بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024    صندوق الإسكان الاجتماعي يكشف شروط الحصول على شقة في الإعلان الجديد (فيديو)    مصادر أمنية لبنانية: إسرائيل تفجر قرى بأكملها في جنوب لبنان    سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 21-10-2024 في بداية التعاملات الصباحية    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الاثنين 21-10-2024    الصحة: تقديم الخدمة لأكثر من 2.4 مليون حالة بقوائم الانتظار    اللواء وائل ربيع: بيان الخارجية بشأن فلسطين قوي وجاء في توقيت مناسب    مشعل يرثي زعيم حماس يحيى السنوار.. ماذا قال؟    الزمالك ينتقد مستوى التحكيم في مباراة بيراميدز.. ويحذر من كارثة بنهائي السوبر.. عاجل    عاجل.. كولر «يشرح» سبب تراجع أداء الأهلي أمام سيراميكا ويكشف موقف الإصابات في نهائي السوبر    «زي النهارده».. تدمير وإغراق المدمرة إيلات 21 أكتوبر 1967    مقتل سائق «توك توك» بسبب خلافات الأجرة بعين شمس    حظك اليوم برج القوس الاثنين 21 أكتوبر 2024.. مشكلة بسبب ردود أفعالك    علي الحجار يستعد لتقديم موهبة جديدة في حفله بمهرجان الموسيقى العربية    أبرزهم هشام ماجد ودينا الشربيني.. القائمة الكاملة للمكرمين في حفل جوائز رمضان للإبداع 2024    عمرو مصطفى يكشف ذكرياته مع الراحل أحمد علي موسى    المتحف المصري الكبير يفتح أبواب العالم على تاريخ مصر القديمة    ماذا كان يفعل رسول الله قبل الفجر؟.. ب7 أعمال ودعاء أبشر بمعجزة قريبة    هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا    فصائل عراقية تعلن شن هجوم على موقع عسكري إسرائيلي في الجولان    طريقة عمل الكريم كراميل، لتحلية مغذية من صنع يديك    وجيه أحمد: التكنولوجيا أنقذت الزمالك أمام بيراميدز    حسام البدري: إمام عاشور لا يستحق أكثر من 10/2 أمام سيراميكا    المندوه: السوبر الإفريقي أعاد الزمالك لمكانه الطبيعي.. وصور الجماهير مع الفريق استثناء    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية من اتجاه حاجز الطور    ناهد رشدي وأشرف عبدالغفور يتصدران بوسترات «نقطة سوده» (صور)    وزير الزراعة: توجيهات جديدة لتسهيل إجراءات التصالح في مخالفات البناء    إصابة 10 أشخاص.. ماذا حدث في طريق صلاح سالم؟    حادث سير ينهي حياة طالب في سوهاج    غارات عنيفة على الضاحية ببيروت وحزب الله يستهدف منطقة عسكرية.. فيديو    6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة ب التهاب المفاصل وتفاقم الألم.. ما هي؟    «العشاء الأخير» و«يمين في أول شمال» و«الشك» يحصدون جوائز مهرجان المهن التمثيلية    هيئة الدواء تحذر من هشاشة العظام    نقيب الصحفيين يعلن انعقاد جلسات عامة لمناقشة تطوير لائحة القيد الأسبوع المقبل    قودي وذا كونسلتانتس: دراسة تكشف عن صعود النساء في المناصب القيادية بمصر    أحمد عبدالحليم: صعود الأهلي والزمالك لنهائي السوبر "منطقي"    تابعة لحزب الله.. ما هي مؤسسة «القرض الحسن» التي استهدفتها إسرائيل؟    مزارع الشاي في «لونج وو» الصينية مزار سياحي وتجاري.. صور    للمرة الرابعة تواليا.. إنتر يواصل الفوز على روما ولاوتارو يدخل التاريخ    واحة الجارة.. حكاية أشخاص عادوا إلى الحياه بعد اعتمادهم على التعامل بالمقايضة    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل في دمياط- صور    كيف تعاملت الدولة مع جرائم سرقة خدمات الإنترنت.. القانون يجب    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    ملخص مباراة برشلونة ضد إشبيلية 5-1 في الدوري الإسباني    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل