أعلنت الأممالمتحدة، يوم الثلاثاء، أن أعداد النازحين العراقيين شهدت ارتفاعا حادا خلال اليومين الماضيين؛ بسبب اقتراب العملية العسكرية من المناطق المكتظة بالسكان غربي مدينة الموصل (شمال). وخلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "أكثر من 16 ألف و500 شخص تم تشريدهم من غربي الموصل، منذ 19 شهر فبراير/شباط الجاري، منهم 12 ألف و700 شخص، نزحوا من بيوتهم خلال اليومين الماضيين فقط"، وهو ما يمثل 77% من إجمالي النازحين خلال الأيام التسعة الأخيرة. ومنذ ذلك التاريخ، تقاتل القوات العراقية تنظيم "داعش" لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من الموصل، مركز محافظة نينوى، بعد أن أعلنت، في 24 يناير/ كانون ثانٍ الماضي، استعادة الجانب الشرقي، ضمن عملية عسكرية بدأت في 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي. وأضاف دوغريك، أنه "من المتوقع أن تزيد أعداد النازحين بشكل كبير.. ويجري التحقق من تقارير عن نزوح أعداد كبيرة من المدنيين اليوم". وأوضح أن "النازحين يتجهون نحو بلدة حمام العليل في جنوب الموصل، حيث يخضعون لفحص أمني، ثم يواصلون باتجاه الجنوب إلى مخيمات النازحين ومواقع الطوارئ، حيث يجري تقديم المساعدات الطارئة للأسر.. وتحتوي المخيمات على غذاء وماء ومواد للنظافة". وشدد المتحدث الأممي على أنه "مع توافد النازحين، الذين يملؤون المخيمات، يتسابق الشركاء في المجال الإنساني والسلطات الوطنية (العراقية) في التحضير للوافدين الجدد.. وحاليا تتوفر مساحة تكفي لاستقبال 85 ألف شخص آخر، والعمل جار لتوسيع قدرات المكان". ومضى دوغريك، قائلا إن "التقديرات تشير إلى أن قرابة 177 ألف شخص نزحوا من الموصل ومحيطها منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة المدينة من قبضة داعش في 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي". وتتوقع الأممالمتحدة والحكومة العراقية نزوح قرابة 250 ألف مدني خلال معارك استعادة الجانب الغربي للمدينة، التي يقطنها قرابة مليون ونصف المليون نسمة، ويسيطر عليها "داعش" منذ يونيو/ حزيران 2014، وهي آخر معقل له بالعراق. والجانب الغربي من الموصل، أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة، حيث يمثل 40% من مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أعلى، إذ يسكنه قرابة 800 ألف مدني، ويتسم بأزقته وشوارعه الضيقة؛ ما يجبر القوات العراقية على خوض حرب شوارع، ربما تحمل أخطارا على حياة المدنيين.