تحمل زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، أحمد الخطيب إلى سد النهضة خلال زيارته إلى إثيوبيا، في طياتها العديد من الأسئلة، عن موقف المملكة من السد الذي تخشى مصر من أن يؤدي إلى تهديد حصتها في مياه النيل، ومدى رغبتها في الاستفادة من الكهرباء المتولدة عنه سواءً في مشروعات تنموية تقوم بها الرياض داخل الأراضي الإثيوبية أو الاستفادة المباشرة من الكهرباء. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر إعلامي مطلع، أن مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، قام بزيارة إلى سد النهضة، وذلك في إطار تواجده حاليًا في العاصمة أديس أبابا للوقوف على إمكانية توليد الطاقة المتجددة. ونسبت إلى المصدر الإثيوبي الذي رافق المسؤول السعودي والوفد المرافق له - مفضلاً عدم ذكر هويته لحساسية موقعه - إن الخطيب الذي وصل أديس أبابا أمس الجمعة، زار في اليوم نفسه، السد، وكان في استقباله مدير المشروع سمنجاو بقلي. وتعد زيارة الخطيب لإثيوبيا الثانية لمسؤولين سعوديين خلال أيام، حيث زارها الأسبوع الماضي وزير الزراعة عبد الرحمن بن عبدالمحسن الفضلي. الدكتور ضياء القوصي، خبير الموارد المائية ذهب إلى أن الزيارة تأتي في سياق التبادل الزراعي والتجاري بين الرياضوأديس أبابا. وقال القوصي ل "المصريون": "إثيوبيا تمتلك مشروعات زراعية ضخمة تمولها السعودية"، موضحًا أنه "كان فيه كلام من فترة أن السعودية تتوسط عن إثيوبيا لحل الأزمة، أظن الكلام ده انتهى دلوقتي". وأشار إلى أن "تفاوض مصر في سد النهضة لم يأت إلى الآن بنتيجة إيجابية، كما أن الوساطات والجهود الدولية لم تأت بثمارها"، لافتًا إلى أن السعودية كانت فرصة يمكن أن تستغلها مصر لكن الوضع الآن تأزم. من جانبه، قال الدكتور أحمد الشناوي، أستاذ السدود بالأمم المتحدة سابقًا، إن "السعودية لن تنظر إلى مصلحة مصر على حساب مشروعاتها التي تقيمها خارج الحدود في إثيوبيا والسودان وغيرها، مضيفًا: "لا يمكن لمصر أن تعول على أي دولة أخرى لمساعدتها". وأوضح الشناوي أن "هناك استثمارات للسعودية في المشروعات الزراعية بإثيوبيا، وتلك المشروعات مرتبطة بالسد، لأنه سيوفر لها الماء والكهرباء، وبالتالي فإن مصلحة السعودية في إقامة السد لخدمة المشروعات التي تمولها وتأتي لها بالنفع". وفي نوفمبر الماضي، وقعت السعودية وإثيوبيا عدة اتفاقيات تجارية واستثمارية بقيمة 160 مليون دولار. واستقبلت السعودية رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين في زيارة رسمية، استقبله فيها محمد بن نايف ولي العهد، ونائب رئيس الوزراء السعودي، وأقام له مأدبة غداء، ثم اصطحبه لقصر الملك سعود للضيافة. ولا تعد تلك الزيارة هيّ الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبية للمملكة، إذ سبقها زيارة أخرى كانت في عام 2015، والتقى حينها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وتم الاتفاق بين الجانبين على العديد من الأمور خصوصًا في التعاون الخدمي والمشروعات التي تقيمها الرياض بإثيوبيا، إضافة إلى دعم إثيوبية ل "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية باليمن ضد الحوثيين.