شيعت بورسعيد أمس جنازة بلال ممدوح محفوظ (16سنة)، الذى توفى خلال المظاهرات التي جرت في وقت مبكر صباح السبت، على خلفية العقوبات التى أقرها اتحاد كرة القدم على النادى المصرى، نتيجة الأحداث الدامية التي أعقبت مباراة المصرى والأهلى وراح ضحيتها 75 قتيلا وإصابة المئات. ولقي محفوظ مصرعه فى الأحداث التى وقعت أمام مبنى القبة الإدارى التابع لهيئة قناة السويس، عندما حاول المتظاهرون اقتحام مبنى الإرشاد بهيئة قناة السويس ودفع الجنود من قوات التأمين من الشرطة والقوات المسلحة المرابطين فى المكان وتخلل ذلك إطلاق قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. ولفظت أنفاس بلال الأخيرة بغرفة العناية المركزة بمستشفى الأميرى العام ببورسعيد. وصرحت النيابة العامة ببورسعيد، بدفن جثة الضحية، بعد أن كشف تقرير الطبيب الشرعى، عن تعرض جثة الضحية لمقذوف طلق نارى من أعلى منتصف الصدر خروجا إلى أسفل الظهر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة شعبية وأديت صلاة الجنازة عليه بعد الظهر بمسجد مريم بحى المناخ. وقام المئات من مشجعى ألتراس المصرى بإغلاق المنطقة العامة للاستثمار ببورسعيد، ومنعوا دخول 35 ألف عامل إليها لمزاولة عملهم داخل 36 مصنعًا من الملابس الجاهزة. وأضرم شباب الألتراس إطارات السيارات وسط الطريق حيث أعلقوا كافة الطرق المؤدية إلى الدائرة الجمركية. وحاول المتظاهرون التوجه إلى المنافذ الجمركية لقطع الطريق، ومنع دخول 200سيارة أتوبيس رحلات تحمل 10الآف عامل من محافظة الدقهلية ومدينة الإسماعيلية والقنطرة. في الأثناء، حذرت القوى السياسية، من خطورة الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة بورسعيد. ووصف محمود غزلان، المتحدث باسم "الإخوان المسلمين"، الأحداث بأنها تمثل "كارثة بكل المقاييس"، مستنكرا مطالبات بعض المتظاهرين بالانفصال عن مصر ورفعهم لعلم كتبوا عليه "علم دولة بورسعيد المستقلة". ووصف تلك المطالبات ب "الغاشمة التى تحاول أن تزعزع أمن واستقرار مصر، حتى وإن كانت مطالبات من قبل أعداد قليلة"، قائلا: لا يمكن أن يقبل شعب بورسعيد، ذو التاريخ الباسل بأى محاولات لتفرقة وحده وشمل المصريين. من جانبه، قال تامر القاضى، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، إن المبادرات السياسية التى قام بها الاتحاد بالمشاركة مع عدد من القوى السياسية لم تفشل، وإنما كانت ذات تأثير كبير لفك الحصار على بورسعيد خاصة بعد تردى الأوضاع هناك واستطاعت المبادرات أن تنجح فى إنهاء حالة الاحتقان بين أهالى بورسعيد الذين طالبوا بالقصاص العادل وقاموا بتسليم المجرمين والمتورطين فى الأحداث . بينما رفضت حركة شباب 6 إبريل فى بورسعيد كل ما حدث من اشتباكات مع القوات المسلحة والغاضبين أمام مبنى هيئة قناة السويس، وأكدت أنها لم تكن مشاركة فى تلك التظاهرة. وشددت على ضرورة عدم المساس بالجيش المصرى أو الدخول فى أى اشتباكات مع قواتنا المسلحة، وطالبت جميع الأطراف بالهدوء والرجوع عن التشدد أو القيام بأعمال عنف.