وضع صباح الأحد جثمان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى كامل هيئته الكهنوتية على كرسى القديس مار مرقس فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس فى وجود الجثمان ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك فى حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية. وشهد حضور القداس أعداد غفيرة من الأقباط وغلبت الدموع والبكاء الحار اغلب الحاضرين فيما دقت أجراس الكاتدرائية دقات جنائزية وتم ترديد الألحان الكنسية الحزينة. ويستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية يومين لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة. وقد توجه عدد من أساقفة المجمع المقدس، إلى دير الأنبا بيشوى، لتجهيز مراسم تشيع جنازة البابا، وأضافت المصادر، أن 3 أساقفة من المجمع، قد ذهبوا إلى دير الأنبا بيشوى، بعد اجتماعهم عقب جلوس البابا على كرسى الباباوى، فى الخامسة من فجر الأحد، لتوديع الأقباط له. فيما حضرت إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مدرعات تابعة للقوات المسلحة، تدعمها سيارات تابعة للأمن المركزى، لتأمين مقر الكاتدرائية، يأتى ذلك فى الوقت الذى احتشد فيها مئات الآلاف من الأقباط لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية. يأتي هذا فيما أكدت مصادر كنسية أن الأنبا باخوميس مطران البحيرة سيتولى كرسى البابوية مؤقتًا لحين انتخاب بابا جديد للمسيحيين بعد مرور 40 يومًا على رحيل البابا شنودة فى الوقت الذى تواردت فيه أنباء عن قدوم بابا الفاتيكان بنديكتيوس ال 16 للقاهرة، للمشاركة فى تأبين البابا. وقالت المصادر إنه سيتم الاحتكام إلى اللائحة الباباوية، لافتة إلى أن اللائحة تنص على أنه يتقدم لمقعد البابا كل أسقف اجتمع على دعمه 6 أساقفة. ونوهت إلى أن الخطوة التالية بعد ترشيح الأسماء المبدئية، هى انعقاد المجمع المقدس لاختيار أعلى 5 أو 3 أساقفة، حصلوا على تأييد الأساقفة. وأضافت، أنه يتم بعد ذلك إجراء قرعة الهيكل، لاختيار البطريرك الجديد، عن طريق إحضار طفل صغير معصوب العينين، ليقوم بسحب القرعة وتتم هذه العملية ثلاث مرات، بعد ثلاثة صلوات. وحول موعد اختيار البابا الجديد، أكدت المصادر أن الكلام حول هذا الأمر سابق لأوانه، مشيرة إلى أن البابا كيرلس، تنحى فى أوائل مارس 1971 وتم اختيار البابا شنودة بعدها بثمانية أشهر وخمسة أيام، إلا أن المصادر أكدت أن اختيار البابا الجديد، سيكون خلال شهرين إذا لم يطرأ جديد، وشددت على أن الظرف الراهن لا يحتمل أرجاء اختيار البابا لفترة طويلة. واعتبرت المصادر، الحديث عن تغيير اللائحة أمرًا غير وارد فى الظرف الراهن، مؤكدة أن وفاة البابا جاءت فى وقت عصيب، وألمحت المصادر إلى أن ما يعرف بالجناحين "جناح الأنبا بيشوى، الذى يضم الأنبا آرميا، سكرتير البابا، وجناح الأنبا يؤنس، الذى يضم أساقفة الصعيد، توافقًا على ضرورة التمسك باللائحة وعدم إعطاء المزايدين، على حد تعبير المصادر، فرصة لإظهار الكنيسة بمظهر غير لائق.