شبهت جريدة "المقال"، التي يترأس تحريرها الكاتب الصحفي إبراهيم في عددها الصادر أمس الثلاثاء مجلس النواب بالفيلم الكارتون، ما دفع البرلمان إلى تقديم بلاغ للنيابة العامة ضده، على خلفية ما وُصف بأنه "إساءة" بحق المجلس في جريدة يرأس تحريرها. ووافق أعضاء مجلس النواب خلال انعقاد الجلسة العامة للبرلمان على البلاغ الذي تقدم به البرلماني مرتضى منصور للنائب العام نبيل صادق ضد عيسى لمحاكمته على هجومه الدائم على المجلس. وقال سعيد شبابيك عضو مجلس النواب إن "إبراهيم عيسى لا يرى سوى سلبيات البرلمان، وما يفعله في جريدة المقال من الهجوم المستمر على المجلس وأعضائه ليس بهدف الانتقاد فحسب إنما يريد أن يهدم المجلس". وأضاف شبابيك ل "المصريون"، أن "الوصف الذي وصف به عيسى البرلمان على أنه فيلم كارتون يعد إهانة للدولة بأكملها وليس للبرلمان فقط، وهو ما يجب محاسبته عليه". وتابع قائلاً: "إبراهيم عيسى مطول لسانه على المجلس حبتين ومش عارفين السبب". وأشار إلى أن عدم مثول عيسى للتحقيق أمام النيابة سيفتح الباب على مصراعيه لغيره في هدم الحياة النيابية التي جاءت بها "ثورة 30 يونيو". واستدرك: لابد أن يتكاتف كافة أعضاء المجلس عضو للتصدي لكل من تصول له نفسه أن ينال من هيبة المجلس وأعضائه". في السياق، قال حمادة محمد عبدالله، عضو مجلس النواب، إن "ما يفعله عيسى من تشبيه للمجلس بأنه فيلم كارتون يعد إهانة للمجلس ولقاماته، وهذا الأمر لن يمر مرور الكرام". وأضاف ل "المصريون": "مجلس النواب الحالي يعتبر من أفضل وأقوى المجالس التي حدثت في تاريخ مصر الحديث"، لافتًا إلى أن "بعض الإخفاقات التي حدثت من المجلس لا تجعله عرضة للإهانة والتجريح الذي لا يقبله أحد". وشدد على أن "من أخطأ لابد أن يحاسب، وهذا هو دور النيابة في الوقوف على دأب إبراهيم عيسى على مهاجمة البرلمان وتجريح أعضائه الذين جاءوا من الشعب ليعبروا عنه"، محذرًا من أن "عدم محاسبة من يخطأ أيًا كان سيؤدي إلى ضياع المجتمعات". وفي الجلسة العامة أمس الثلاثاء قال الدكتور علي عبدالعال إن إبراهيم عيسى دأب على مهاجمة البرلمان بأبشع الألفاظ. وأضاف: "أعلم جيدًا أن ما ورد في جريدة المقال يشكل جرائم طبقًا لقانون العقوبات"، وتابع: "هذا الصحفي - في إشارة إلى إبراهيم عيسى - دأب على الهجوم على البرلمان خلال الفترة الماضية دون أسباب". بدوره قال مرتضى منصور، إن صحيفة "المقال المجهولة اتهمت البرلمان بأنه برلمان كارتوني، وبأن أمن الدولة هو ما أتى بنا، وأننا نواب لرئيس الجمهورية"، مذكرًا بأن "المادة 8 من اللائحة تنص على أن رئيس البرلمان ملتزم بحماية كرامة المجلس وأعضائه". وأضاف أن "عيسى واصل هجومه على البرلمان بعد الاتجاه لإسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات التي تمت، الاثنين، بأكثر من أغلبية ثلثي الأعضاء". وادعى أن هناك شراكة بين زوجة عيسى وزوجة السادات في إحدى الجمعيات الأهلية التي تمول من الخارج. وتابع: "نحن في برلمان عريق، ومن غير المقبول مهاجمته بهذا الشكل، كما لا يصح أن يقال علينا إننا مجلس حشاشين.. دي قلة أدب وسفالة.. ومن لم يحترم نفسه هياخد بالجزمة القديمة". وقال مصطفي بكري عضو لجنة الإعلام في المجلس، إن "تطاول جريدة المقال لا يمثل نقدًا أو احترامًا لهذه المؤسسة العريقة، وإنما يمثل سبًا وقذفًا في حقنا، واستباحة لكل المحرمات، التي أكدها الدستور"، متابعًا: "أطالب بالتقدم ببلاغ إلى النيابة العامة، وإلا فإن كل شيء سيكون مستباحًا". وكانت جريدة المقال نشرت في عددها الثلاثاء، عنوانا يصف مجلس النواب بأنه "أفضل فيلم كارتون". وتصدَّر الصفحة هجوم على المجلس والحكومة وجهاز الأمن الوطني، وجاء فيه أن أفضل فيلم كرتون هو البرلمان، وأفضل ممثل شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وأفضل إخراج هو جهاز الأمن الوطني عن إخراج البرلمان الحالي، والقنوات الفضائية. ووصفت الصحيفة هدى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بأنها أفضل ممثلة مساعدة في قضية تيران وصنافير، لتأييدها وجود الجزيرتين ضمن المياه الإقليمية السعودية، واصفة الحديث عن تجديد الخطاب الديني بأنه أفضل خدعة سينمائية.
