بطريرك الكلدان الكاثوليك: يجب العمل على تصنيف قانوني للخطاب التحريضي مهما كان مصدره قال الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، إن مبادئ الدين في الإسلام والمسيحية على حدٍّ سواء تدعو للعيش المشترك وتؤكد على أهمية التنوع. وفي كلمته خلال المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، الذي يعقده الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، أضاف أن التوجه لإقصاء الآخر، أو القضاء عليه في بعض الأحيان، يتعارض تعارضًا تامًّا مع سماحة الدين، كما يتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. واعتبر زكي أن "التعددية أساس مهم للعيش المشترك وأساس للبقاء والتنوع، فلا سلام ولا تقدم ولا عيش مشترك بدونها، كما أنَّ التعددية التي تتم ممارستها في سياق من الشمولية تخلق تماسكًا، وتتجاوز الانقسامات التقليدية وتشجع تنمية المجتمع المدني والديمقراطية"، ومن ثم يتحقق التماسك بين جماعات المجتمع المختلفة". وأوضح أن "المواطنة عملية شاملة تتجاوز المساواة لتصل إلى العدالة بواسطة ربط الحقوق السياسية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي تعزز التعددية وتتجاوز الولاءات العرقية والنوعية؛ ولتحقيق مواطنة فعالة يستلزم الأمر توافر قوانين مكتوبة ومنظمات تقوم على تطبيق هذه القوانين وكذا تحميها". من جهته، قال البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك إن هناك علاقة وثيقة بين الدين من جهة وحقوق الإنسان وحرية الضمير والتنوع والتعددية من جهة أخرى. وأضاف أن "الدين يسعى عبر الانفتاح والحوار والمبادرات للارتقاء بالإنسان حتى يقيم علاقة صادقة مع الله ومع الآخرين". وأوضح أنه "ينبغي فتح النقاش حول مفهوم"الوطن" كعامل قادر على توحيد جميع المواطنين والديانات حول مجموعة من القيم المشتركة بغية بناء دولة حيادية تعتمد على المواطنة، بغض النظر عن الدين أو القومية". وأشار إلى أن "هناك حاجة ماسة للتركيز على الخطاب التوعوي بشكل موسع لتنوير الناس، كما ينبغي العمل على تصنيف قانوني رسمي للخطاب التحريضي العدواني على أنه فعل إرهابي مهما كان مصدره، كما يجب محاسبة مرتكبيه، ومن ثم حماية الخطاب الديني من التطرف وبالتالي حماية الوطن والمجتمع من الفتن". ويعقد المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل" الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، بمشاركة وفود من أكثر من 50 دولة وسط حضور واهتمام عربي ودولي كبير.