اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ترشح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لخوض الانتخابات الرئاسية يأتى خلافًا لتعهدات الجماعة بعدم خوض الانتخابات، وهو ما رأت أنه قد يكون مؤشرًا على اتخاذ موقف مناهض من جانب الجماعة من اتفاقية السلام المعروفة ب "كامب ديفيد". وفي الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق رسمى من الحكومة الإسرائيلية على ترشيح الشاطر، لكن القرار أثار قلقًا في الأوساط الإسرائيلية، وكما يتضح من ردود الفعل في وسائل الإعلام الإسرائيلية. إذ قالت صحيفة "هآارتس" إن ترشيح الشاطر يتناقض والتزام "الإخوان المسلمين" بعدم ترشيح أحد بعد الثورة فى مصر. فيما رأت صحيفة "معاريف" فى ترشيح الإخوان للشاطر محاولة منهم ضد ما أسمته مناورات العسكرى للمس بقوة الإسلاميين، موضحة فى تقرير لها أمس أن الجماعة اضطرت إلى تقديم مرشح من قبلها وعدم دعم مرشح خارجى فى ظل المناورات السياسية التى يقوم بها النظام العسكرى الحاكم والذى يحاول المس بقوة الإسلاميين. وبعنوان "المليونير الذى يقلق إسرائيل.. هو الرئيس المصرى القادم"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الإخوان قاموا بترشيح الشاطر البالغ من العمر 62 عامًا والأب ل10 أبناء والذى قام الرئيس السادات بطرده من الجامعة، واعتقله مبارك 5 أعوام، لكنه برغم ذلك يعد من الشخصيات المعتدلة بجماعة "الإخوان". وذكرت أن قرار الإخوان بتقديم مرشح من قبلهم للرئاسة أثار مخاوف عديدة فى الغرب خشية أن تنجرف الدول المصرية باتجاه الأسلمة. ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن "اختيار الشاطر مقلق جدا". مع ذلك، قالت إن الشاطر يتمسك برؤية معتدلة نسبيا تجاه إسرائيل وهو ما تجلى فى تصريحات له قبل حوالى شهرين بعد اكتساح الإخوان للبرلمان تحدث فيها عن العلاقات مع إسرائيل قائلا: "أعلنا بشكل واضح أننا ملزمون بكل ما تلتزم به حكومة مصر". لكنها قالت إنه لا يمكن القول إن الشاطر وبتصريحاته تلك تحول إلى صهيونى، "فهو ما زال رجل الإخوان المسلمين غير الراضى على اتفاقية السلام مع إسرائيل"، ونقلت فى هذا الإطار عن مصادر إسرائيلية قولها إن ترشيح الإخوان للشاطر كمرشح رئاسى أمر مثير للقلق، وقالت إن تلك ليست بشرى سارة فجماعة الإخوان المسلمين ليست صديقة لإسرائيل ولا يريدون لنا سلاما. وأضافت تلك المصادر: "السؤال الأهم الآن هو، إلى أى درجة سيكون الإخوان عمليين من اللحظة التى يجلسون فيها على السلطة وكرسى الحكم"، مؤكدة أنه فى هذه اللحظة من غير الواضح إلى أين تتجه الأمور فى مصر. وتحت عنون: "الإخوان نكثوا بالعهد وتقدموا بمرشح للرئاسة"، قال موقع "عينان مركازى" الإخبارى العبرى، إنه بالرغم من إعلان الإخوان فى الماضى عدم ترشيحهم أحد من قبلهم للرئاسة إلا أنهم منذ فوزهم فى الانتخابات البرلمانية قاموا بتغيير رأيهم وأعلنوا أمس الأول فقط عن ترشيح خيرت الشاطر الرجل الثانى فى الجماعة كمرشح رئاسى، هذا فى الوقت الذى بدأوا يعلنون فيه تحديهم للمجلس العسكرى فيما يتعلق بالإشراف على الجيش. وقال إن الشاطر هو "استراتيجى لامع ورجل أعمال ناجح أنشأ إمبراطورية اقتصادية يعمل بها آلاف المصريين وجزء من أرباح تلك الإمبراطورية يستخدم لتمويل أعمال الإخوان المسلمين"، مضيفا أنه يعد ذو خبرة أيضا فى مجال الاستثمارات. وأضاف أنه بالرغم من وجود فرص معقولة لفوز الشاطر بالرئاسة فى ظل نجاح الإخوان البرلمانى إلا أنه لا يمكن أن ننسى وجود 3 مرشحين إسلاميين للرئاسة علاوة على أن الشاطر ملزم بالحصول على عفو رسمى من المجلس العسكرى عما فعله فى الماضى، ولفت فى نهاية تقريره إلى أنه يجب على تل أبيب أن تحذر من وعود الشاطر بالحفاظ على السلام مع إسرائيل فقد رأينا تعهدات الإخوان تتغير وفقًا للواقع.