كشفت صحيفة «واشنطن بوست» يوم الخميس، أن كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، تقدموا باستقالة جماعية، بسبب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وقالت الصحيفة، إن المسؤولين أوضحوا خلال الاستقالة، رفضهم العمل مع الرئيس الأمريكي الجديد، مشيرة إلى أن هناك حملة نزوح جماعي لكبار موظفي وزارة الخارجية. وأضافت الصحيفة، أن المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيرلسون، كان يبحث منذ أمس الأربعاء، عن بدلاء للمسؤولين الذين تقدموا باستقالتهم. ويدير ريكس تيرلسون، الذي حصل على دعم من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ليكون وزيراً للخارجية في إدارة ترامب، أكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة السوقية. ولد تيرلسون (64 عاماً)، في ولاية تكساس، ويترأس شركة «إكسون موبيل» للنفط، وعمل لصالحها في الولاياتالمتحدة واليمن وروسيا، ولديه علاقات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت علاقة تيرلسون، بالكرملين، الذي منحه وسام الصداقة عام 2013، هو الموضوع الرئيسي للتدقيق والفحص من قبل المشرعين الأمريكيين قبل التصويت على منحه الثقة لهذا المنصب الرفيع. وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيين تيرلسون في منصبه الجديد، أقر بأن الغرب لديه مبررات للقلق من العدوان الروسي، لكنه رفض وصف بوتين بأنه «مجرم حرب». وفي نهاية المطاف وافقت لجنة العلاقات الخارجية على تعيينه وزيراً للخارجية، بعدما صوت جميع الجمهوريين لصالحه وجميع الديمقراطيين ضده، مما يمهد الطريق للتأكيد على تعيينه في هذا المنصب الرفيع من قبل مجلس الشيوخ. وفي حين أثار المعارضون بعض المخاوف بشأن قدرته على الارتقاء من مجرد رئيس لشركة إلى وزير يتولى الملفات الخارجية لبلاده، يرى بعض أنصاره أن خلفيته في إبرام الصفقات قد تضفي منظوراً جديداً على أعلى منصب دبلوماسي في البلاد. وجاء ترشيح تيرلسون، في أعقاب الكشف عن شكوك وكالات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا ساهمت بشكل سري في فوز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وهو ما دفع بعض النقاد للإعراب عن قلقهم من علاقاته الوثيقة مع موسكو. وخلال الفترة التي قضاها في شركة «إكسون موبيل»، عقد تيرلسون، صفقات بمليارات الدولارات مع شركة «روسنفت» الروسية الحكومية للنفط، بما في ذلك اتفاقية لاستكشاف الموارد الجوفية في سيبيريا، والتي قد تصل قيمتها لمليارات الدولارات. ورغم موافقة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، على تولي تيرلسون منصب وزير الخارجية، سيكون هناك تصويت جديد في المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.