سلطت الصحف الأمريكية الضوء على الصدام الأخير بين المجلس العسكري الحاكم و جماعة الإخوان المسلمين، والذي قالت بأنه بدا واضحاً في "صراع التصريحات" الذي اشتعل بين الطرفين مطلع الأسبوع الجاري. واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن بيان المجلس العسكري يوم الأحد الماضي و الذي اتهم جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة تقويض الحكومة و التشكيك في نوايا القادة العسكريين للبلاد، يعد مؤشراً على تصاعد التوتر بين الإخوان المجلس العسكري "صعب المراس"، على حد وصفها، مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل. وأضافت بأن "الحرب الكلامية" تعكس جزئياً محاولة من قبل جماعة الإخوان المسلمين لتوسيع سلطتها في فترة حاسمة من التحول السياسي في مصر، وذلك بعد إعلانهم إعتزامهم الدفع بمرشح رئاسي من داخل الجماعة، على الرغم من وعودهم السابقة بعدم ترشيح إخواني للرئاسة. من جانبها قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الجماعة تخلت عن ترددها السابق في مواجهة المؤسسة العسكرية، وقامت بتحدي المجلس العسكري علناً من خلال بيانها "اللاذع" يوم السبت الماضي والذي إنتقدت فيه ماوصفته ب"فشل الحكومة" التي عينها المجلس العسكري، وشككت في نزاهة الإنتخابات الرئاسية القادمة. وأشارت إلى أن الجماعة أصبحت أكثر جرأة بعد فوزها بنحو نصف مقاعد البرلمان، لافتة إلى أن قيادات الإخوان المسلمين رفضت طلبات المجلس العسكري بالحصول على حصانة من الملاحقات القضائية بسبب "الأخطاء" التي تم إرتكابها خلال المرحلة الإنتقالية، وهو الأمر الذي كانت ترحب به الجماعة قبل نحو شهرين، بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن شادي حميد، الباحث بمركز "بروكينجز" بالدوحة، قوله أن المجلس العسكري يدخل الآن مرحلة "البطة العرجاء"، مضيفاً بأنه "عند هذه النقطة، لم يعد بإمكان أحد إيقاف الإخوان المسلمين". ويرى المحللون أن الجماعة تمكنت من بسط نفوذها باستخدام البرلمان الجديد، والذي من المرجح أن يصبح أداة رئيسية لتوجيه الإهتمامات الشعبية، مشيرين إلى أن المجلس العسكري إضطر بالفعل للتراجع عن العديد من القضايا الرئيسية وسط إستياء الرأي العام. وحذر المحللون من أن المواجهات المتصاعدة بين الإخوان و المجلس العسكري تعرض العملية الإنتقالية للخطر، مع أقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية. إلا أن مارك لينش، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة "جورج واشنطن"، توقع بأن تتوقف جماعة الإخوان قبل أن يصل الأمر إلى حد المواجهة المباشرة، وتحاول بدلاً من ذلك تنحية المجلس العسكري الحاكم جانباً بأسرع وقت ممكن بدون زعزعة إستقرار مصر.