في مشهد لافت غاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن الصفوف الأولى، خلال الندوة ال24 للقوات المسلحة، اليوم الخميس، بينما حضر الداعية الإسلامي اليمني الحبيب الجفري، ملقيًا كلمة في افتتاح الندوة. وأثار غياب "الطيب"، وكذلك غياب ممثلي المؤسسة الدينية من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء عن الصفوف الأولى للحضور، وعدم الاستعانة بأحد علماء الأزهر لإلقاء كلمة الافتتاح، تساؤلات عديدة، في الوقت الذي تم فيه الاستعانة بداعية يمني ونجم لبرامج التوك شو. لكن الداعية اليمني الحبيب الجفري، بدد حالة الاندهاش، حينما بعث برسالة في كلمته للشعب المصري، قائلا خلالها "أنا من بلد مشتت، أنا من اليمن بلد بدون دولة". وتابع: "بعض دول المنطقة دمرت من خلال جيشها بسبب انقساماته وانظروا إلى اليمن"، مشيدًا بالجيش المصري ووحدته وقوته وإيمانه القوي وحفاظه على الأرواح لأنه تحكمه إرادة حكيمة، على حد قوله. ويأتي غياب "الطيب" بعد تفاقم أزمة الطلاق الشفهي، وقرار هيئة كبار العلماء، خلال اجتماعها أمس الأول، برفض مقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالات عيد الشرطة، توثيق الطلاق الشفوي شرطًا لصحة وقوعه، ما زاد فجوة الخلاف بين الرئيس والمشيخة. وكان "السيسى" بدا معاتبًا ل"الطيب" خلال كلمته في عيد الشرطة، يناير الماضي، قائلا له: "تعبتني يا مولانا". لكن هيئة كبار العلماء- في بيانها – قالت إن وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ، ودعت المطلِّق أن يبادر في توثيق هذا الطلاق فوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها. وأضافت الهيئة، أن من حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه. وحذرت الهيئة المسلمين، كافَّةً من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد، وقائلة: "على مَن يتساهلون في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح". شاهد الفيديو: السيسي للطيب: تعبتني يا مولانا