"وعدتكِ ألا أعودَ وعُدْتُ، وألا أموت اشتياقا ومِتُ، وعدت بأشياء أكبر منى، فماذا غدا ستقول الجرائد عنى" وأعلن مرشد الإخوان ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية عن حزب الحرية والعدالة، مع أن نفس الرجل المعلن، أكد مرارا وتكرارًا وإلحاحا وتوضيحا وتصريحا أن الإخوان لن يدفعوا بمرشحٍ من داخل الجماعة، كما أنهم لن يدعموا إسلاميًا لهذا المنصب، وفى السياسة لا ثوابت، لكن الأخلاق أم الثوابت، فكيف إذن سيتم بلع الخبر، وقبول مروره مرور الكرام؟ يقول الإخوان، إن عدم الدفع بمرشح منهم كان قرارًا بحسب الحالة والواقع والوضع السياسى، ولكن مع تفاوت الأيام ودوران الليالى' وتغير الموازين السياسية، ارتأت الجماعة وانتوت ثم أعلنت ترشيح واحد من أبنائها المخلصين، وليس فى شخص المهندس خيرت الشاطر وجه للنقد والرفض، ولكنى أصرخ بكلمة الوعد، وأهتف باحثًا عن المصداقية، وأفتش فى خزائن سوء الظن عن أن المقصود بالمسألة كلها هو الإخوانى السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أو حتى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بعد توقعات تصدره المشهد، فكما يقول بعض منتقدى سياسات الجماعة، إن مكتب الإرشاد لا يمكن أن يقبل بسلطة ذات مرجعية إسلامية تكون فوقه، بينما تؤكد الجماعة أن من حيثيات قرار ترشيح الشاطر، الوقوف أمام قوة مؤيدى عمر سليمان، الذى حتى هذه اللحظة لم يحدد موقفه. وحتى هذه اللحظة وعلى الرغم من إعلان بيان الجماعة بترشيح الشاطر، إلا أن هناك احتمالا بظهور أزمة جديدة تضاف إلى أزماتنا التى صارت اعتيادية، فنحن لا ندرى إن كان الشاطر قد تلقى عفوا كاملا من المجلس العسكرى كالذى تم منحه لأيمن نور، فخيرت الشاطر تم الإفراج عنه، بعفو صحى، وهو قد تم رد اعتباره فى قضية "إحياء الجماعة المحظورة" لكن له قضية أخرى أقدم من حيث التاريخ وهى قضية ميلشيات الأزهر. على أية حال قلب إعلان ترشح الشاطر حسابات المرشحين وبورصة الرياسة، فهو قد أضعف كثيرا من فرص أبو الفتوح، بينما يظل الشيخ حازم ثابتا بكتلة تصويتية على أقل تقدير تتجاوز ستة ملايين صوت- عدد من صوت لحزب النور فى الانتخابات التشريعية- بينما أطاح بكثير من أحلام الدكتور سليم العوا، فالعوا لم ينجح فى إقناع السلفيين، وهو أيضًا حزين لعدم طرحه من قبل الإخوان، كما أنه لم يراهن كثيرا على أصوات الليبراليين، أما الثلاثة الآخرون البارزون عمرو موسى والفريق شفيق واللواء سليمان، فسيكون من بينهم من يصل إلى مرحلة الإعادة، لو تم الاتفاق فيما بينهم، على أن يلاقى الفائز من أبو إسماعيل والشاطر فى النهائى بحضور الجماهير وغياب الجيش. أما ما لا أريد تصديقه فهو حديث الصفقات، الذى يلخص المسألة كلها فى خطة موضوعة بعناية لتفتيت أصوات الشارع الإسلامى والمتعاطفين معه، لنجد أنفسنا أمام رئيس بدرجة موظف يدين بالولاء للمؤسسة العسكرية ويحن للماضي.. هذا ما لا أريد تصديقه، وأخاف من صحته، على صحة مصر. محمد موافى [email protected]