أثار تبرؤ حركتي سواعد مصر "حسم"، ولواء الثورة، من تفجير الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية أمس، الأحد، تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء ذلك التفجير. وكانت حركتا "حسم" و"لواء الثورة" قد تبنتا بعض عمليات العنف، ضد الأجهزة الأمن والقضاء، بدعوى عدم تأييدهما للنظام الحالي، الذي يعتبرانه "نظامًا دمويًا". وعاد شبح التفجيرات ليفرض نفسه بقوة علي الشارع المصري، ملتهمًا أمن واستقرار الوطن دون أن يفرق بين فئة وأخرى، حيث شهد يوم الجمعة تفجير كمين ثابتًا بالقرب من مسجد، كما وقع أمس الأحد تفجير كنيسة. ولكن تفجير كنيسة البطرسية الذي وقع بالأمس، كان له وقع أثقل علي نفوس الشارع المصري؛ خاصة وأن توقيت حدوثه جاء بالتزامن مع احتفالات المولد النبوي، كما أنه أعاد إلي الأذهان تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية عام 2010، والتي أظهرت محاكمات وزير الخارجية السابق حبيب العادلي تورطه وأجهزة مخابرات دول أخري. وأثارت تداعيات تفجيرات القديسين، تساؤلات عن تورط مخابرات الدول الأخرى في تفجيرات البطرسية، كما حدث مع كنيسة القديسين. الباحث في الشئون الإسلامية كمال حبيب، توقع أن يكون المستفيد من تفجير الكاتدرائية، أجهزة مخابرات دول أخرى، كما حدث في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية عام 2010، والتي أظهرت محاكمات وزير الخارجية السابق حبيب العادلي، تورطه وأجهزة مخابرات دول أخري فيها لتوريط مصر في الصراع الطائفي. وتفجير كنيسة القديسين، وقع بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية مطلع يناير 2011 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية. وبعد ثورة يناير من ذات العام، تداولت صحف محلية مستندات -لم يتسنّ التأكد من صحة ما تناقلته- تجزم بضلوع وزير الداخلية آنذاك حبيب العادلي، في التفجير وتكليفه القيادة رقم 77 ببحث القيام بعمل من شأنه تكتيف الأقباط وإخماد احتجاجاتهم، وتهدئة نبرة البابا شنودة اتجاه القيادة السياسية. وأضاف حبيب، في تصريحات ل"المصريون"، أن العمليات الإرهابية كانت تستهدف فئة معينة من الشعب وهم القضاء والداخلية والجيش؛ باعتبارهم الفئات الموالية لنظام الرئيس، مشيرًا إلى أن استهداف الأقباط يعني دخولهم ضمن الفئات المستهدفة وخاصة بعد موالاتهم للسيسي في الفترة الماضية. وحذر حبيب من أن استهداف الأقباط يدخل مصر في صراع طائفي لا ينبئ بالخير، وخاصة أن استهدافهم جاء في كنيستهم ويوم عيدهم. وأشار حبيب إلي أن الفترة القادمة ستشهد العديد من التفجيرات وخاصة مع اقتراب ذكري 25 يناير، مؤكدًا أن الخمس سنوات الماضية شهدت تفجيرات كبري بالقرب من ذكري يناير. بينما استبعد حمدي بطران، عضو ائتلاف ضباط لكن شرفاء، تدخل مخابرات الدول الأخرى في تفجيرات الكاتدرائية، مشيرًا إلي أن تلك العمليات "تافهة" لا تستدعي تدخل المخابرات، مؤكدًا أن شغل المخابرات أخطر وأعنف. وأضاف عضو ائتلاف ضباط لكن شرفاء، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن هناك ارتباطًا بين خطاب السيسي عن الأمن والاستقرار وتفجيرات الكاتدرائية، مشيرًا إلي أن الإرهابيين ومع اقتراب ذكري ثورة 25 يناير أرادوا توصيل رسالة بعدم الاستقرار وبخاصة لمؤيدي السيسي، قائلًا: "بيقولوا للمؤيدين اشربوا بقي". وأكد بطران، أن هناك عدة نقاط يجب التركيز عليها في انفجار الكاتدرائية، منها دخول المتفجرات للكنيسة رغم التشديد الأمني وكاميرات المراقبة، ومنها الاعتداء على الإعلاميين في محيط الكنيسة، مشددًا علي وجود حملة ممنهجة ضد الإعلام. كما ربط عضو ائتلاف ضباط لكن شرفاء، بين عودة التفجيرات وتأييد مصر لسوريا، مرجحًا أن يكون لرؤساء الدول المؤيدة للإرهاب في سوريا يد في التفجيرات؛ انتقامًا من مصر عن طريق تمويل الإرهابيين لعودة التفجيرات في مصر. وفي نفس السياق استبعد محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن يكون لمخابرات الدول الأخرى يد في تفجيرات الكاتدرائية، مشيرًا إلي أن تفجير القديسين بالإسكندرية مر عليه أكثر من 6 سنوات كفيلة بتغيير أيديولوجيات نظم الدول الأخرى. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن مفجري البطرسية هدفهم النيل من وحدة الشعب المصري وإحداث فتنة طائفية.