ثقيل بدمياط وإصابة سائق التريلا    حبس المتهمين بإلقاء جثة طفل رضيع بجوار مدرسة في حلوان    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    النيابة العامة تأمر بإخلاء سبيل مساعدة الفنانة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق: هدف أوباما في الزمالك تسلل    وفود السائحين تستقل القطارات من محطة صعيد مصر.. الانبهار سيد الموقف    قوى النواب تنتهي من مناقشة مواد الإصدار و"التعريفات" بمشروع قانون العمل    نائب محافظ قنا يشهد احتفالية مبادرة "شباب يُدير شباب" بمركز إبداع مصر الرقمية    عمرو أديب بعد حديث الرئيس عن برنامج الإصلاح مع صندوق النقد: «لم نسمع كلاما بهذه القوة من قبل»    جاهزون للدفاع عن البلد.. قائد الوحدات الخاصة البحرية يكشف عن أسبوع الجحيم|شاهد    بالفيديو| أمين الفتوى: لهذا السبب يسمون الشذوذ "مثلية" والزنا "مساكنة"    أمينة الفتوى: هذا الحل الوحيد لمشاكل الزوجين ولحفظ أسرار البيوت.. فيديو    مجلس جامعة الفيوم يوافق على 60 رسالة ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر مهددة بالإفلاس في 2017
تقارير أمريكية :
نشر في المصريون يوم 05 - 12 - 2016

وصف أحمد التلاوى ،الباحث فى شئون التنمية السياسية، التجربة المصرية في مجال طرح سندات دولارية دولية بتجربة دولة الأرجنتين حيث انتهت نهاية محزنة، مما أدى إلى إعلان إفلاس الدولة ، في العقد الأول من الألفية الجديدة.
ونقل التلاوى ،فى مقالة له على موقع نون بوست ،عن تقارير لنشطاء اقتصاديين، مثل الدكتور نائل الشافعي، ومراكز تقييم اقتصادية دولية مهمة، مثل "بلومبيرج"؛ عن إن هناك حالة من الترقب من جانب صناديق التحوط الأمريكية للسندات المصرية المقررة في مطلع العام 2017م، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عليها.
وأوضح التلاوى عن أن ذات الموقف حصل مع الأرجنتين في العام 2002م، خلال فترة حكم الرئيسة، كريستينا فرنانديز، عندما طرحت سندات دولية بقيمة 10 مليارات دولار، بفوائد تتراوح بين 10 إلى 12 بالمائة.
وأشار التلاوى إلى إنه في السنوات التالية، لم تستطع الأرجنتين سداد الفوائد، فطلبت إعادة جدولة لديونها، على أساس سعر فائدة ستة بالمائة فقط.
و أكد التلاوى على إنه بالرغم من موافقة غالبية الدائنين على ذلك؛ فإن صندوق التحوط الأمريكي "إليوت مندجمنت"، وهو أقرب إلى مافيا شراء الديون المعدومة، قام بشراء سندات أرجنتينية بقيمة مليارَيْ دولار، من الفئات القديمة التي كانت مطروحة بفوائد 12 بالمائة، من الدائنين، وقام بذلك بأسعار عالية، لمنعهم من بيع سنداتهم للحكومة الأرجنتينية.
و أضاف الباحث السياسى بأنه عندما رفضت الأرجنتين الدفع؛ رفع الصندوق دعاوى قضائية أمام محكمتَيْ نيويورك ولندن، وحصل على حكمَيْن بإفلاس الدولة الأرجنتينية، وقام باستئجار شركة للمرتزقة قامت بالاستيلاء على سفينة حربية أرجنتينية، ولجأت الأرجنتين في حينه إلى الصين وروسيا للحصول على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنع اصدار حكم من محكمة دولة بإفلاس دولة أخرى.
و لفت التلاوى إلى إن الرئيس ماوريسيو ماكري، عاد واستجاب لكل شروط الدائنين، واقترض المزيد من الأموال، من أجل سداد هذه الديون، بعد أن أقر بالاحتكام لمحكمة نيويورك، كحكم بين الدولة الأرجنتينية وبين دائنيها.
و أشار التلاوى إلى ما أدركته الحكومة السعودية- وقتئذاك- جزئيًّا عند طرحها لسندات بقيمة 17 مليار دولار على ثلاثة مراحل؛ حيث منعت أي شخصية اعتبارية أو حقيقية تحمل الجنسية الأمريكية، من شراء سنداتها، بل منعت أي شخص حتى يحمل عنوان بريد إلكتروني، على الولايات المتحدة من شراء سنداتها.
