تعرف على شروط الانضمام للتحالف الوطنى    ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي في أمريكا 6% الأسبوع الماضي    رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط للجبهة الشمالية    القوات البحرية تنجح فى إنقاذ مركب هجرة غير شرعية على متنها 45 فردا    أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي في تلحين آيات القرآن الكريم -(فيديو)    ضمن المرحلة الأولى من حياة كريمة.. مركز طبى ووحدة إسعاف بقرية دلاص    الموافقة على زيادة أعداد المقبولين بمدرسة التمريض في الوادي الجديد    استشهاد وإصابة 7 فلسطينيين جراء اقتحام قوات الاحتلال لجنين بالضفة    تزايد الضغط للدعوة إلى انتخابات مبكرة في أيرلندا عقب ارتفاع شعبية رئيس الوزراء    أول رد فعل من ناصر عبدالرحمن بشأن صورته المتداولة مع صلاح التيجاني    وكيل الأزهر يستقبل وزير الأوقاف الصومالي السابق ويهنئه بتكريم رئيس الجمهورية    أمين الفتوى: المرأة الناجحة توازن بين عملها والتزامات بيتها    956 شهادة تراخيص لاستغلال المخلفات    الدكتورة رشا شرف أمينًا عامًا لصندوق تطوير التعليم بجامعة حلوان    مباحث الدقي تكشف حيلة عاطل للاستيلاء على مبلغ مالي من مالك مطعم شهير    ورشة للمخرج علي بدرخان بالدورة ال40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي    جيش الاحتلال: مقتل ضابط وجندى فى استهداف بصاروخ مضاد للدروع على الحدود مع لبنان    التحالف الوطني للعمل الأهلي يوقع مع 3 وزارات لإدارة مراكز تنمية الأسرة والطفولة    "مجلس حقوق الإنسان": المجتمع الدولى لا يبذل جهودا لوقف إطلاق النار فى غزة    مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة «التغني بالقرآن»: موجة مسيئة    مصر بجوار المغرب.. تعرف على قرعة أمم أفريقيا للكرة الشاطئية    مستشفى "حروق أهل مصر" يعزز وعي العاملين بالقطاع الصحي ضمن احتفالية اليوم العالمي لسلامة المرضى    مركز الأزهر للفتوى: نحذر من نشر الشذوذ الجنسى بالمحتويات الترفيهية للأطفال    مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يُكرم «هاني رمزي» في دورته السابعة    حبيبتي | مادونا | يرقة | نية | بين البينين تنافس بخمسة أفلام قصيرة بمهرجان طرابلس للأفلام بلبنان    رسميا.. موعد صرف معاشات أكتوبر 2024 وطريقة الاستعلام    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    "صحة أسوان": لا يوجد بمستشفيات المحافظة حالات تسمم بسبب المياه    محافظ بني سويف: إزالة 272 حالة بحملات المرحلة الثالثة من الموجة ال23    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    «المركزي» يصدر تعليمات جديدة للحوكمة والرقابة الداخلية في البنوك    فيلم عاشق على قمة شباك تذاكر السينما في مصر.. تعرف على إيراداته    محاكمة القرن.. مانشستر سيتي مهدد بالطرد من جميع مسابقات كرة القدم    ارتفاع حصيلة ضحايا العاصفة بوريس ل 22 قتيلًا وسط وشرق أوروبا    "الموت قريب ومش عايزين نوصله لرفعت".. حسين الشحات يعلق على أزمتي فتوح والشيبي    بنك إنجلترا يبقى على الفائدة عند 5 %    برلماني عن ارتفاع أسعار البوتاجاز: الناس هترجع للحطب والنشارة    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    القسام تُعلن تفجير واستهداف 3 ناقلات جند إسرائيلية في رفح    أخبار الأهلي: بعد تعاقده مع الأهلي.. شوبير يعلن موعد بداية برنامجه    توقعات برج الحمل غدًا الجمعة 20 سبتمبر 2024.. نصيحة لتجنب المشكلات العاطفية    "ناجحة على النت وراسبة في ملفات