في الوقت الذي لم يستطع فيه اللاعب محمد أبو تريكة، نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق حضور جنازة والده خشية إلقاء القبض عليه، قارن كثيرون بين ما حدث معه وبين ما حدث مع آخرين في الموقف ذاته. فعلى الرغم من صدور أحكام ضد بعض الشخصيات لتورطهم في قضايا فساد ووضع أسمائهم على قوائم الترقب والمنع من السفر، إلا أنهم استطاعوا حضور جنائز وعزاء والديهم، ولم يتم القبض عليهم، بل تمكنوا من السفر مرة أخرى لخارج البلاد، في حين أن أبو تريكة لم تصدر ضده أية أحكام ولم يتهم في قضايا فساد. "المصريون"، رصدت حالتين استطاعت حضور جنازة أقاربهما رغم صدور أحكام ضدهما، وهما نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، والإعلامي عماد الدين أديب. حسن هيكل على الرغم من إصدار محكمة جنايات القاهرة أمرًا بضبط وإحضار نجل هيكل، وقرار النائب العام بإدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول لهروبه خارج البلاد، إلا أنه حضر جنازة والده ولم يقترب إليه أحد. وكان حسن، استدعي بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، لنيابة الأموال العامة لسؤاله عن فساد مالي وتلاعب بالبورصة، إلا أنه في مارس 2012، تمكن من مغادرة مصر على طائرة خاصة بصحبة عائلته إلى مكان غير معلوم، على الرغم من صدور قرار من النائب العام بمنعه من السفر في فبراير 2012. وفي 31 مايو 2012 قرر النائب العام تحويل حسن هيكل إلى محكمة الجنايات في قضية فساد متعلقة بصفقة بيع البنك الوطني المصري، كما قررت محكمة جنايات جنوبالقاهرة ضبطه وإحضاره لمحاكمته في قضية التلاعب بالبورصة، وتحقيق كسب غير مشروع، بما قيمته حوالي 2.5 مليار جنيه مصري، ورغم كل هذا حضر الجنازة ولم يتم القبض عليه. عماد أديب ولم يكن حسن هيكل، الوحيد الذي استطاع حضور جنازة والده رغم هذه القرارات، بل استطاع الإعلامي عماد الدين أديب، هو الآخر حضور جنازة والدته، رغم صدور أحكام قضائية ضده ووضعه على قوائم ترقب الوصول، على خلفية إصداره شيكات بدون رصيد لمصلحة مؤسسة الأهرام. وكانت القضية الخاصة بأديب إصداره شيكات بدون رصيد لمصلحة مؤسسة الأهرام مع رفضه تسديدها، وذلك بعد قيامه بطبع جريدتيه نهضة مصر والعالم اليوم ومجلة كل الناس في مطابع مؤسسة الأهرام منذ عام 2009، حيث بلغت الديون المتراكمة عليه 16 مليون جنيه ورفض سدادها للمؤسسة مما دفعها إلى إقامة دعاوى قضائية ضده، وقدمت للمحكمة الشيكات التي حررها أديب على نفسه وبعدها وافق على إجراء تسوية مع المؤسسة وسدد مليونًا و440 ألف جنيه خلال شهري مايو ويونيو عام 2013 ثم امتنع عن سداد باقي مستحقات المؤسسة دون مبرر. وأكدت مؤسسة الأهرام وقتها، أنها خاطبت مدير أمن الجيزة ومأمور قسم العجوزة، لتنفيذ الأحكام الصادرة ضد أديب إلا أنها لم تقم بضبطه، وهرب خارج البلاد بعد تلقيه واجب العزاء، ولم يتم التعرف على من سمح له بالدخول إلى مصر ثم الخروج منها مرة أخرى رغم أنه موضوع على قوائم ترقب الوصول والممنوعين من السفر. وتعليقًا على ذلك، يؤكد الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن النظام السياسي الحالي يتعامل بمبدأ "كيد النسا"، مشيرًا إلى أنه يسعى إلى التنكيل بالمعارضين له طالما أنهم ليسوا على هواه، ويسعى إلى الانتقام منهم بشتى الطرق. وخلال تصريحه إلى "المصريون"، أوضح دراج، أن كلاً من رجل الأعمال حسن هيكل والإعلامي عماد الدين أديب، من المقربين إلى النظام؛ لذا تم السماح لهما بحضور تلك الجنائز، أما أبو تريكة فليس كذلك؛ لذا لن يحظى بمكانة هؤلاء. وأضاف، أن النظام السياسي الحالي نظام بمواصفات غريبة، وليس بمواصفات دولة، لافتًا إلى أن ما يصدر منه لا يمكن أن يصدر من نظام ولكنه صادر من أفراد، وهذا لا يصلح. ولفت إلى أن هذا سيترتب عليه خسارة كبيرة للنظام، ولن يؤدي إلا إلى سرعة سقوطه وخسارته لما تبقى له من شعبية، مضيفًا أن البرلمان يسعى إلى بث حالة من الكراهية للمعارضين. أما، أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، فطالب المسئولين في مصر بمعاملة اللاعب محمد أبو تريكة بنفس الطريقة التي تم التعامل بها مع نجل هيكل، مشيرًا إلى أنه تم السماح له بحضور جنازة والده رغم وضع اسمه على قوائم الترقب. وأوضح نور، عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر" قائلاً:" لماذا لا يصدر الرئيس السيسي قرارًا لأبوتريكة بالعودة لتلقي العزاء في وفاة والده كما فعل مع ابن محمد حسنين هيكل، حيث عاد وغادر وهو مطلوب في قضيه البورصة؟".