وتابع التلاوى "كما طرحت الرياض سنداتها من خلال السوق المالي الأيرلندي، وليس من خلال بورصة لندن كما كان مقررًا من قبل، وهناك مؤشر يقول بأن الحكومة المصرية على الأقل تدرك هذه المخاطر، فأعلنت أنها سوف تطرح سنداتها من السوق الأيرلندي وليس من بورصة لندن".
و أرجح التلاوى بأنه مهما كانت تحوطات الحكومة المصرية في هذا الصدد؛ فإننا نبقى أمام واقع مهم، وهو أن الاقتصاد المصري لا يزال يعاني من اختلالاته الهيكلية الفادحة التي تعطله عن توليد أهم أمرَيْن في حركة أي اقتصاد نامي، أو يرغب في النمو، وهما توليد فرص العمل، والفرص الاستثمارية الإنتاجية، التي تعزز العملة المحلية، وترفد الاقتصاد الوطني بالمزيد من العملات الصعبة.
و أختتم التلاوى مقالته بالإشارة إلى إنه حتى لو حققت الحكومة المصرية نموًّا أربعة بالمائة كما تأمل في 2017م؛ فإن هذه النسبة لا يمكنها بحال أن تفي بكل هذه الالتزامات، وتدعم جهود تقوية مركز الاقتصاد المصري المتداعي.
وإلى نص المقالة :-
تعتزم الحكومة المصرية طرح سندات سيادية، تتراوح قيمتها بين 6.5 و8.5 مليار دولار، في غضون العام 2017م، المقبل، بمعدل 2.5 مليار في يناير المقبل، وما بين 4 إلى 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة طويلة من حالات الاقتراض التي لجأت إليها الحكومة المصرية في العامَيْن الأخيرَيْن، لتمويل عجز الموازنة، ودفع فاتورة الدعم، وإسناد الاحتياطي النقدي الاستراتيجي المتداعي، بفعل ستة سنوات من الاضطرابات السياسية والأمنية، تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م.
ولا يمكن بالضبط معرفة رقم الديون الخارجية المستحقة على مصر، وهي الأهم؛ حيث إنه على سبيل المثال؛ لا تتضمن أرقام البنك المركزي المصري في هذا الصدد، الودائع الدولارية من الدول "الصديقة" في البنك المركزي، أو فوائد الديون المركبة.
لكن آخر رقم رسمي معلن في هذا الصدد، يكشف أن حجم الدين الخارجى لمصر، بحسب آخر بيانات للبنك المركزي، في نهاية يونيو 2016م، قد وصل إلى مستوى 55.8 مليار دولار بنهاية العام المالي الماضي، 2015/2016م، ارتفاعًا من نحو 36.5 مليار دولار، في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، كانت غالبيتها مغطاة بالاحتياطي النقدي الأجنبي الذي كان يقترب من هذا الرقم، بفارق حوالي 4 مليارات دولار.
ولا يشمل هذا الرقم الكبير قروضًا أخرى حصلت عليها مصر من صندوق النقد الدولي، ومؤسسات تمويل أخرى، بعد هذا التاريخ، من بينها قرض الصندوق الشهير بقيمة إجمالية، 12 مليار دولار، وصل منها بالفعل مبلغ 2.75 مليار، شريحةً أولى، في نوفمبر، بعد قرارات تعويم الجنيه ورفع الدعم جزئيًّا عن الوقود، أو الوديعة السعودية الجديدة، بقيمة مليارَيْ دولار، وصلت في سبتمبر الماضي، قبل تأزُّم العلاقات بين البلدَيْن.
كذلك لا يشمل هذا الرقم، قيمة السندات السيادية الدولارية التي تنوي مصر طرحها في العام 2017م، بقيمها كما تقدم.
كما لا يشمل هذا الرقم القرض الذي تضمنته الاتفاقية الموقعة بين مصر وروسيا لإنشاء محطة طاقة نووية؛ حيث يبلغ هذا وحده 25 مليار دولار، وهو أكبر قرض خارجي في تاريخ مصر، وربما في تاريخ العالم، وهو بذلك يساوي وحده نصف المديونية الخارجية المصرية.