المدرسة".. مأساة "سندس" مع نتيجة الثانوية العامة بسوهاج- فيديو وصور    "خناقة ملعب" وصلت القسم.. بلاغ يتهم ابن محمد رمضان بضرب طفل في النادي    "بداية جديدة".. تعاون بين 3 وزارات لتوفير حضانات بقرى «حياة كريمة»    مركز الأزهر: اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها افتراء وتدليس    عاجل| حزب الله يعلن ارتفاع عدد قتلى عناصره من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية ل 25    أبرز تصريحات الشاب خالد ف«بيت السعد»    الشربيني يوجه بتكثيف خطة طرح الفرص الاستثمارية بالمدن الجديدة    انتشار متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" يثير قلقًا عالميًا    جامعة الأزهر تشارك في المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    محافظ المنوفية يضع حجر أساس لمدرستين للتعليم الأساسي والتجريبية للغات بالبتانون    إخماد حريق نتيجة انفجار أسطوانة غاز داخل مصنع فى العياط    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    ضبط عنصر إجرامى بحوزته أسلحة نارية فى البحيرة    «الأمر صعب ومحتاج شغل كتير».. تعليق مثير من شوبير على تأجيل الأهلي صفقة الأجنبي الخامس    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتى الجماعة الإسلامية فى حواره ل"المصريون" ..د. عبد الآخر حماد: لا يوجد انشقاق فى صفوف الجماعة ولكن تباين فى الرؤى والاجتهادات.. وغادرت مصر خوفًا من التصفية الجسدية
نشر في المصريون يوم 24 - 03 - 2012

السلاح كان متوفرًا والفوضى تسود البلد عقب الثورة وسقوط النظام ولو كانت الجماعة تنتهج العنف لحملت السلاح حيث كان متوفرًا وليس هناك دولة
كان لى دور فى تأسيس حزب "البناء والتنمية" حيث شاركت فى كتابة برنامج الحزب وتحديدًا الجزء الخاص بالشريعة الإسلامية
لا أرى مانعًا عند التطبيق العملى لإحكام الشريعة الإسلامية من أخذ الأمور بشىء من التدرج والروية حتى لا يستغل أعداء الإسلام ذلك
أتمنى أن يتحقق مشروع قناة "المصريون" الفضائية لدعم التيار الإسلامى فى ظل ما نراه من غلبة التيار الليبرالى ورموزه على الساحة الإعلامية
كلام مكرم محمد أحمد عن ابنى د.عمر عبد الرحمن محضَ كذبٍ وافتراءٍ بل على العكس فقد جاهد ضد الأمريكان كما جاهد ضد السوفيت
يعرف بين أفراد الجماعة الإسلامية بأنه الوريث الحقيقى للدكتور عمر عبدالرحمن فى الأمور العلمية والشرعية نظرًا لمكانته العلمية الكبيرة فى أوساط الجماعة.
وحماد واحد من مؤسسى الجماعة الإسلامية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التى تخرج فيها عام 1977, ومنذ ذلك الوقت وهو يعرف عنه أنه رجل دعوة, وكما كان متفوقًا فى دراسته العلمية منذ المدرسة الابتدائية مرورًا بالشهادتين الإعدادية والثانوية، والذى أهله أن يلتحق بهذه الكلية المرموقة, تفوق وأجاد أيضًا فى العلوم الشرعية حينما اتجه إليها, فبدأ يشرح المتون ويؤصل المسائل الشرعية وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين, لم يحمل سلاحًا فى يوم من الأيام ولم يتلفظ بكلمة نابية حتى فى حق أعدائه من النظام السابق الذين كانوا يتربصون به أملاً فى التخلص منه, فعاش حياته متجولاً فى العلوم الشرعية باحثًا عن كل ماهو جديد, رابطًا فى ذلك بين الماضى والحاضر, كما عرف كخطيب فوق المنابر مرشدًا ومعلمًا, ولكونه قليل الظهور إعلاميًا, حرصت "المصريون" على الذهاب إليه فى مكتبه الملحق بمسجد أبو بكر الصديق المعروف بمسجد الجمعية الشرعية المعقل التاريخى للجماعة الإسلامية بأسيوط فكان هذا الحوار المفتوح..
