فراج إسماعيل أمس نال الأهلي هزيمته الثانية في مونديال الأندية، وتحولت الأرقام القياسية من الانتصارات إلى الهزائم. حصل على المركز الأخير بعد كل الطحن الذي مارسه الطاووس مانويل جوزيه قبل البطولة حول فريقه العالمي الذي لا يقهر! هذا هو مستوى السحرة بمدربهم الساحر. مستوى منتخب مصر تقريبا، فتسعة من قوام هذا المنتخب الذي سيلعب في البطولة الأفريقية القادمة هم من الأهلي! إذا كان بطل الدوري المصري ورابطة الأبطال الأفريقية بهذا المستوى المتدني الذي استحق به أن يتذيل مونديال الاندية خلف فريق سيدني الضعيف جدا والذي هزمه أمس بهدفين لهدف، فما هو حال باقي الفرق المصرية؟! سيأتينا من يقول: ودوري رابطة الأبطال الأفريقية، أليس الأهلي بطلا له؟!.. أكرر ما سبق أن قلته من قبل.. جميع الأندية الأفريقية ضعيفة لأنها تلعب بلاعبين محليين لم يؤهلهم مستواهم للاحتراف الخارجي في الدول الأوروبية، لكن عندما تلعب منتخبات مثل تونس والمغرب ونيجيريا والكاميرون وحتى توجو وانجولا.. فالفارق كبير جدا. لذلك فان بطولات الاندية الأفريقية هي بطولات وهمية لا ترفع من مستوى المشاركين فيها، ولا تعطي أية دلالة على المستويات الحقيقية للفرق! هذا الكلام سبق الجميع إليه المايسترو صالح سليم عليه رحمة الله عندما قرر تعليق مشاركة الأهلي في البطولات الأفريقية، والاتجاه إلى البطولات العربية فهي أقوى حيث يستفيد اللاعبون من الاحتكاك بلاعبين محترفين على مستوى عال مثل لاعبي اتحاد جدة وأهلي جدة والهلال.. الخ! لقد سقطت اسطورة الأهلي في طوكيو.. لا جدال في ذلك. انهارت كل الألقاب التي منحها له النقاد الرياضيون، ومعظمهم للأسف الشديد متعصبون له، لا يقولون الحقيقة رغم أنهم يعرفون جيدا أن مستوى الدوري المصري لا يصلح كمقياس للحكم على مستوى هذا الفريق الذي تم شراؤه بالملايين من الأندية المصرية المختلفة، ليدافعوا عن الفانلة الحمراء! لقد توقف الأهلي منذ عدة سنوات عن صناعة النجوم الذين يتربون داخل جدرانه ويكتسبون روح البطولات الحقيقية وليست الوهمية، وتحول الى بوتيك لصاحبه "عدلي القيعي".. يبحث عن اللاعب الجاهز ويشتريه، ويأتي بهم جميعا بعد اغرائهم ليتركوا أنديتهم وبالتالي يتم تفريغ هذه الأندية ليصبح الفريق الأحمر وحده سيد الدوري وزعيمه ومكتسح جميع الأندية دون هزيمة أو تعادل كما هو حاله في النصف الأول من الموسم الحالي! وعلى رأي الأستاذ محمود معروف، فان الأهلي اعتقد أن مونديال طوكيو يلعب فيه الكروم والالمونيوم وغزل المحلة واسمنت السويس! المشكلة ليست في هزيمة الأهلي أو سقوطه، وإنما في تلك المهمة الصعبة التي تنتظر حسن شحاتة الذي صدق الأساطير التي قيلت عن بركات وابو تريكة وعصام الحضري والنحاس وشوقي ومتعب وحسني وحسن مصطفى وغيرهم من لاعبي الأرقام القياسية؟! ما الحل امام هذا المدرب ولم تبق سوى اسابيع قليلة على بدء البطولة ومواجهة جيوش المحترفين الأفارقة؟! الاجابة صعبة.. وليس عندي اي اجتهادات في ذلك، لكنني أريد أن أذكر شحاتة بقصة استبعاد المدرب الكفء محسن صالح لمحمد بركات في البطولة الأفريقية السابقة، رغم أنه كان يدربه في الاسماعيلي. أليس هو أكثر دراية من غيره بمستوى هذا اللاعب الذي لم يقنع مدربيه عندما كان محترفا في قطر بسبب لياقته الضعيفة آنذاك، ويومها قيل إنه مصاب بالغدة الدرقية التي تجعله يلهث في الملعب ويتصبب عرقا وغير قادر على الجري! الصديق