السندات والديون المصرية.. حالة خاصة من الفوائد!
بدايةً، السند هو ببساطة غير مُخِلَّة، عبارة عن صك دَيْن تلتزم بموجبه الدولة بسداد المبلغ الذي تستدينه بقيمة هذا السند، والفوائد المركبة عليه، في مجال زمني معين، قد يكون 90 يومًا، وقد يكون عشر سنوات، بحسب خطة السداد الموضوعة.
وهناك سمة مهمة للسندات والديون التي تحصل عليها مصر، وتعود إلى الأزمة الراهنة التي يعانيها الاقتصاد المصري في نقطة معينة، وهي عدم قدرته على توليد دخل استثماري، يُدر عائدات نقدية.
هذه المشكلة التي تعود إلى أسباب عدة، تتعلق بهيكلية الاقتصاد المصري، والبنية التشريعية الموجودة، وطبيعة النظام الحاكم؛ حيث اعتبارات الأمن مقدمة على جلب المنافع الاقتصادية في الغالب، بالإضافة إلى البيروقراطية، وغير ذلك.
المهم أن الاقتصاد المصري لا يستطيع توليد فرص عمل كثيفة أو دخل استثماري عالي العائد، وزادت الأزمات السياسية والأمنية في السنوات الأخيرة من حجم هذا العجز، وبالتالي؛ فإن تقارير المؤسسات الائتمانية، غالبًا ما تمنح مصر تقديرات آنية ومستقبلية سلبية، أي أن مصر غير قادرة بشكل مضمون على الوفاء بالتزاماتها المالية.
وبالرغم من أن مصر لم تتخلف ولو مرة واحدة إلى الآن عن الوفاء بقروضها والفوائد المستحقة عليها، إلا أنه تبقى في ظل هذه الأوضاع، ديون مصر من الشريحة عالية المخاطر، مع وجود مشكلات لمصر مع بعض الشركات الأجنبية، وخصوصًا العاملة في قطاع التنقيب عن الغاز والنفط؛ حيث لها ديون بالمليارات على الحكومة المصرية، التي لها سمعة سيئة فعلاً في تأخير مستحقات هذه الشركات على وجه الخصوص.
هذه الأوضاع تقود الحكومة المصرية إلى قبول شروط سداد مجحفة تزيد من أعباء الاقتصاد المصري، كما في موضوع اتفاقية الضبعة؛ حيث سوف تستخدم مصر القرض لمدة 13 عامًا، خلال الفترة من 2016م، وحتى 2028م، ويسدد على دفعات، بفائدة على أصل القرض بمعدل 3 بالمائة سنويًّا.
وبالرغم من أن الفوائد منخفضة للغاية مقارنة مع حجم القرض ومخاطره على الاقتصاد الروسي الذي يعاني من الأصل من انخفاض العائدات الدولارية، إلا أن طريقة السداد تفرض الكثير من الأعباء على الاقتصاد المصري.
فالفوائد، محتسبة على أساس يومي، بداية من استخدام كل مبلغ من القرض حتى تاريخ السداد النهائي لكل شريحة من أصل القرض، وفي حالة عدم سداد أيٍّ من الفوائد المذكورة خلال 10 أيام عمل؛ يُحتسب المبلغ على أنه متأخرات، ويخضع لفائدة قيمتها 150 بالمائة من معدل الفائدة الأساسي.
المشكلة الأخرى التي تتسبب فيها المخاطر الائتمانية للاقتصاد المصري، هو أن القروض المصرية، في الغالب ما تكون ذات عائدات مرتفعة للغاية، وقد تصل في حالة سندات الخزانة بالعملة المحلية، إلى 30 بالمائة، لأن العملة المحلية كما هو معروف، انخفضت قيمتها إلى حوالي ثلاثين بالمائة حاليًا عن قيمتها قبل خمس سنوات.
وفي ظل عشوائية السياسات المالية للدولة – على سبيل المثال، تم أخذ قرار بالتعويم أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه بمقدار النصف فجأة ومن دون أية مقدمات – فإن السندات بالجنيه تكون عالية المخاطر بشكل استثنائي، وخصوصًا ذات المدى الزمني البعيد؛ حيث لن يقبل أي أحد شرائها من دون رفع مستوى الفائدة، بحيث لو حصلت مشكلات مستقبلية؛ يكون على الأقل قد استطاع الدائنون تحصيل القسم الأكبر من ديونهم.