* كثيرون لا يعرفون من هو عبد الآخر حماد خاصة مع قلة ظهورك الإعلامى.. فنريد نبذة عنكم فى مستهل حديثنا
-- : اسمى عبد الآخر حماد الغنيمى من مواليد الغنايم بأسيوط من مواليد 1955 حاصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية فى عام 1977 من جامعة القاهرة ثم دبلوم من معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة ثم ماجستير ودكتوراه فى الدراسات الإسلامية فى العقيدة من الجامعة الأمريكية المفتوحة عام 2007 فى (الانحرافات العقدية والفكرية وأثرها فى قضايا الجهاد) لى العديد من المؤلفات يدرس بعضها فى الجامعات السعودية مثل كتاب المنحة الإلهية فى تهذيب شرح الطحاوية, والفوائد المنتقاة من حديث القائم على حدود الله, وعقيدة الحافظ بن كثير بين دعاوى التفريط والتأويل, وقبسات من السيرة العطرة, ووقفات مع البوطى فى كتابه عن الجهاد وغير ذلك.
* كيف ومتى بدأت علاقتك بالجماعة الإسلامية؟
---: بدأت هذه العلاقة فى أواسط السبعينيات من القرن الماضى حينما نشأت الجماعة فى جامعات مصر فى البداية، وكنت بفضل الله تعالى من مؤسسى الجماعة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وعندما أنهيت دراستى رجعت إلى أسيوط فبدأت فى العمل الدعوى مع إخوانى حيث كنت أقوم بالخطابة والإمامة فى مسجد السلام ثم استمرت تلك العلاقة حتى أحداث اغتيال السادات 1981 وما تلاه من أحداث حيث أعتقلت وقضيت فى السجن قرابة 3 سنوات رغم أنى لم يكن لى أى مشاركة فى الأحداث حيث كنت رجل دعوى فقط.
وفى عام 1984 أفرج عنى فيمن أفرج عنهم وبدأت الجماعة فى نشاطها من جديد من خلال الجامعات والمساجد حيث شمل النشاط جميع محافظات الجمهورية, وعندما نجحت الجماعة فى الانتشار وتولى زكى بدر وزارة الداخلية وقبلها مباشرة كان محافظًا لأسيوط نفذ سياسة (الضرب فى سويداء القلب) كما كان يسميها
* متى خرجت من مصر فى عهد مبارك وما ملابسات هذا الخروج؟
--عندما اشتدت سياسة الضرب فى سويداء القلب التى كان ينتهجها زكى بدر كما ذكرت، وزادت حدة القبضة الأمنية وزاد البطش بالجماعة الإسلامية حتى أن الأخوة الدعاة كانوا يقتلون على أعتاب المساجد وفى الشوارع كما حدث مع الشيخ عرفة درويش حيث قتل وهو يخطب على المنبر, وكما قتل الدكتور علاء محى الدين وشعبان راشد فى الشوارع دون أن يرفعوا سلاحًا أو حتى يمسكوا عصى, حينها تيقنت أن النظام يريد أن يقوم بعمل تصفية جسدية لقادة الجماعة, فنصحنى إخوانى بمغادرة البلاد خوفًا على من بطش النظام, وكان الأمن على علم بخروجى ولم يمنعنى من السفر لأنه رأوا فى سفرى فائدة لهم على أساس أن يستريحوا من أحد الدعاة الذين يلتف حولهم الشباب.
* هناك اتهام أن الجماعة كانت منهجها العنف بخلاف السلفيين والإخوان؟
--: أخى الحبيب الواقع يكذب ذلك، والدليل أن الجماعة عندما سمح لها بالعمل السلمى رأيناها من أول الجماعات التى كونت حزبها, وأنت تعلم كيف كان السلاح متوفرًا والفوضى تسود البلد عقب الثورة وسقوط النظام, ولو كانت الجماعة تنتهج العنف لحملت السلاح حيث كان متوفرًا وليس هناك دولة, ودليل آخر المدة بين الإفراج عن أفراد الجماعة وإعلان المبادرة نحو خمس سنوات، ولم تحدث أى حادثة عنف تلك هذه الفترة, إذا كل الشواهد تؤكد أن الجماعة ليست جماعة عنف, ونحن الذين تعرضنا لأشد أنواع الإيذاء والقتل من قبل نظام المخلوع, ولم تكن حالات القتل التى حدثت من قبلنا إلا رد فعل وكانت فى نطاق ضيق وبتصرفات فردية لدفع الأذى.
*كيف كانت رحلتك خارج الوطن فى طلب العلم ومن هم العلماء الذين أخذت منهم العلم؟ ومتى عدت إلى مصر؟
-- كانت أول تلك محطات السفر إلى السعودية ومكثت بها فترة يسيرة بعض أسابيع ثم سافرت بعدها إلى أفغانستان حيث عاصرت فترة الجهاد ضد الحكم الشيوعى المدعوم من السوفيت, ثم تنقلت بعد ذلك فى عدة بلدان, وأثناء الفترة التى قضيتها فى أفغانستان وكانت نحو عامين عملت فيها مدرسًا فى كلية الشريعة الإسلامية التابعة لجامعة البخارى فى بيشاور, وكنت خلال هذه الفترة أتردد من حين لآخر على معسكرات وجبهات القتال حتى أغبر قدماى فى سبيل الله ومرشدًا ومعلمًا للمجاهدين, ثم سافرت إلى عدة بلدان منها اليمن والسودان والأمارات واستقر بى الحال لاجئًا سياسيًا فى ألمانيا وبقيت هناك إلى أن رجعت إلى مصر فى عام 2008، حيث احتجزت شهر ونصف فى مقر أمن الدولة بمدينة نصر وحقق معى تحقيقًا موسعًا، حيث تناول التحقيق السؤال عن كل شىء منذ خروجى وحتى عودتى ثم أفرج عنى وبعدها رجعت إلى ألمانيا مرة أخرى.
* كيف كانت الفترة التى قضيتها بعدعودتك وقبل قيام ثورة 25 يناير؟
---: كنت أشعر خلال هذه الفترة بالضيق الشديد والظلم الفاحش من المنع من الدعوة إلى الله ومع ذلك كنت أنتهز أى فرصة لكى أبلغ دعوة الله وكان ذلك من خلال الأفراح ومناسبات الأهالى فى جميع أنحاء الجمهورية, وكانت تصل تلك الأخبار إلى أمن الدولة فيرسلون إلىَّ محذرين من تكرار مثل هذه الأمور ومع ذلك لم أكن ألتفت إلى تحذيراتهم وأحاول قدر المستطاع أن أفلت من تعليماتهم وأوامرهم, وكنت أيضًا أشعر بفداحة الظلم الواقع على الشعب وما يراد له من أن يظل لعدة عقود أخرى تحت حكم آل مبارك, وذلك عندما ظهرت نوايا مبارك وزوجته فى توريث الحكم إلى ابنهما جمال، ولكن كان أملى فى الله كبيرًا أنه سيكشف الغمة, ومع ذلك لم أكن أتوقع أن تنقشع تلك الظلمة بهذه السرعة وبهذه الطريقة وبحق إنها آية من آيات الرحمن فى القضاء على الطغيان.
