حظي مشروع قرار تقدّم به السيناتور الجمهوري في الكونجرس الأمريكي تيد كروز يطالب بإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بدعم من قبل البرلمان المصري الذي يحظى إلى تشكيل وفد برلماني للسفر إلى الولاياتالمتحدة من أجل إقناع الإدارة الجديدة لإدراجها ضمن الجماعات الإرهابية. وكشف طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عن استعداد وفد برلماني نهاية يناير الجاري، للسفر إلى الولاياتالمتحدة؛ لبحث وضع إستراتيجية عمل جديدة بين مصر والإدارة الأمريكية الجديدة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة. وأضاف الخولي في تصريحات صحفية له، أن "إدراج الإخوان كجماعة إرهابية، أحد أهم الملفات التي سيتناولها الوفد البرلماني خلال الزيارة"، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة لن تكون على المستوى الرسمي فقط، وإنما من خلال لقاء مع بعض المؤسسات الأخرى مثل مراكز الأبحاث. وأكد أن "إدراج الجماعة كمنظمة إرهابية، كان أحد وعود ترامب قبل توليه الرئاسة الأمريكية"، مشيرًا إلى أنه أثناء مشاركة وفد برلماني في أعمال الجمعية العامة 71 للأمم المتحدة في نوفمبر الماضي تم تناول هذا الملف. وأوضح الخولي أن هناك اتجاهًا واضحًا لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، ليس فقط لإدراج الإخوان جماعة إرهابية، ولكن مواجهة على الأرض حاسمة في المناطق التي يلعب فيها الإخوان دورًا، مشيرًا إلى أن هناك "سيناتور" أمريكيا تقدم فعليا بمشروع قانون لإدراج الإخوان جماعة إرهابية. وأوضح برلمانيون أن الوفد البرلماني الذي سيقوم بزيارة الولاياتالمتحدة في نهاية يناير، سيقدم للجانب الأمريكي الوثائق والمستندات والأصول التي تثبت أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، مؤكدين أن الإدارة الأمريكية الجديدة على استعداد للموافقة على ذلك، وهذا ظاهر من خلال تصريحاتها عن الجماعة. وقال جمال عبد الناصر، عضو مجلس النواب، إن الوفد البرلماني الذي سيزور الولاياتالمتحدة الأيام المقبلة سيعمل جاهدًا للضغط على أمريكا لإدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية. وأوضح عبد الناصر ل "المصريون" أن البرلمان سيقوم بتجميع الأوراق والمستندات وأيضًا الوثائق والأصول التي تثبت ضلوع الجماعة في العديد من عمليات التفجير والقتل للمواطنين، لافتًا إلى أن الوفد سيقوم بتقديمها للجهات المختصة هناك، لتعجيل إدراج الجماعة على قائمة الجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن البرلمان عليه استغلال تصريحات ترامب الذي يتهم فيها الرئيس المنتهي ولايته باراك أوباما بأنه يرعى الإرهاب ويقوم بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وتطالبه بإدراجها "إرهابية".
وتابع النائب: "المفروض الدول العربية بأكملها تتكاتف من أجل مطالبة ترامب بإدراج الإخوان على قائمة الجماعات الإرهابية"، مؤكدًا أن إرسال مصر وفد رفيع المستوى سيؤدي إلى الاستجابة لهذا المطلب سريعا. وفي نفس السياق، أكد عمرو كمال الدين، عضو مجلس النواب، أن "البرلمان المصري لديه العديد من الملفات والمستندات التي سيرسلها مع الوفد الذي سيزور أمريكا لإقناعها بإدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية". وأوضح كمال الدين ل "المصريون" أن "الجانب الأمريكي على استعداد للقيام بذلك"، مشيرًا إلى أن ذلك ظاهر من خلال تصريحاتهم المنتقدة للجماعة ولسياساتها. وتابع: "سنسعى بكل قوة للضغط على الإدارة الأمريكية لإدراج الجماعة على رأس قائمة الجماعات المحظورة دوليًا". وكان عضوان جمهوريان بالكونجرس، تقدما بمشروع قرار، لإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على قائمة المنظمات "الإرهابية" الأجنبية؛ بحجة توفر شروط ذلك. وقدّم السيناتور الجمهوري في الكونجرس الأمريكي تيد كروز، مشروعًا قرار يطالب أحدهما بإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" والآخر "الحرس الثوري الإيراني" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وقدّم كروز مشروع القرار الخاص بالإخوان المسلمين بالاشتراك مع زميله السيناتور "ماريو دياز- بالارت" من ولاية فلوريدا، فيما قدّم المشروع الآخر بالإشتراك مع زميله السيناتور "مايكل ماك كول" من ولاية تكساس. ونصّ مشروع القرار على أن الشروط متوفرة لإدراج وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية، مطالبًا بالإفصاح للرأي العام عن الأسباب في حال لم يتحقق الأمر. كانت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي وافقت على مشروع قرار تقدّم به كروز نهاية العام 2015 لإدراج جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، إلا أن المشروع لم يُطرح على التصويت العام من المجلس. ويتطلب تقنين المشروعين المذكورين مصادقة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لينتقل إلى رئيس البلاد من أجل إقراره. يّذكر أن تيد كروز، كان أحد المنافسين الجمهوريين للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية، لكنه أعلن انسحابه من سباق الترشّح مطلع مايو من عام 2016. ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، تتهم السلطات المصرية قيادات جماعة الإخوان وأفرادها ب "التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارًا في ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية".