سلط موقع "دويتشلاند راديو" الألماني، الضوء على تعصب صعيد مصر ضد مدرسة "الباليه", مشيرًا إلى أن كثيرًا من المصريين يرون أن الرقص ضد تعاليم الإسلام, ولكن لا تزال مدرسة "الباليه" الوحيدة في الصعيد تدافع عن نفسها ضد سخرية المحافظين الإسلاميين. وأضاف الموقع، في تقرير له, أن أسر الأطفال من المسلمين والمسيحيين يذهبون بأطفالهم إلى مدرسة الباليه؛ لتنمية موهبة أطفالهم, ولتوضيحهم أن هوية مصر المتسامحة والمنفتحة ضد المساس. ولفت التقرير إلى أنه بجانب إنشاء مدرسة لتعليم رقص الباليه في صعيد مصر فهو خروج عن المألوف، ومواجهة لعادات وتقاليد مجتمع منغلق على ذاته, مؤكدًا أن متدربات الرقص فتيات ملتزمات دينيًا ويرتدين الحجاب الشرعي, مضيفًا أن الآن يأتي 150 تلميذًا بانتظام إلى مركز "ألوانات", أعمارهم ما بين 4 و18 سنة، الفتيات والفتيان، المسلمين والمسيحيين. وفي سياق متصل تحدثت شيماء متولي, إحدى متدربات الرقص, عند سؤالها عن شعورها وزميلاتها عند إنشاء مدرسة ل"الباليه" في الصعيد, قائلةً: "بالطبع نحن خائفون, إنها مخاطرة كبيرة, ولكن هذا ما ينبغي علينا القيام به, نحن نريد الناس أن ترى أن صعيد مصر يوجد فيه غير العنف, فهناك الفن, وهناك الأطفال الموهوبون الذين يجيدون الرقص والغناء", مؤكدةً أن صعيد مصر ليس مجرد وجه للتطرف في مصر. واستطردت: أن الإسلام والباليه لا تناقض بينهما, موضحةً أنها محجبة وتتعلم الرقص, وتفتخر بذلك, مشيرة إلى أن محافظة المنيا, بالتحديد من محافظات الصعيد, التي عرف في ذاكرة الكثيرين بالاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين, موضحة أن محافظة المنيا يوجد بها أكثر من 4 ملايين نسمة, وهي من المحافظات المنسية من قبل الحكومة المصرية من حيث الخدمات. وأشار ماركو عادل, رئيس مركز "ألوانات" في الصعيد, إلى أن فكرة مدرسة "الباليه" مستوحاة من فيلم الدراما والرقص, "بيلي إليوت", موضحًا أن بطل الفيلم أصبح في النهاية راقص باليه محترفًا، وهو يريد تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع, مشيرًا إلى أنه مسيحي, ويوجد بالمركز 3 مسيحيين, ومعظم الأطفال الآخرين من آباء مسلمين, مضيفًا أن المركز أصبح علامة للهدوء وضبط النفس والوحدة الوطنية.