يعيبون الكرة والعيب فينا.. وما للكرة عيب سوانا العيب ليس في كرة القدم فلا تنضم إلى حزب (كرسي في الكلوب)!! كرة القدم رياضة تنافسية جميلة وافقت مشاعر الناس عبر العالم فصارت شعبيتها تفوق شعبية الساسة والفنانين وغيرها من رموز شعبية ووطنية.. لا أحب المصادرة على مشاعر الناس، ولا تسفيه أحلامهم، ولا تصغير فرحتهم.. عيشوا الفرحة واستمتعوا بها.. فكم منا من يسعد قلبه على لفتة بريئة يفعلها طفل صغير بلا تعقيدات ولا حسابات فيضحك ملئ عينه ووجهه وشفتيه، وتجلجل ضحكتنا تسبق سعادتنا المطلة من نفوسنا، دون أن تكون لسعادتنا البريئة أسباب تتصل بالنصر أو الهزيمة في ميادين العسكرية أو الاقتصاد أو العلم أو الثقافة.. سأفرح مع الناس.. حتى ولو لم أكن مقدرا أسباب فرحتهم، فسأفرح لفرحهم، والسعادة (صحة معدية)!! تذكروا أن العيب ليس في كرة القدم.. فليس فيها عيب، وإنما العيب في التعصب الأعمى، والحياد عن النزاهة والموضوعية، العيب في المغالاة في الاهتمام، العيب في أن تتغير أولوياتنا لتصبح هي كل الأولويات وليست واحدة من تلك الأوليات مع غيرها من عناصر الحياة.. العيب في الاستغلال الدجلي لفوز أو هزيمة.. فبعض الذين يستنكرون على الناس فرحتهم الهيستيرية بفوز المنتخب في مباراة كروية، بدعوى أن الساسة يستغلون الفوز في تغييب وعي الجماهير وتغذية أحلامهم الهروبية، ونشر حالة من التفاؤل الكاذب.. هؤلاء أنفسهم كانوا ينتظرون الهزيمة ليستخدموها سياسيا للترويج لحالة الفشل والتخبط الذي يعانيه خصمهم السياسي، والترويج لحالة من التشاؤم النكد.. فلا تعب على الناس ما أنت مستخدمه لا محالة.. ومع ذلك الكرة ما زالت في ملعبك.. يمكنك أيضا المشاركة في استغلال الحدث، قدم تهنئتك لكل من شارك في الفوز.. وشارك في التحليل والرصد والتوقع لما هو قادم.. هذه اهتمامات الناس، ونحن ناس من الناس لابد أن نعيش معهم وبهم لا تعاليا ولا انعزالا.. ألوان قمصان المنتخبات الوطنية في دول العالم باتت رمزا للوطن كالعلم والنشيد.. الوطنيون بحق يختلفون مع الفصائل وربما الأنظمة، لكنهم يحترمون الرموز الوطنية ويهتفون من قلوبهم: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. لا يمنعنا من الاعلان عما نشعر به من وطنية استغلال بعض الدجالين لذات الشعارات والرموز الوطنية.. فلتحيا مصر رغم أنف الحاقدين والدجالين على السواء. علاء سعد حميده عضو رابطة الادب الاسلامي العالمية