطق المعادى والمهندسين والدقي، حيث قام بعض الأغنياء بتأجير بلطجية لحمايتهم من السرقة والتعديات. جيوش البلطجية ومن بين المناطق التى انتشرت فيها البلطجة، القاهرة، وسجلت فى مقدمة القائمة مناطق: "عزبة أم قرن" و"أبوحشيش" و"الهجانة" ومنطقة "الجيشة" فى المقطم، وهى مناطق يوجد فيها العديد من الهاربين من أحكام قضائية، كما أنها تؤوى تجار المخدرات والسلاح، حيث يوجد بها حوالى 20 ألف بلطجي، وأيضاً منطقة "وادى حوف" بحلوان والتى بها حوالى ألفى مسجل خطر، فضلاً عن منطقة الدويقة ومدينة السلام والدرب الأحمر وبولاق أبو العلا ومناطق مشهودى فى حى السيدة زينب. محلب يتعهد بالقضاء على بلطجية منشية ناصر فى 16 من شهر يوليو لعام 2015، فى أثناء جولة لرئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب،، لتفقد منافذ بيع أنابيب البوتاجاز والسلع الاستهلاكية، اشتكى أهالى منشية، من وجود بلطجية بالمكان. وقال الأهالى لمحلب: «يا رئيس الوزراء، نعانى من البلطجية فى فرض الإتاوات ورفع أسعار أنابيب البوتاجاز». ووجه محلب مسئولى الأمن المرافقين له، قائلًا: «هاتولى البلطجية دول.. مفيش حد يقدر يهدد المواطنين الآمنين»، وتعهّد لسكان المنطقة بفرض سيطرة الأمن ومحاربة كل البؤر الإجرامية. البلطجة وضحية كافيه مصر الجديدة فى فبراير الماضي، وتحديدًا بعد انتهاء مباراة مصر والكاميرون فى النهائى الإفريقي، أنهى صاحب كافيه بمصر الجديدة حياة شاب فى مقتبل عمره، إثر مشادة كلامية بين المجنى عليه والمتهم. كان قسم شرطة مصر الجديدة قد تلقى بلاغا بوصول "محمود.ب" جثة هامدة، إثر إصابته بطعن نافذ بجسده أودى بحياته. وعلى الفور، انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة وتبين من التحريات والتحقيقات، أن المجنى عليه كان برفقة خطيبته بأحد الكافيهات بمنطقة مصر الجديدة لمشاهدة مباراة مصر والكاميرون وعقب انتهاء المباراة أغلق صاحب الكافية الأبواب لجمع ثمن المشروبات، ما أدى إلى حدوث مشادة بين المجنى عليه وصاحب الكافيه، وعقب خروجه من المقهى اعتدى عليه العاملون وحراس الكافيه بالضرب وطعنه أحدهم بسكين، مما أدى إلى وفاته. بلطجية يقتحمون منزلاً ويغتصبون سيدة أمام زوجها وأطفالها أسدلت محكمة جنح الشرقية الستار على واقعة اقتحام 3 بلطجية منزل ميكانيكى يقيم بمدينة بلبيس، والاعتداء على زوجته جنسيًا والتعدى عليه بالضرب، بسجن المتهمين عامًا. كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد سمير أبو روضة، مأمور مركز شرطة بلبيس، ببلاغ من "عاطف خيري" 40 سنة، ميكانيكى مقيم بندر بلبيس يتهم فيها "السيد .م" وشقيقيه إبراهيم وإسلام باقتحام مسكنه والتعدى عليه بالضرب المبرح والاعتداء على زوجته جنسيا أمام عينه، وسرقة 35 ألف جنيه من الشقة والمشغولات الذهبية الخاصة بزوجته. وقالت الزوجة وتدعى محاسن إنه يوم الحادث كنت نائمة بجوار زوجي، وفجأة سمعنا طرقًا شديدًا على باب الشقة، فقام زوجى بفتح الباب، فسمع من يقول له "افتح إحنا الحكومة"، وفجأة تم تحطيم باب الشقة علينا، وتعدى الطارقون على زوجى بسنجة، فأسرعت لكى أستر نفسى لأنى كنت بملابس النوم، وفجأة وجدت 3 أشخاص معهم أسلحة بيضاء وقاموا بكتم نفسي، والتعدى على جنسيًا بعد تهديدى بذبح طفلتى الصغرى، ووضع السكينة على رقبتها. وتحرر عن ذلك المحضر رقم 41630 جنح بلبيس لسنة 2016، وتمت إحالة القضية إلى محكمة الجنح التى قضت بسجن المتهمين لمدة عام. قطري: الفتونة وتكوين العصابات ليس وليد اللحظة من جانبه، قال العميد محمود القطري، الخبير الأمنى، إن انتشار الفتونة وتكوين العصابات ليس وليد اللحظة، وإن هذه الظاهرة توجد فى الشارع المصرى نتيجة انتشار الرشوة والمحسوبية والواسطة بين بعض رجال الشرطة والبلطجية، وهذا ما اكتشفناه قريبًا عندما رأينا تورط بعض القيادات مع بعض البلطجية الكبار فى مصر. وأضاف القطري، أن الشرطة تعانى من الداخل من بعض السلبيات بسبب التخطيط السيئ فى التعامل مع المجرمين والخارجين على القانون, فالشرطة تعمل بطريقة خاطئة، فهى تحتاج إلى إعادة هيكلة وإصلاح من جذورها, فبعد انسحاب الشرطة من الشارع بعد ثورة يناير ضاعت هيبتها، لذلك أصبح ارتكاب الجرائم أكثر سهولة. وأكد القطري، أن الشرطة منذ حبيب العادلى وهى تعاني، خاصة عندما سحب العادلى رجال الشرطة من الشوارع ووضعها على مكاتب تحرر المحاضر بدلاً من حماية الشارع، لذلك قلت كفاءة الضابط وفرد الشرطة، خاصة أن بعض المجرمين أصبحوا من الصعب الوصول إليهم، لأنهم لا يوجد لديهم سجل لدى ضباط المباحث، بسبب الإجراءات الضعيفة التى تتبعها الوزارة فى القبض على المجرمين. وأشار الخبير الأمنى إلى أن المعاهد الشرطية وكلية الشرطة تقوم بتدريس دراسات أمنية، بالإضافة إلى التدريبات البدنية والدفاع عن النفس وضرب النار للحصول على فرد شرطة عالٍ بدنياً للحفاظ على الأمن العام، إلا أن هذا لا يحدث من قبل ضابط الشرطة فى مواجهة البلطجية، خاصة أن دائما ما يكون مع معتادى الإجرام أسلحة نارية متطورة، فواجب رجل الشرطة التصدى لهؤلاء البلطجية، كما نص القانون والدستور. وطالب القطري، وزارة الداخلية بعودة عسكرى الدرك الذى كان منذ فترة موجودًا فى الشارع لكى يجمع المعلومات عن الخارجين على القانون، لأن الشرطة يجب عليها منع الجريمة قبل وقوعها. ولفت القطرى إلى أن الحالة الاقتصادية والفقر الذى تشهده البلاد فى الفترة الأخيرة، جعلا الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة يلجأون إلى أعمال البلطجة وفرض الإتاوة على المواطنين، لكى يتمكنوا من العيش وهذه مسئولية الحكومة.