* صدر لكم كتيب عن الحكم الشرعى فى المشاركة السياسية للجماعات الإسلامية, حدثنا عن ذلك؟
-- كلامى هنا موجه إلى شباب الحركة الإسلامية عامة وأبناء الجماعة الإسلامية خاصة، وهو يتعلق بالموقف الصحيح فى دخول غمار المجالس النيابية التى كانت قبل الثورة مثار جدال لم يهدأ أبدًا بين مؤيد ومعارض من شباب التيار الإسلامى, وفى هذا الموضوع ثارت تساؤلات كثيرة لأبنائى وإخوانى فى الحركة الإسلامية، خاصة بعد ثورة 25 يناير المباركة التى من ثمارها أن أنعم الله فيها على الدعاة بالحرية والأمن والأمان.. وليس المقصود من الحديث بيان الحكم الشرعى فى دخول البرلمان بقصد التشريع من دون الله عز وجل, فإن هذا الدخول لا يجوز حوله الخلاف والأدلة على ذلك كثيرة, ولكن المقصود هو بيان حكم دخول الإسلاميين من أجل المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية .. أن أهل العلم المعاصرين قد افترقوا إلى فريقين فريق مؤيد وآخر معارض ولكل منهما أدلته ومبرراته.. أولاً الفريق المؤيد وأدلته وهم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وغيرها والجماعة الإسلامية فى باكستان والجبهة الإسلامية للإنقاذ فى الجزائر ومن العلماء أحمد شاكر والشيخ عبد العزيز بن باز فى فتوى له والشيخ ابن العثيمين فى فتوى له والدكتور صالح سرية والشيخ عبد الرحمن بن سعدى, أما الفريق المعارض فمنهم الجماعات الجهادية ومن العلماء ناصر الدين الألبانى والأستاذ محمد قطب، بالإضافة إلى الجماعة الإسلامية بمصر قبل مراجعتها الأخيرة وكان لها فى ذلك أبحاث مثل (الحركة الإسلامية والعمل الحزبى) (وإعلان الحرب على مجلس الشعب), ولكل فريق أدلته ليس هناك مكان لذكرها, أما رأى الذى أقول به (الذى أراه فى ظل أوضاعنا الراهنه فى مصر أنه لا بأس من خوض غمار الانتخابات النيابية بل أكاد أقول إن ذلك أمر لابد منه ولامحيص عنه لأنه سار بمقدور الإسلاميين بفضل الله حشد الجماهير وراء المطالب الشرعية، وأن الغالب على الظن أن غالبية الأمة ستكون مع المطالبين بتطبيق شرع الله بعد أن انتهى عصر التزوير بالجملة, فكيف يدع أهل الدين هذه الفرصة السانحة وأنه ينبغى على الحركات الإسلامية ألا تتوانى فى انتهاز هذه الفرصة، وأن توحد صفوفها من أجل صالح البلاد والعباد, وأنا لا أرى مانعًا عند التطبيق العملى لأحكام الشريعة الإسلامية من أخذ الأمور بشىء من التدرج والروية حتى لا يستغل أعداء الإسلام ذلك فى الانقضاض على ما نأمله من اختيار الشعب لأهل الدين والإيمان, والحذر من التفرق والتعصب الحزبى بالحق والباطل ولابد على التعاون والاعتصام.
* من المعروف أن حزب "البناء والتنمية" انبثق عن الجماعة الإسلامية فهل كان لك دور فى تأسيسة؟ و ما هى توقعاتك لمستقبل هذا الحزب؟
-- بالطبع كان لى دور فى تأسيسه حيث شاركت فى كتابة برنامج الحزب وتحديد الجزء الخاص بالشريعة الإسلامية وهو الجزء الذى رفض بسببه الحزب من لجنة الأحزاب لاحتوائه على ما يفهم منه وجوب تطبيق الحدود, وقد شعرت وقتها بشىء من الحزن وظللت ألوم نفسى لأنى كنت السبب فى رفض ترخيص الحزب, لكن وفقنا الله بعد ذلك, لدرجة أن البعض اقترح حذف مثل هذه الفقرات حتى تتم الموافقة, ولكن مجلس شورى الجماعة وقف موقفًا يحسب له حينما رفض إجراء أى تعديل فى البرنامج وتم اللجوء إلى القضاء الذى أنصفنا وألغى قرار لجنة الأحزاب, وأصبحنا بهذا الحكم الحزب الإسلامى الوحيد الذى تأسس بحكم قضائى, أما عن مستقبل الحزب, فإن ما حققه الحزب من فوز ب20مقعدًا فى انتخابات مجلس الشعب رغم أن الموافقة على تأسيس الحزب تمت قبل إغلاق الترشح بأيام قليلة بالإضافة إلى النقص فى الإمكانيات المادية والكوادر الحزبية, كل هذا يعطى مؤشرًا بفضل الله عز وجل أن هذا الحزب يمكنه خلال السنوات القليلة القادمة أن يكون له دور بارز ومثمر فى الحياة السياسية المصرية وبما يخدم الشريعة الغراء.
