منذ وضعهما على سطح المريخ، وفّر الكشّافان "Spirit" و"Opportunity" التابعان ل "ناسا" معلومات تقدّم صورة "متضاربة" عن ماضي الكوكب الأحمر، الذي رجّحت أبحاث سابقة أن يكون شهد نوعا من الحياة على سطحه، فيما ناقضت أبحاث أخرى تلك النتائج. ونقل موقع البي بي سي عن أسوشيتد برس، قولها إنّ معلومات الكشافين تؤدي إلى أدلة جيولوجية تشير إلى أنّ الكوكب رطب، بما يوحي بأنّ ظروف ظهور الحياة عليه مواتية. غير أنّ كلا الكشافين أيضا قدّما معلومات تشير إلى أنّ بيئة الكوكب كانت "عدائية" ، لدرجة يمكن أن تكون قد منعت "نموّ" الحياة" على سطحه، وذلك حسب ما قدم من نتائج جديدة عرضت ضمن مؤتمر الاتحاد الأمريكي للجيوفيزياء، بسان فرانسيسكو. وقال كبير الباحثين، ستيفن سكيرس "في جزء كبير من تاريخه، كان كوكب المريخ غير قابل "لاستضافة" الحياة على سطحه." وأوضح الباحثون أنّ كلا الكشافين درسا "فترات بعينها" في ماضي الكوكب، وأنّه من الممكن أن تكون لبعض المناطق الأخرى فيه، ولم يصل إليها الكشافان، بيئة مغايرة. ومنذ أن حطّا على سطحه، عثر الكشافان على مؤشرات- استنادا إلى دراسة صخور- مفادها أنّ المريخ كان في السابق رطبا.. غير أنّ دراسة صخور أخرى كشفت عن بيئة "متقلبة" "ذات تربة غنية" تارة، وقاحلة طورا آخر، وذلك قبل ثلاثة إلى أربعة مليارات عام، وهو ما يعني أنها بيئة غير ملائمة لظهور الحياة. وعلى حفرة غوسيب، أشار الكشاف "Spirit" إلى تاريخ "أكثر عنفا".. حيث كانت، وفقا للدراسات، حمم حارقة تمطر على الكوكب، وأجسام ضوئية تدمّر سطحه، قبل أربعة مليارات عام. في تلك الفترة كان الماء موجودا، ولكن بكميات ضئيلة.. ورغم ذلك، لا يستبعد العلماء أن تكون أشكال من الحياة في مفاهيمها البدائية، قابلة للظهور على المريخ. وكانت وكالة أبحاث الفضاء الأوروبية قد اعلنت الاثنين، أنّ كشّافها عثر على أدلّة تثبت أنّ الكوكب شهد تغيّرا مناخيا عميقا، حوّله من بيئة رطبة توجد فيها المياه، إلى كوكب كثير الغبار وجاف وبارد، لدرجة لا يظهر معها أي علامة على إمكان الحياة عليه.