الاجتماعات كانت تتم فى فندق "جى دبليو ماريوت" لصاحبه منير غبور الشريف وعزمى وأحمد عز المسموح لهم بحضور اجتماع الوريث المنتظر قبل سجنه.. جمال مبارك يتشاجر مع منير غبور ويقول له: التورته دى إنت هاتشتريها وأنا إللى هاكلها لوحدى كان لجمال مبارك أصدقاء كثيرون لا تربطهم به إلا المصلحة فقط، وهو من جانبه كان لا تربطه بأحد أى صداقة إلا للوصول إلى ما يريد. ومن هنا فقد اشتهر أن كل أصدقاء جمال لا يعرفونه إلا لمصلحتهم الشخصيه فقط، وأيضًا من جانبه لم يكن جمال يعرف أحدًا إلا لمصلحته الشخصية ولا يعطى لأحد شيئًا إلا بإرادته وبعدما يتأكد بأن ما يعطيه بيد سوف يأخذه باليد الأخرى. كما اشتهر أن أى اجتماع لجمال فى الحزب الوطنى كان يعقبه مباشرة اجتماع مغلق بعيدًا عن الأضواء والناس وكان يعقد هذا الاجتماع فى غرفة اجتماعات سرية فى فندق "جى دبليو ماريوت" بالتجمع الخامس، وقد أرادت "المصريون" أن تتعرف على أسرار اجتماعات جمال مبارك فى هذا الفندق، وأن تفتح الباب المغلق وتكشف سر الغرفة السرية - إن جاز التعبير- ذهبنا إلى "جى دبليو ماريوت" فندق غاية فى الجمال بعيدًا عن متاعب الناس والهواء الملوث بالفساد الذى صنعه مبارك وكل من حوله وفى الطابق الثالث وقفت مع إحدى الموظفات فى الفندق وسألتها عن "الميتنج روم" أى غرفة الاجتماعات فنظرت لى بحدة ثم قالت أى غرفة اجتماعات تريديها فأخبرتها أننى أعمل فى إحدى الشركات وسوف نستقبل وفدًا من الخارج ونريد أن نحجز لهم غرفة هنا ومنذ فترة شاهدت هنا غرفة، لكننى لم أتذكر كانت فى أى طابق، وكان بصحبتى أحد الموظفين هنا قال لى إن جمال مبارك يعقد اجتماعاته هنا، فضحكت ثم قالت غرفة جمال مبارك ليست هنا إنها فى الطابق الخامس، ولكن أعتقد أنهم لم يقوموا بتأجيرها على العموم اصعدِ إلى الطابق الخامس، وهناك سوف تجدى منظمى الحفلات وهم سوف يساعدونك، وبالفعل صعدت إلى الطابق الخامس ووجدت لافتة مكتوبًا عليها غرفة الشخصيات المهمة فدخلت فى هذا المكان ووجدت عدة مكاتب وكان يوجد مكتب يجلس عليه موظفون ولمحت عامل نظافة ووقفت معه وسألته عن الغرفة التى كان يجلس فيها جمال مبارك فأشار إلى غرفة فى الجهة اليمنى، وأبلغنى بأن هذه هى الغرفة التى كان يجتمع فيها جمال مبارك ثم نظر وسألنى عن سبب رغبتى فى البحث عنها فرويت له ما رويته للموظفة التى قابلتها فى الأسفل وأبلغته أن صاحب الشركة التى أعمل بها يعشق التباهى ويريد أن يتباهى أمام الوفد الأجنبى بأنه حجز لهم غرفة جمال مبارك فضحك ثم قال لى بأن هذه الغرفة كانت ممنوعة من الإيجار، ولكن الآن تقوم إدارة الفندق بتأجيرها بعدما سجن جمال مبارك فقلت له إننى كنت أحلم أن أراه على الحقيقة حتى ولو أقوم بخدمتهم هنا فى الفندق فرد علىَّ قائلاً أنا كنت بخدمهم بالفعل وكنت أحضر لهم أشياءً يطلبونها كالسجائر أو أى شىء وكنت أراه وجهًا لوجه وأتأمل فيه ويظهر أننى حسدته على ما كان فيه من نعم كثيرة، وآخر مرة جاء هنا كان قبل سجنه مباشرة، وكان يرتدى نظارة سوداء طول الوقت ولم يخلعها حتى فى الغرفة فقلت له هل كان يشرب عصائر مثلنا أم كان مختلفًا عنا فقال أستغفر الله كان إنسانًا مثلنا يافندم كان يشرب ويأكل فقلت له وكان يحضر هو بمفرده أم كان يحضر معه أشخاص آخرون فقال كان يحضر معه صفوت الشريف وزكريا عزمى وأحمد عز وآخرون لم أعرف أسماءهم، لكن كانت مظاهرهم غريبة وطبعًا كان يحضر معهم (الباشا الكبير) فنظرت له باستغراب وقلت له ماذا تقصد هل تقصد حسنى مبارك؟ فقال لأ يافندم أقصد منير غبور وقبل سجنه بفترة كانوا جالسين فى نفس الغرفة، وجاء منير باشا ودخل بعده وكنت أقوم بتنظيف المكان هنا ثم بدأ صوتهم يرتفع ثم سمعت شىء ينكسر، وخرج شخص وطلب منى بأن أنظف الكأس المكسور وأثناء تنظيفى علمت بأن جمال هو الذى كسره، وأخذ يردد ويقول التورتة دى إنت هاتشتريها وأنا إللى هاكلها لوحدى ثم تركتهم وخرجت.. فضحكت على كلامه ولم أظهر له أننى أبالى بما يقول ثم قلت له من الواضح أن جمال كان (طفس) ولكن ماذا كان يقصد بالتورتة فرد علىَّ قائلا أكيد صفقة من صفقاتهم ممكن أن تكون أرض أو أى شىء آخر فقلت له الحمد لله إنهم أخذوا جزاءهم فسألته من المسئول عن الحجز هنا فأشار لى على أحد الأشخاص وقال هذا الشخص هو المسئول فشكرته وتسللت حتى لا يلاحظنى أحد وكنت متأكدة من أن الغرفة مغلقة، وعندما حاولت فتح الباب وجدته مفتوحًا ودخلت ووجدت ترابيزة اجتماعات كبيرة وكراسى وأخذت ألتقط الصور بسرعة كى لا يلاحظنى أحد، وعندما خرجت وجدت الشخص المسئول عن الحجز يجلس ويتحدث فى الهاتف فطلبت منه بأن أجلس معه وأنهى مكالمته وأخذ يتحدث معى فقلت له أريد أن أحجز هذه الغرفة فقال لأى مناسبة فقلت له اجتماع لرئيس مجلس إدارة الشركة ووفد أجنبى ونريد أن نحجز هذه الغرفة فقال: ولكن لدى غرف أخرى أكبر من هذه الغرفة فقلت له لا لأنها إرادة صاحب الشركة فسألنى عن عدد الأفراد فقلت له 47 فردًا فقال أقل عدد 50 فقلت لكننا 47 فردًا فقط وعندما وجدته مصممًا على العدد قلت له اعتبرنا مثل جمال مبارك كان يأتى ومعه 5 أو 6 فقط فضحك وقال جمال لو كان يأتى بمفرده كنا نفتح له الغرفة ثم جمال مبارك كان حاجز الغرفة له لوحده فقلت له وكان طبعًا بيدفع مبلغ وقدره فضحك، وقال ماذا تقولين جمال مبارك يدفع لمنير غبور أموالاً فسألته عن سعر حجز الغرفة لمدة ساعة واحدة فقال بخمسة وثلاثين ألفًا وخمسمائة جنيه بالغداء فقلت له لا بأس أكيد الغداء سوف يكون فى مكان آخر أكيد فأجاب قائلا لا يافندم سوف يكون فى نفس الغرفة فقلت له وهل كان جمال مبارك يأكل فى نفس الغرفة فقال لا يافندم كان يتم حجز إحدى صالات الأفراح كى يأكل فيها فقلت له طب ممكن أشوف الصالة التى كان يأكل فيها ممكن أحجزها هى الأخرى لأن صاحب الشركة يحب أن يجلس فى كل مكان كان يجلس فيه جمال فأخذنى وذهبنا إلى صالة كانت مجهزة لاستقبال فرح فى المساء فوجدته يقف بجوار إحدى الترابيزات ويبلغنى بأنها الترابيزة التى كان يجلس عليها جمال مبارك كما أخبرنى بأنهم كانوا يحجزون الصالة كلها له ومن معه فتركته وذهبت ونحن على موعد للقاء آخر لحجز الغرفة وأخذت أتساءل بينى وبين نفسى لماذا كان غبور يحضر الاجتماعات السرية لجمال مبارك؟. هل لأنه كان يعطيهم غرفة بأكثر من خمسة وثلاثين ألف جنيه، وما الذى كان يكسبه منير غبور من هذا؟ هل لأن جمال مبارك كان يعطى لغبور كل مايتمناه من فنادق ومدن مثل مدينة الميراج، والتى تملأها الفيلات والقصور، وما الهدف وراء الاجتماعات التى تكلف كل هذه الأموال إلا إذا كان الهدف من ورائها صفقات بمليارات الجنيهات!! ولماذا كانت اجتماعات جمال فى "جى دبليو ماريوت" ولماذا لم تكن فى "الفور سيزونز" التابع لهشام طلعت مصطفى أو فى أى مكان آخر وما هى التورتة التى كسر جمال من أجلها الكأس وأخذ يصرخ فى غبور وأصدقائه هل هى مصر؟ أم "المصريين"؟ وهل كان مصير مصر يدار ويحدد من داخل هذه الغرفة التى يشهد كل ركن فيها بأسرار وحكايات لم يعرفها التاريخ بعد.