* المجازر التى ترتكب يوميًا فى حق الشعب السورى على يد نظام بشار كيف تراها ؟ وماهى الخطوات التى لابد أن تتم لوقف هذه المجازر؟ وما تطلبه من شباب الجماعات الإسلامية فى هذا الصدد؟
-- أرى أن على علماء المسلمين أن يقوموا بواجبهم فى نصرة الشعب السورى وبيان طبيعة النظام الحاكم فى سوريا من حيث كونه نظامًا مرتدًا عن شريعة الإسلام لكونه نصيريًا وبعثيًا فى نفس الوقت, وأطالب الجميع من أفراد ومؤسسات وحكومات بالدعم المادى والمعنوى لإخواننا فى سوريا, كما أطالب بقطع العلاقات بين مصر ونظام بشار فهذا أقل ما يجب لنصرة المظلومين, وعلى كل قادر أن يقوم بما يستطيع فعله لنصرة إخوانه فى سوريا ولو بالجهاد بالنفس فإن المسلمين أمة واحدة
أعلن كرم زهدى، الرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة فى وقت سابق، عن نيته * فى تأسيس حزب جديد هل ترى فى ذلك الإعلان انشقاقًا بين صفوف القادة التاريخيين؟
-- الشيخ كرم زهدى لم يؤسس حزبًا جديدًا، وإنما كانت هناك فكرة أن ينضم هو وبعض الأخوة إلى أحد الأحزاب (حزب الأمة) تحت اسم جديد وهو حزب "الضياء", وقد رأى وقتها أنه يمكنه خدمة الإسلام عن طريق ذلك الحزب, مبينًا فى الوقت نفسه أن هذا الحزب لن يمثل الجماعة الإسلامية, ولكنه تراجع عن هذه الفكرة حينما تبين له أنها لاتصب فى مصلحة الدعوة ولافائدة منها .
* فى الفترة الأخيرة كانت هناك محاولات للصلح بين قادة الجماعة التاريخيين لجمع الشمل ومداواة الجراح؟ هل لك دور فى هذا؟
--: بداية أقر حقيقة مفادها أنه ليس هناك انشقاق فى صفوف الجماعة، ولكن هناك تباينًا فى الرؤى والاجتهادات بين مجلس الشورى الحالى والسابق, ونحن نحاول جميعًا خلال الفترة المقبلة التقريب بين وجهات النظر والعودة بالعلاقة إلى الحميمة والأخوة الخالصة فى الله عز وجل.
* ماهى الشروط التى يجب من وجهة نظرك توافرها فى الرئيس القادم؟
-- لابد فى الرئيس القادم من أن يكون جامعًا للصفات التى يجب أن تتوافر فى الأمير وهى لا تخرج عن صفتين اللتين ذكرهما ابن تيمية فى السياسية الشرعية، وهما القوة والأمانة لقوله تعالى (أن خير ما استجرت القوى الأمين), ومفهوم الأمانة يشمل الالتزام بالأحكام الشرعية والعمل على سياسة الأمة بمقتضى الكتاب والسنة, أما مفهوم القوة فيسع ليشمل فهم معرفة الواقع ومعرفة كيفية التعامل مع هذا الواقع المتغير الذى نعيشه الآن.
* ما هى رسالتك إلى نواب مجلسى الشعب والشورى وخاصة الإسلاميين منهم؟
-- أرجو أن يوفقهم الله لتحقيق الهدف الذى اختارهم الشعب من أجلة وهو رفع الظلم وتحقيق العدل فى ظل شريعة الله.
