شهد ميدان العباسية صباح اليوم " الخميس " قبل ساعات من مليونية "حقن الدماء" التي دعت لها القوي السياسية بعد الاعتداء علي المتظاهرين السلميين، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص وأصيب 150 شخص جراء الاشتباكات بين البلطجية والمعتصمين أمام وزارة الدفاع، حالة من الهدوء الحذر ووسط تخوف المعتصمون من هجوم البلطجية المفاجئ في أي وقت. كما انخفضت أعداد المتظاهرين المتواجدين بشارع الخليفة المأمون في بداية اليوم الخامس من بداية الاعتصام شدد المعتصمون من إجراءاتهم الأمنية على مداخل ومخارج الاعتصام والتفتيش الذاتي لكل الوافدين للميدان والتعرف على هويتهم للتأكد من عدم حيازتهم لأي أسلحة أو متفجرات فيما استعد بعضهم بالعصي والخوذ لصد أي هجوم مفاجئ. فيما توافد العشرات ظهر اليوم على الاعتصام يحملون أمتعتهم وقاموا بنصب الخيام وذلك للمشاركة في مليونية الغد. من جانبه أكد طارق طايل أحد المعتصمين والمسئولين عن تأمين المداخل أنهم متوقعون هجوما من البلطجية في أي وقت وأنهم على استعداد لصد أي عدوان كما أكد على عدم تركهم للميدان دون الاستجابة للمطالب التي على رأسها الرحيل الفوري للمجلس العسكري وقال إن مليونيتهم يوم غد الجمعة " مليونية النهاية " و ستكون في العباسية . وفي السياق ذاته تمركزت أكثر من 20 سيارة أمن مركزي بشارع الجيش والشوارع المحيطة بمنطقة العباسية كما تواجدت أكثر من سيارة أمن مركزي أمام مسجد النور، لإحكام إجراءات التأمين لعدم تجدد الاشتباكات بين المعتصمين والبلطجية مرة أخري. ومن جانب أخر عادت حركة المرور إلي طبيعتها بالشوارع المؤدية إلي ميدان العباسية وعادت الحياة إلي طبيعتها إلي موقف الأتوبيس بمنطقة العباسية بعد تواجد سيارة مصفحة تابعة للشرطة. ورفضت اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين الميدان دخول سيارة تابعة للهيئة القومية لنقل الدم بوزارة الصحة، بعد تشغيل مكبرات الصوت بالسيارة بإنقاذ مرضي أنيميا البحر المتوسط ومطالبتهم بالتبرع بالدم لصالح المرضي، وبررت اللجان الشعبية عدم دخولهم السيارة مقر الاعتصام بأن الموجودين في الداخل دمائهم تمت تصفيتها. وأكد الدكتور محمد سمير المسئول عن خدمات نقل الدم القومية أن أمس شهد إصابات كثيرة والاشتباكات التي حدثت أوشك مخزون الدم الموجود في بقسم الصرف بوزارة الصحة علي النفاذ نظرا لكثرة الإصابات وهم متواجدين لكي يتبرع المعتصمين بالدم من خلال التجمع الكبير، موضحاً أنه وجد صعوبة من الدخول وأن اللجان الشعبية أكدت أن اغلب الموجودين مصابين ولا يقدرون علي التبرع بالدم. وأضاف احمد البحيري عضو حركة شباب 6 أبريل واللجان الشعبية التابعة لاعتصام الدفاع أنه تم القبض أمس علي شخص يدعي إسلام السيد أحمد صالح يبلغ من العمر 17 عام ومعه شخص يدعي سيد بحه من السيدة زينب واعترف بأن "سيد" أخذه إلي بلطجية مسجد النور، وأعطوه 20 جنية ونبله لضرب قوات الجيش في قلب المسيرات لاستفزازهم وسبهم وقذفهم، واعترف علي شريكه وتم القبض علي شريكه وأكدا أنه يوجد مجموعات كبيرة داخل الاعتصام لمحاولة الوقيعة مع الجيش, وأضاف البحيري أن تم القبض علي 4 مجندين تابعين للجيش و15 بلجي، مشيراً إلي أن المجندين كانوا موجودين وسطهم، أما البلطجية معظمهم مأجورين. وأكد الدكتور صالح محمد المسئول عن المستشفي الميداني انه تم استقبال 170 حالة إصابة خلال الاشتباكات الدامية التي وقعت صباح أمس اغلبها بين خرطوش وحجارة، أما من تعرضوا للرصاص الحي تم نقلهم إلي مستشفي دار الشفا لإجراء العمليات الجراحية، موضحاً أن عدد من المصابين تعرضوا لإصابات بالغة نظرا لإطلاق قنابل المونة والمسامير، علي حد قوله، لافتاً إلي أن حصر القتلي تجاوز 22 قتيل جراء الاشتباكات، وأنهم يستقبلوا حاليا المصابين للتغيير علي الجروح فقط.