طالبت فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى بالاستغناء عن برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية والتي تحصل عليها مصر بشكل سنوي منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، حتى تكون العلاقة بين البلدين على أساس المصالح المشتركة، مطالبة بالتركيز على المنح التى تساعد المشروعات التنموية. وذكرت فى بيان أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب في اجتماعها أمس برئاسة الدكتور عصام العريان، أن الرئاسة وافقت فى عام 2007 على طلبها بالتخارج تماما من هذا البرنامج خاصة وأن كل الدول التى نفذت ذلك تحسنت علاقتها مع الولاياتالمتحدة وأصبحت العلاقات قائمة على المصالح المشتركة وليس علاقة المانح بالممنوح. لكنها قالت إنه عندما طلبت مصر التخارج من برنامج المساعدات الاقتصادية لم تستجب واشنطن وقالت إنها غير مستعدة لذلك، وأشارت إلى أن مصر ردت بأن أى برنامج مساعدات لابد وأن يكون أن يكون مرحليا وله نهاية. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة هى الدولة الوحيدة التى تصر على ربط المساعدات بمشروطيات ومصر ترفض ذلك بشدة. وروت واقعة مرتبطة بهذه المشروطيات عندما كان أحد رؤساء الوزراء فى زيارة لأمريكا ووجه بهجوم شديد بسبب رفع صورة الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة "حماس" أمام المعبد اليهودى فى وسط القاهرة ووصل الأمر بتهديد أعضاء فى الكونجرس بقطع المعونة الأمريكية عن مصر. ولفتت أبو النجا إلى أن مصر كانت تحصل من الولاياتالمتحدة بعد اتفاقية كامب ديفيد خلال الفترة ما بين عامي 1978 و1983 على مبلغ 850 مليون دولار كقرض ومن 83 تحول إلى منحة لكن هذا المبلغ أصبح ديونا على مصر بفوائدها التى بلغت نحو أربعة مليارات دولار وهو ماتسدده مصر حاليا بواقع 350 مليون دولار سنويا، مشيرة إلى أن مصر كانت تشترى بهذا المبلغ قمحا من أمريكا. وقالت إنه فى عام 1998 تم الاتفاق مع الولاياتالمتحدة على تخفيض برنامج المساعدة الأمريكية بنسبة 5 % سنويا لمدة 10 سنوات حتى يصل إلى نصف حجمه 425 مليون دولار، وعلى رغم هذا فإن أمريكا تأتى فى موقع متأخر بالنسبة للدول التى تقدم قروضا أو منحا لمصر بعد ان وافق الرئيس السابق جورج بوش على تخفيض برنامج المساعدات إلى 200 مليون دولار وجاء خلفه الرئيس باراك أوباما ورفعه إلى 250 مليونا وهذا مبلغ لايمثل شيئا يذكر من حجم الناتج القومى الاجمالى؛ وبالتالى يمكن الاستغناء عن برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية. فيما أوضحت أن أصل الدين المصرى لأمريكا 850 مليون دولار سدد منذ 10 سنوات ومصر تسدد حاليا فوائده.