لست من أنصار المرشح الرئاسى حازم صلاح أبو إسماعيل ولن أكون, وإذا استمر مرشحًا حتى النهاية فلن أمنحه صوتى كرئيس للجمهورية, وأرى أنه لا يمتلك ما يؤهله لحكم بلد عريق فى قامة مصر مثل كثير من المرشحين, وعندى عشرات الأسباب التى تجعلنى أتحفظ على الشيخ أبو إسماعيل كمرشح رئاسى, لكن هذا لا يمنعنى أن أرفض بشدة كل ما يتعرض له أبو إسماعيل من حملات غير نظيفة, لا تليق بنظام يدير دولة اندلعت فيها ثورة شعبية أتاحت للجميع حق الترشح دون استثناء. فمع اقتراب غلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية, ظهر للعيان أن الشيح حازم أبو إسماعيل لن يكون منافسًا سهلاً, وأنه لا يجرى خارج سباق الرئاسة, وتأكد المنافسون والسلطات التى تدير البلاد أن الرجل يتمتع بشعبية كبيرة دفعت مراقبين للحملات الانتخابية وأداء مرشحى الرئاسة للقول بأن فرص وصول أبو إسماعيل لجولة الإعادة شبه مؤكدة, فهو المرشح الذى سجل أعلى عدد من التوكيلات الشعبية ومؤتمراته الانتخابية حاشدة بالجماهير, وله أتباعه ومناصروه, كما أن التيار السلفى واسع الانتشار فى قرى وريف مصر وصعيدها يؤيده. ورغم أن حازم أبو إسماعيل قد أعلن نيته الترشيح للرئاسة منذ عام تقريبًا, فأصبح متاحًا للجميع, من سلطات تدير البلاد وكل وسائل الإعلام, لكن فجأة ومنذ أيام قليلة خرجت من الأدراج ورقة جنسية والدته, وجرى تسريبها لبعض الصحف وبعض برامج التوك شو, وبدأ التشكيك فى جنسية والدة الرجل - رحمها الله - وهنا لابد أن نتوقف ونسأل: 1-من الذى أخرج ورقة الجنسية من الأدراج فى هذا التوقيت الحرج, وإذا كان يريد صالح مصر والمصريين الآن, فلماذا لم يخرجها فور إعلان أبو إسماعيل عن نيته للترشح؟. 2-اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية تعمل منذ ما يزيد عن شهر, فلماذا لم تعلن موقف جميع مرشحى الرئاسة من الجنسية ولماذا تأجل هذا الحسم مع قرب إغلاق باب الترشح؟. 3-خرجت ورقة جنسية والدة حازم أبو إسماعيل من الأدراج فى توقيت يتزامن مع قرار العفو عن خيرت الشاطر مرشح الإخوان للرئاسة, فهل هناك رابط بين هذا وذاك, بعبارة أخرى هل جرى الترتيب لإخراج أبو إسماعيل من السباق لصالح خيرت الشاطر بصفتهما ينتميان لتيار الإسلام السياسى؟. (أظن ذلك) 4-الطريقة التى جرى التعامل بها مع أبو إسماعيل فيما يتعلق بجنسية والدته لا تحمل أى قدر من الاحترام للرجل حيث يتم إقصاؤه بعنف وذبحه بحجج لم يثبت صحتها رسميًا حتى الآن, ثم كيف دولة بحجم مصر وبأجهزتها الأمنية الكبرى والعتيقة أن تستعين بموظفى الولاياتالمتحدة كى يقدموا لنا دليل تجنس والدة أبو إسماعيل, فأين الأجهزة المصرية التى تعرف دبة النملة عن الجميع. هناك رائحة غير طيبة فى هذا الموضوع, حيث إن السلطات العليا تعرف كل شىء عن حازم كمرشح رئاسى منذ إعلان نيته عن الترشح بما فيها مسألة تجنس والدته إلا أن تلك السلطات فضلت الاحتفاظ بتلك الورقة لوقت الحاجة, وعندما حان الميعاد, خرجت الورقة للعيان. لصالح من يجرى حرق المرشح أبو إسماعيل الذى أخطأ منذ البداية عندما ظن أنه سيلعب مع نظام سياسى يقف على درجة متساوية من جميع المرشحين, أما الخطأ الأكبر الذى وقع فيه الشيخ حازم أنه كان يعرف أن قانون الانتخابات الرئاسية يمنع الترشح لمن يحمل هو أو والديه جنسية أخرى مع الجنسية المصرى, فلماذا خاض مسألة الترشح وهو غير مكتمل الشروط نتيجة تجنس والدته (هذا حال ثبوت تجنسها), وإذا عرف بذلك واستمر فلا يلومن إلا نفسه. أختلف مع حازم أبو إسماعيل كيفما تشاء - وأنا معك - لكن أرفض معى مبدأ تصفية الخصوم بدم بارد لصالح آخرين, "أعرف أن السياسة قذرة لكن عايزين البلد تنضف بجد". يا ترى من سيتم حرقه من المرشحين خلال الساعات القادمة لصالح مرشح السلطة أو مرشح مناصريها من الأحزاب؟. [email protected]