"2000 واعظة خلال نهاية العام سيعينون"، بهذه الجملة أكد مختار جمعة وزير الأوقاف في إحدى ندوات الوزارة عن نيته لتعيين عدد كبير من الواعظات في مساجد الجمهورية، لمحاربة الفكر المتطرف، وأكد الوزير أنه خلال السنوات المقبلة سيصل عدد الواعظات المعينات إلى 10 آلاف واعظة علي مستوى الجمهورية. وتعتبر تلك الخطوة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر الدينى، وتاريخ وزارة الأوقاف نفسها التي اعتادت دائمًا على الاعتماد على الرجال دون النساء فى العمل الدعوى.
وأكد محللون أن لهذه الخطوة مدلول سياسي بحت قبل أن يكون ديني، والهدف الأساسي منه هو القضاء على الإرهاب ومحاربة الفكر المتشدد والمتطرف. فيما رأي البعض الأخر أن الأمر قد يكون له علاقة بعام المرأة "2017"، حيث حدد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يكون هذا العام مخصصًا للمرأة. وهما ما أكده المحلل السياسي حسني السيد، الذي رحب بالخطوة واعتبرها أولى خطوات النجاح للوزارة، وقال إن مصر حاليًا تواجه إرهابا غاشما وهناك كثير من أصحاب الفكر المتطرف يصعب التحكم كثير من النساء، لذلك الهدف الأساسي لتعيين هؤلاء الواعظات هو هدف سياسي. وأكد "السيد" في تصريحاته الخاصة ل"المصريون": "وهنا يأتي دور المرأة حيث تستطيع تلك الواعظات القضاء علي السيدات ذي الفكر الإرهابي المتطرف، وذلك من خلال الدروس الدينية والتثقيفية التي سوف تعطيها للسيدات داخل المسجد". ولفت الخبير السياسي، ويعتبر هذا القرار واحدًا من أهم خطوات تجديد الخطاب الديني الذي دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسى. ومن جانبها قالت نفين عبيد، الناشطة النسوية، قد يكون قرار وزارة الأوقاف بتعيين 144 واعظة دينية ضمن 2000 واعظة سوف يعنون خلال هذا العام، احتفالًا بالمرأة هذا العام، لأن 2017 هو عام السيدات بحسب قرار الرئيس السيسى. وأكدت" عبيد" في تصريحات خاصة، لكن الأمر له أهداف سياسة أكثر من مكافأة المرأة، وهذا جاء علي لسان وزير الأوقاف نفسه عندما قال: "سنحارب الفكر المتطرف داخل المساجد من خلال تلك الواعظات"، متمنية ألا تستغل المرأة في العمل السياسي تحت مسمى الدين".