* حالة الفلتان الأمنى التى تسود الشارع المصرى بعد الثورة كيف تراها؟ و ما هى طرق القضاء عليها؟
-- أهم أسباب الفلتان هو عدم رغبة بعض القيادات فى الداخلية فى القيام بواجبها فى حفظ الأمن وقد بلغنى أن منهم من يقول أما أن تعود الشرطة إلى سابق عهدها كما كانت فى عهد مبارك (من بطش وظلم للناس) أو أن نترك البلد فى هذه الحالة من الفوضى والفلتان الأمنى والدليل على ذلك ماحدث فى واقعة ضابط الأمن الوطنى أمام مجلس الشعب, وإن صح ذلك فهو أمر خطير, فيجب على مجلس الشعب مساءلة وزير الداخلية وإلزامه بما يلزمه الدستور من الحفاظ على الأمن وفى نفس الوقت عدم امتهان كرامة المصريين.
* هل تتوقع أن يقوم المجلس العسكرى بالفعل بتسليم السلطة فى الوقت المحدد؟
-- نعم أتوقع تسليم السلطة فى الوقت المحدد, والدليل على ذلك تسليم السلطة التشريعية إلى مجلس الشعب, وفتح باب الترشح للرئاسة مما يدل على أنه ماضٍ فى تنفيذ ما وعد به, وأن كان ذلك لايمنع بطبيعة الحال من أن هناك فى داخل المؤسسة العسكرية من يريد تحقيق أكبر مكاسب ممكنة للمجلس العسكرى قبل تسليمه للسلطة.
* من الذى تراه مسئولاً عن مغادرة المتهمين بالتمويل الأجنبى مصر دون محاكمة؟ وهل بالفعل للإخوان دور فى هذه الصفقة؟
-- نحن لا نعرف على وجه التحديد من المسئول, ولكن الأمر لا يعدو أن يكون تواطأً بين المجلس العسكرى وبعض الجهات القضائية للأسف الشديد, وأنا أطالب بالإسراع فى فتح تحقيق فى هذا الأمر لمعرفة المسئول عن ذلك, ومحاسبته على هذا الاستهتار الشديد بمصالح الوطن والمواطن, وإن كان هناك صفقة فلابد من كشفها ومعرفة ما استفادة مصر مقابل مغادرة هؤلاء المتهمين التجسس, وأريد أن أعرف لماذا لم تشترط الحكومة الإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن مقابل أولئك المتهمين؟!
* بمناسبة ذكر د.عمر عبد الرحمن كيف ترى الطريق الصحيح والخطوات الجادة للإفراج عنه؟
-- أرى الآن بعد تباطؤ المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى فى اتخاذ أى خطوات من شأنها الإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن, إن المسئولية تقع كاملة على أعضاء مجلس الشعب, وأنى لأعجب أشد العجب أن تكون الغالبية فى مجلس الشعب للتيار الإسلامى ومع ذلك لا يقوم المجلس بدوره فى فك أسر هذا الشيخ الجليل.
* بصفتك أحد قادة الجماعة وتعرضت للتعذيب على أيدى جلادى أمن الدولة، كيف تكون محاكمتهم عن جرائمهم السابقة فى حق الشباب؟
-- لابد من فتح تحقيقات عادلة وعاجلة فى كل وقائع التعذيب التى وقعت على أبناء الجماعة الإسلامية وغيرهم خلال سنوات حكم مبارك وتقديم من يثبت تورطه فى تلك الوقائع إلى محاكمة عادلة, وأنى كنت أرى التمييز بين من عذب مكرهًا تنفيذًا لأوامر أعلى منه وبين من كانوا يتخذون قرارات التعذيب, ونحن فى الجماعة بصدد جمع أسماء كل من تعرض للاعتقال والقتل والفصل من الوظيفة وغير ذلك لاتخاذ إجراءات بشأنهم تصدر بها قرارًا من مجلس الشعب تحت شعار عودة الحقوق لأصحابها, وأنه لا بأس من أجل الصالح العام من عمل شبه مصالحة مع المكرهين على التعذيب من الضباط, فى حين لا أرى أبدًا التسامح مع عتاة المجرمين الذين كان بعضهم يتلذذون بتعذيب إخواننا فى السجون حتى إن أحدهم كان يأمر الأخوة بالسجود لصورة مبارك