وهو ما فعلته مصر في نوفمبر الماضي، عندما طرحت سندات ديون قيمتها 2 مليار جنيه، لتمويل عجز الموازنة الذي سجَّل مستوىً قياسيًّا في العام المالي المنصرم، بحوالي 12.2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المتوقع ارتفاعه في العام المالي الجاري، بالرغم من تراجع فاتورة الدعم.
الطرح الأخير للسندات الحكومية بالجنيه، كان مقسمًا إلى قسمَيْن؛ الأول بقيمة 1.5 مليار جنيه لأَجَل 3 سنوات، والثاني، 500 مليون جنيه لأَجَل 7 سنوات.
وقد يكون من الأمور المحتمَلة عندما يكون ذلك الوضع على المستوى الداخلي، فالدَّيْن العام المحلي الذي وصل إلى 2.619 تريليون جنيه بنهاية يونيو 2016م؛ هو في النهاية، في غالبيته العظمى، ديونًا للحكومة إزاء هيئات حكومية أخرى، ويمكن استيعابه، أو تقديم مزايا للشركات المحلية والأفراد في حالة السندات وأذون الخزانة.
لكن هذا الأمر غير مقبول بالمرَّة في حالة السندات السيادية الخارجية؛ حيث لا يوجد أي تعامل من جانب الدائنين إلا من خلال المحاكم التجارية، وصدور حكم واحد ضد دولة في هذا المجال؛ يعني إنهاء مصداقيتها بالكامل في الاقتصاد العالمي، الذي صار كلاًّ متكاملاً لا يمكن لأي دولة، حتى عتاة الدول الاشتراكية؛ أن تعمل خارجه.
فالصين وروسيا نفسيهما، سعتا إلى الانخراط في اقتصاد السوق الحر العالمي، بما في ذلك الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، لإدراك صناع القرار فيهما، أنه من المستحيل العمل في الاقتصاد الدولي بمعزل عن أدواته هذه.
ومن ثَمَّ؛ فإن فرض فوائد ضخمة تصل إلى ما بين 7 إلى 15 بالمائة على السندات السيادية الدولارية المصرية في الخارج؛ أمر يهدد الاقتصاد المصري في مقتل، في حال عجز الدولة عن سداد التزاماتها.
وبالرغم من أن الحكومة المصرية تحتج بأنها لم تفعل ذلك عبر تاريخها؛ أن تتأخر عن الوفاء بالتزماتها المالية الدولية؛ فإنه ثمَّة وضيح مهم لهذه النقطة، ففي حقيقة الأمر؛ فإن مصر من أكثر الدول عجزًا عن الوفاء فعليًّا بديونها وفوائدها، ولكن الحكومة تلجأ إلى وسيلة ذكية للالتفاف على ذلك في العناوين المعلنة للأخبار، ولكنها مكلفة للغاية، وهي ببساطة اللجوء إلى المزيد من الاقتراض.
ولتوضيح ذلك؛ فلنفترض أن مصر اقترضت مليار دولار من مؤسسة التمويل الدولية بفوائد سنوية 10 بالمائة، وجاء موعد سداد القرض بفوائده، هنا سوف يكون واجبًا على الحكومة المصرية سداد مليار ومائة مليون دولار، ولكنها لا تملك هذا المبلغ؛ فتبدأ قبل فترة مناسبة من موعد سداد القرض أو فوائده في الاقتراض من جهات أخرى، أو طرح سندات دولارية.
ودليل صحة ذلك؛ إن ديون مصر الخارجية تتضاعف بمتوالية هندسية؛ لأن القروض التي تحصل عليها الدولة لا تُستغل في تنشيط القطاعات الاستثمارية للاقتصاد الوطني، ولكنها تُستغل إما لسداد ديون أخرى مستحقة أو تمويل عجز الموازنة.
وتلجأ مصر – كذلك – إلى حيلة في التعامل مع سندات ديونها وأذون خزانتها في الداخل، لا يمكنها أن تعمل بها في الخارج، فهي تطبع النقود التي تسدد بها السندات والديون الداخلية المُصْدَرة بالجنيه المصري، وهو ما لا يمكنها فعله، ولو أمكنها طبع الدولارات لفعلت!
صناديق التحوط الأمريكية و"مافيا" شراء الديون!
تتشابه التجربة المصرية في مجال طرح سندات دولارية دولية، مع تجربة أخرى انتهت نهاية محزنة، وأدت إلى إعلان إفلاس الدولة، كما حصل في الأرجنتين، في العقد الأول من الألفية الجديدة.
فمن خلال تقارير نشطاء اقتصاديين، مثل الدكتور نائل الشافعي، ومراكز تقييم اقتصادية دولية مهمة، مثل "بلومبيرج"؛ فإن هناك حالة من الترقب من جانب صناديق التحوط الأمريكية للسندات المصرية المقررة في مطلع العام 2017م، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عليها.
ذات الموقف حصل مع الأرجنتين في العام 2002م، خلال فترة حكم الرئيسة، كريستينا فرنانديز، عندما طرحت سندات دولية بقيمة 10 مليارات دولار، بفوائد تتراوح بين 10 إلى 12 بالمائة.
في السنوات التالية، لم تستطع الأرجنتين سداد الفوائد، فطلبت إعادة جدولة لديونها، على أساس سعر فائدة ستة بالمائة فقط.
وبالرغم من موافقة غالبية الدائنين على ذلك؛ فإن صندوق التحوط الأمريكي "إليوت مندجمنت"، وهو أقرب إلى مافيا شراء الديون المعدومة، قام بشراء سندات أرجنتينية بقيمة مليارَيْ دولار، من الفئات القديمة التي كانت مطروحة بفوائد 12 بالمائة، من الدائنين، وقام بذلك بأسعار عالية، لمنعهم من بيع سنداتهم للحكومة الأرجنتينية.
وعندما رفضت الأرجنتين الدفع؛ رفع الصندوق دعاوى قضائية أمام محكمتَيْ نيويورك ولندن، وحصل على حكمَيْن بإفلاس الدولة الأرجنتينية، وقام باستئجار شركة للمرتزقة قامت بالاستيلاء على سفينة حربية أرجنتينية، ولجأت الأرجنتين في حينه إلى الصين وروسيا للحصول على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنع اصدار حكم من محكمة دولة بإفلاس دولة أخرى.
ولكن الرئيس ماوريسيو ماكري، عاد واستجاب لكل شروط الدائنين، واقترض المزيد من الأموال، من أجل سداد هذه الديون، بعد أن أقر بالاحتكام لمحكمة نيويورك، كحكم بين الدولة الأرجنتينية وبين دائنيها.
وهو ما أدركته الحكومة السعودية جزئيًّا عند طرحها لسندات بقيمة 17 مليار دولار على ثلاثة مراحل؛ حيث منعت أي شخصية اعتبارية أو حقيقية تحمل الجنسية الأمريكية، من شراء سنداتها، بل منعت أي شخص حتى يحمل عنوان بريد إلكتروني، على الولايات المتحدة من شراء سنداتها.
كما طرحت الرياض سنداتها من خلال السوق المالي الأيرلندي، وليس من خلال بورصة لندن كما كان مقررًا من قبل، وهناك مؤشر يقول بأن الحكومة المصرية على الأقل تدرك هذه المخاطر، فأعلنت أنها سوف تطرح سنداتها من السوق الأيرلندي وليس من بورصة لندن.
الشاهد أنه، ومهما كانت تحوطات الحكومة المصرية في هذا الصدد؛ فإننا نبقى أمام واقع مهم، وهو أن الاقتصاد المصري لا يزال يعاني من اختلالاته الهيكلية الفادحة التي تعطله عن توليد أهم أمرَيْن في حركة أي اقتصاد نامي، أو يرغب في النمو، وهما توليد فرص العمل، والفرص الاستثمارية الإنتاجية، التي تعزز العملة المحلية، وترفد الاقتصاد الوطني بالمزيد من العملات الصعبة.
وحتى لو حققت الحكومة المصرية نموًّا أربعة بالمائة كما تأمل في 2017م؛ فإن هذه النسبة لا يمكنها بحال أن تفي بكل هذه الالتزامات، وتدعم جهود تقوية مركز الاقتصاد المصري المتداعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.