وكان الاجتماع الذي عقده المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع ممثلى القوى البرلمانية بحضور الفريق سامى عنان رئيس الأركان وعدد من أعضاء المجلس العسكرى خرج دون نتائج ملموسة، بسبب إصرار كل من الدكتور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" والدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب "النور" السلفى على عدم إجراء أى تعديلات على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. وقالت مصادر مطلعة ل "المصريون"، إن مرسي أكد خلال الاجتماع الذى استمر 4 ساعات أن التشكيل النهائى للجنة التأسيسية خرج متوازنًا، ولم تسيطر عليه الأغلبية لإسلامية، وأن هناك ما يقرب من 48 عضوًا ضمن التشكيل النهائى للجنة المائة بتوجهات ليبرالية ويسارية واشتراكية. واكتفى مرسى بعرض وجهة نظره دون تقديم أى مبادرة لحل الأزمة والتى دفعت 25 عضوًا للانسحاب من الجمعية التأسيسية. في حين اعترض بشدة رفعت السعيد رئيس حزب "التجمع" وأحمد سعيد رئيس حزب "المصريين الأحرار" ومصطفى النجار وكيل مؤسسى حزب "العدل"، على وجهة نظر رئيس حزب "الحرية والعدالة"، مهددين بالاستمرار فى الحشد الجماهيرى ضد "دستور الإخوان" بحسب ما نقل عنهم متهمّين مرسى وعبد الغفور صراحةً بالسعى لاحتكار مواد الدستور الجديد والإخلال بوعود الجماعة بتشكيل جمعية متوازنة ، تضم تمثيلاً جديًّا للطوائف كافة وعلمت "المصريون" أن المقترحات التى تم تداولها خلالها الاجتماع لحل الأزمة تمثلت فى 3 حلول؛ الأول كان برعاية الأحزاب الليبرالية وهو أن يُصدر المجلس العسكرى تفسيراً واضحاً للمادة 60 من الإعلان الدستورى يقضى بوضع معايير وقواعد محددة لتشكيل الجمعية التأسيسية ، وعليه تتم إعادة انتخابات اللجنة الدستورية مجدداً ، فيما يقترح الحل الثانى على المجلس العسكرى أن يقوم بتشكيل الجمعية التأسيسية لإنهاء حالة الاستقطاب المتفجّرة مع تمثيل متوازن لكل الطوائف. بينما اقترح كل من محمد مرسى وعماد عبد الغفور وصفوت عبد الغنى ممثل حزب "البناء والتنمية" التابع ل "الجماعة الإسلامية"، أن تواصل اللجنة التأسيسية عملها دون توقّف، على أن تُقدِّم القوى الليبرالية واليسارية مقترحها من خلال مسوَّدة مشروع دستور يعرض على اللجنة، ويتم الأخذ ببعض مواده داخل الدستور الأصلى، الأمر الذى دفع المشير طنطاوى والفريق عنان للاتفاق على تأجيل القرار النهائى حتى الاجتماع المقرر عقده ظهر اليوم . من جهته، رفض المستشار أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الاجتماعى ، وأحد الحاضرين للاجتماع، كشف تفاصيل الاجتماع قائلا إن المشاورات مازالت مستمرة بين القوى السياسية وجماعة الإخوان والسلفيين بشأن الوصول لصيغة تفاهُمية لتشكيل الجمعية التأسيسية، موضحاً أن اجتماع اليوم هو الأخير والحلول التى سنخرج بها لا رجعة فيها.