* لا صوت يعلو الآن فوق صوت الدستور كيف ترى القرار الأخير بأن يكون تشكيل اللجنة مناصفة بين البرلمان وخارجه؟
-- أراه قرارًا مناسبًا فلجنة إعداد الدستور كانت لا بد وأن يكون فيها عدد كافٍ من أعضاء مجلسى الشعب والشورى المنتخبين باعتبار أن أولئك النواب هم الذين اختارهم الشعب فينبغى أن يمثلوه فى إعداد الدستور الذى سيحكم حياتنا لعدة عقود قادمة
* ظهرت فى الآونة الأخيرة على الساحة الإعلامية ظاهرة الضباط الملتحين ما بين مؤيد ومعرض فما رأيكم؟
-- نحن ننطلق فى هذه المسألة من المنظور الشرعى الذى يأمر المسلم بإعفاء لحيته وعدم حلقها وعلى ذلك فلا يجوز إجبار الضباط على حلق لحاهم, خاصةً أن قانون الشرطة لا يمنع الضباط من إطلاق اللحية إنما هو فقط يطلب أن يكون الضابط حسن المظهر, ولا يمكن أن يكون الواجب الشرعى مخالفًا للمظهر الحسن, وقد رأينا ضباط الشرطة فى بلاد عدة وهم يطلقون لحاهم مثل السعودية واليمن والإمارات حتى الهند ولم يؤثر ذلك على أداء عملهم.
* على عكس كل الثورات فرغم مرور أكثر من عامٍ من عمر الثورة المصرية إلا أن بعض قادتها ما زالوا رهن السجن على خلفية أحكام من عهد المخلوع فما رأيكم فى ذلك؟
-- أنا أطالب بسرعة استصدار عفوٍ شاملٍ عن كل أولئك المظلومين وعن كل من صدر فى حقه حكم طوال عهد مبارك فى قضايا سياسية, والعجيب أن تهمة هؤلاء كانت هى الثورة على نظام مبارك، والآن قد تحققت هذه الثورة وأصبحنا فى ظل نظام مغاير لنظام مبارك, بل نظام يسجن فيه رموز نظام مبارك فكيف يظل معارضو نظام مبارك فى السجون إلى جوار رموز نظام مبارك؟ يعنى أن تهمتهم التى كانوا يحاكمون بشأنها قد سقطت بسقوط النظام البائد.
* طرحت مؤخرًا فكرة لإنشاء قناة فضائية تحمل اسم "المصريون" الغرض منها سد الثغرة التى يتسلل منها العلمانيون والطائفيون فهل تؤيد هذه الفكرة؟
-- أنا أرحب بأى فكرة تحقق للتيار الإسلامى حضورًا إعلاميًا فى ظل ما نراه من غلبة التيار الليبرالى ورموزه على الساحة الإعلامية، وأتمنى أن يتحقق هذا المشروع, حتى يكون إضافةً جديدةً وإسهامًا جيدًا فى خدمة الوطن والمواطن.
ذكر مكرم محمد أحمد فى الأهرام بتاريخ 9/3 أن أبناء الدكتور عمر عبد الرحمن كانوا أيام الجهاد الأفغانى يعملون تحت إدارة المخابرات الأمريكية فما تعليقكم؟
لقد عاصرت الفترة التى كان فيها أبناء الشيخ عمر فى الجهاد الأفغانى, وأستطيع من خلال معايشتى لهما ومعرفتى بالواقع آنذاك أن أقر أن هذا كله محض كذبٍ وافتراءٍ بل على العكس من ذلك فإن ابنى الشيخ عمر قد جاهدا ضد الأمريكان كما جاهدا ضد السوفيت, وأكبر دليلٍ على كذب هذا الادعاء أن الأمريكان قد أسروا الابن الأكبر محمد الملقب بأسد الله ثم تم تسليمه إلى مصر بعد ذلك، وأما الابن الأصغر أحمد فقد قتل منذ عدة أشهر على يد الأمريكان والأكثر من ذلك لما لم يتوسطا لدى المخابرات الأمريكية للأفراج عن والدهما من السجون الأمريكية!؟ فكيف يزعم بعد ذلك مكرم عمالة أمثال هذين الرجلين للمخابرات الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.