الدكتور عمرو فؤاد أثار هذه النقطة بالذات وقارن بين ذلك وبين الحصان بركات في الدوري المصري، وبين ظهوره الباهت المنهك في مونديال الأندية! الصديق الاستاذ أحمد عبدالوهاب، وهو أهلاوي، يختلف معي بالطبع بشأن رؤيتي لمستوى الأهلي، لكنه ينتقد بموضوعية وحنكة بعض اللاعبين واصرار جوزيه عليهم رغم أن حالتهم لا تؤهلهم للاحتفاظ بوجودهم دائما في التشكيلة الغنية بالبدلاء. أحدهم وهو أبو تريكة يصر جوزيه على وجوده مهما كانت حالته! هذا اللاعب ظهر مستواه العالي جدا فجأة عندما لعب تحت يد جوزيه في الأهلي، ولم يكن يلفت النظر كثيرا في الترسانة رغم أنه يفترض عكس ذلك لأنه كان النجم الأوحد في ذلك الفريق! حتى الآن فشل في جميع المباريات الدولية التي أداها مع منتخبنا الوطني. لم يستطع أن يقنع أحدا بمستواه الذي يظهر به في الأهلي. لا يبذل أي مجهود، ويبدو دائما منهكا هزيلا غير قادر على الجري أو التفكير. حالته المزاجية تكون في أدنى مستوياتها وهو يلعب مع المنتخب! نفس هذه الحالة المتدنية ظهر بها للأسف الشديد وهو يلعب مع فريقه في طوكيو! سأقف هنا مع الدكتور عمرو فؤاد عند قصة الساحر جوزيه مع الأهلي وقدرته على صنع الأحصنة التي تقطع الملعب طولا وعرضا في الدوري المحلي ولا تشعر بأي انهاك عليها من بداية المباراة لنهايتها! عندما جاء جوزيه لأول مرة لقلعة الجزيرة، كان صالح سليم على قيد الحياة، وكان شقيقه طارق سليم هو المسئول عن فريق الكرة. وفي أول موسم له، وبلاعبين شباب لم نكن نسمع عنهم حقق جوزيه انتصارات مدوية، منها هزيمة الزمالك بنصف دستة أهداف. وفي النصف الثاني من دوري ذلك الموسم فاز في كل المباريات ولولا التعادل الذي خطفه منه غزل المحلة لفاز بالبطولة التي أخذها الاسماعيلي بفارق نقطتين فقط! وحينها قلنا.. انتظروا هذا الفريق الموسم القادم ولعدة مواسم.. لن يقف أمامهم فريق.. وكان متوسط عمر لاعبيه لا يتجاوز 20 عاما. من هؤلاء رضا شحاتة وأحمد بلال وأحمد أبو مسلم وآخرون هجروا فجأة لأندية أخرى واختفوا تماما! فجأة قرر صالح وطارق سليم الغاء التعاقد مع جوزيه ورحيله إلى بلده! مدرب ناجح يصنع فريقا اسطورة خلال نصف موسم فيتم الاستغناء عنه! يعتقد الدكتور عمرو فؤاد أن جوزيه يملك خلطة منشطات يعطيها للاعبيه ولا يعرف سرها سواه، وأن صالح سليم قرر طرده عندما عرف ذلك! جوزيه لا يملك سجلا تدريبيا جيدا في بلاده. ليس هو مثلا بتلك العبقرية التي اعطاها له نقادنا وإلا كان قد تولى تدريب منتخب بلاده أو أي من أندية القمة في البرتغال وهذا لم يحدث! هذا الساحر العبقري افتقد كل سحره وتدخلاته المبهرة وقراءته للمباريات في اختبارين جادين.. الأول أمام فريق قوي وهو اتحاد جدة، والثاني أمام فريق متوسط المستوى وهو سيدني لكنه أفضل من الفرق المحلية والأفريقية التي قابلها من قبل، كما ان هذين الاختبارين افتقدا الى الحكام المصريين الذين يحتسبون ضربات الجزاء والفاولات المؤثرة للأهلي! والغريب ان هذا المغرور تحول الى مدرب متواضع جدا، مكسوف على دمه، يستحق الشفقة في المؤتمرين الصحفيين اللذين اعقبا المباراتين! أين ذهب طاووسه وغروره وعنجهيته؟! اعتقد أننا قريبا سنرى ذلك بعد أول مقابلة في الدوري المصري. سيستعيد الفريق وساحره الثقة والابهار والرونق وسيهلل الصبية بداية من شارع صلاح سالم مرورا بكوبري اكتوبر "اللي يخاف يروح.. وهذا زمن الأهلي"! [email protected]