أكد شوقي علام - مفتي الجمهورية - أن المفاهيم الوافدة إلينا والتي تتصادم مع الدين والأعراف المستقرة في مجتمعاتنا العربية هى مصدر خطر على المجتمع والمفهوم المستقر عليه للأسرة في الشريعة الإسلامية وكل الأديان السماوية. وأضاف في لقائه التليفزيوني الدائم ببرنامج "مع المفتي" الذي يذاع على قناة "أون لايف" أن الشرائع والأديان السماوية جاءت لتحقق وتحفظ وتضبط المقاصد العليا والكلية التي لا يستقيم أي مجتمع إلا بها، ومنها حفظ النسل وحفظ النفس وحفظ الدين وحفظ العقل وحفظ المال، وكل ذلك لن يتم إلا من خلال الأسرة في الإطار الصحيح الذي ينحصر في نمط محدد وهو الزواج الشرعي بعقد، وهو الأمر المستقر عليه في كل الشرائع. وأكد مفتي الجمهورية أنه يجب ألا نقبل بعض الأفكار الوافدة من بعض الثقافات، والتي أصبحت تهدد المجتمع مثل ظاهرة “Single Mother” أو "الأم العزباء" التي تنجب أبناء خارج إطار الزواج وهو أمر من الخطورة بمكان لأنها تزعزع الأمن المجتمعي، بل يجب أن يكون ذلك في ظل عقد شرعي يولد المسئولية التي تحافظ على تماسك الأسرة وقوة المجتمع وبقاء النوع الإنساني. وشدد على أن التشريع الإسلامي يجرم ويحرم أي علاقة خارج نطاق الزواج الشرعي بشروطه، مهما كان اسمها، فالله سبحانه يقول: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)، مشيرًا إلى أن ملك اليمين انتهى تمامًا الآن في عصرنا الحديث، فأصبحت العلاقة الصحيحة محصورة في الزواج. وأشار المفتي إلى أن منظومة القيم الأسرية رسمها الشرع الشريف والقرآن والسنة النبوية المطهرة بكل أبعادها، وطبقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تطبيقًا عمليًا يجب أن نسير عليه، خاصة وأن النموذج النبوي وما تعلمه منه الصحابة الكرام فيما يتعلق بالأسرة والتربية وتعامل الأزواج مع بعضهم هو النموذج الأمثل فقد كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يعيش زوجًا مثاليًا فيشارك في أعمال البيت مشاركة كاملة، وكان كثير الرفق بأمهات المؤمنين ولم يكن فظًا، وكان يكرم المرأة ولم يرد عنه أبدًا أنه ضرب يومًا زوجة من زوجاته أو أهانها. ولفت المفتي إلى أن تلك الأنماط الوافدة إليها والتي تخالف الدين والعرف لها آثارها السلبية الخطيرة على المجتمعات فضلًا عن عمرها الزمني القصير كما أنها تؤثر على النسل وبالتالي تؤدي إلى شيخوخة المجتمعات. وحول مواجهة هذه الثقافات الوافدة وكيفية التعامل معها أوضح مفتي الجمهورية أن المجتمع من شأنه التعاون وتحمل المسئولية المشتركة للحفاظ على المفهوم الحقيقي للأسرة لأنه المفهوم الذي اختارته الشرائع السماوية وارتضته الأعراف لأنه يمثل الأمن المجتمعي. وأضاف أن مثل هذه الظواهر لابد وأن تعالج بمزيد من الوعي ودفعها بالدراسات المتأنية التي تبين فسادها وآثارها المدمرة للمجتمعات. ودعا مفتى الجمهورية إلى أنه يجب الانتقاء والتنقية عند التعامل مع الثقافات الوافدة فلا نغرق فيها بشكل كامل، ولا نرفضها بشكل قاطع، بل يجب أن نختار منها ما يتوافق مع شريعتنا وثقافتنا. وأشار إلى أن هناك محاولات عديدة يراد بها تدمير المعنى الحقيقي للأسرة، ولكنها بحمد الله عصية على مجتمعنا المصري والعربي نظرًا لارتباطنا بالدين والأعراف، فالشعب المصري قادر على طرد مثل هذه الظواهر ونبذها لأن وجود الوعي الديني على كل المستويات الإسلامية والمسيحية وارتباطهم بتعاليم دينهم وإدراكهم لخطورة تلك الظواهر يمثل ضمانة لعدم ترسيخ تلك المفاهيم الوافدة في المجتمع فتصبح عبارة عن فقاعات سريعًا ما تزول.