رفضت مصر بشكل قاطع الاشتراك في مناورات عسكرية مع حلف شمال الأطلنطي "الناتو" تشارك فيها إسرائيل، معتبرة أن مثل هذه المناورات لا تخدم الاستقرار في المنطقة وتزيد من الاضطرابات التي تعوق مسيرة السلام بالمنطقة. جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها وفد برلماني رفيع المستوى برئاسة عبد العزيز مصطفى وكيل مجلس الشعب ورئيس لجنة الشئون الخارجية والأمن القومي بالمجلس لبروكسل ، والتي التقى خلالها أمين عام حلف الناتو دي هوب شيفر . وانتقد الوفد البرلماني خلال اللقاء المناورات العسكرية المشتركة التي أجراها الحلف في الشهور الماضية مع تونس والجزائر والمغرب بمشاركة إسرائيل ، معتبرًا أن هذه المناورات مساع مرفوضة لإدماج إسرائيل في المنظومة العسكرية لدول منطقة الشرق الأوسط. وعلمت "المصريون" أن الوفد أبدى خلال اللقاء استعداد مصر للمشاركة في أنشطة مع "الناتو" دون مشاركة طرف ثالث، والمشاركة في تأمين الممرات المائية أو حماية المنطقة أو أية أنشطة تأتي في إطار الحرب الدولية على ما يسمى ب "الإرهاب" أو أية أنشطة تنموية في المنطقة. وانتقد الوفد خلال اللقاء موقف "الناتو" غير المتعاون في إزالة الألغام في منطقة العلمين ومرسى مطروح، معتبرًا أن رصد مبلغ 250 مليون يورو لإزالة هذه الألغام ليس كافيًا بالمرة لتطهيرها على النحو الذي يسمح بعمليات التنمية والبناء في هذه المنطقة. ودعا الوفد الحلف إلى ممارسة ضغوط على أعضائه المتورطين في قضية الألغام للدخول في شراكة قوية مع مصر للانتهاء من هذا المشكلة التي تعوق التنمية، مطالبا إياه بلعب دور محوري في إحياء عملية السلام بالمنطقة وإنهاء مأساة الشعبين الفلسطيني والعراقي، والتخلي عن تأييد السياسات الإسرائيلية التي دفعت بالمنطقة إلى أتون من الصراعات على مدار خمسة عقود. من جانبه، أكد النائب محمد خليل قويطة أن زيارة الوفد البرلماني لمقر حلف الناتو جاءت في إطار تنمية العلاقات معه، مشيرًا إلى أن الزيارة التي ضمت أعضاء من لجنتي الشئون الخارجية والأمن القومي بالبرلمان أوضحت وجهة النظر المصرية في العديد من القضايا، وأهمها رفض محاولات الحلف لإدماج إسرائيل في المنظومة العسكرية لدول المنطقة. وكشف قويطة عن وجود خلافات بين الطرفين حيال مواقف مصر من مسألة المناورات العسكرية ودور "الناتو" المتقاعس في علاج مشكلة زرع بعض أعضائه لنحو 25 مليون لغم بالأراضي المصرية، مؤكدًا أهمية عقد مثل هذه اللقاءات من أجل الوصول إلى رؤية موحدة بين مصر ومؤسسة عسكرية مهمة كالناتو ، لأن ذلك يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة.