ما يجري في الزمالك أمر مخز للرياضة المصرية كلها وخاصة القيادات الممثلة في وزارة الشباب التي تأبى حتى الآن أن تطلق رصاصة الرحمة على مجموعة من الفوضيين الذين لا علاقة لهم لا بالادارة ولا بالتدريب! انتهت المصالح بين مرتضى منصور وفاروق جعفر ودخل الاثنان في حرب لو استمرت طويلا لن تبقي شيئا من هذا النادي العريق. بعد ثمانية شهور فقط من حكم منصور للبيت الأبيض، أصبح هذا البيت خاويا على عروشه، تهدم فيه كل شئ.. القيم والمبادئ وتحول إلى صراعات وشلل تريد أن تفتك ببعضها البعض. أدمنت الهزائم المذلة والظهور الاعلامي المقيت! لقد ظل جعفر المدرب الأثير لصديقه السابق وخصمه الحالي الحاكم بأمره مرتضى منصور. ولو كان هذا المرتضى يفهم جيدا في الادارة ويليق بمنصبه الذي منحته له أصوات الجمعية العمومية لما وصل "الزمالك" إلى حالة الافلاس التي تحدث عنها جعفر، لدرجة أن الانشاءات التي بدأها أصبحت شبه متوقفة، واللاعبين والموظفين لا يقبضون رواتبهم إلا بطلوع الروح وربما بالتسول! لم أعرف رئيس مجلس ادارة يقرر عزل المدير الفني عدة مرات ثم يجدد فيه الثقة لمجرد أن يؤكد له الأخير أنه يسانده ضد جبهة المعارضة وانه لم يلتق بخصمه اللدود اسماعيل سليم بل يكرهه ويتصور العمى ولا يتصوره! لقد أصبح الزمالك وفريقه الأول يدار بالمصالح الشخصية ولهذا السبب لم ير هزائم قاسية طوال تاريخه مثل تلك التي تجرعها من حرس الحدود والاهلي والرجاء والمصري! هل هذا هو القطب الثاني في منظومة الكرة المصرية؟.. ناد مفلس مدمر بواسطة مرتضى منصور وفاروق جعفر، ماذا تنتظرون منه أكثر من مستنقع الفشل الذي وصل إليه! الآن افترق طريق الرجلين.. وتحولا الى استقطاب اللاعبين. مرتضى شكل جهاز فني جديدا، هم مجموعة من خيول المآتة لا أكثر ولا أقل! ودعا مرتضى اللاعبين الى اجتماع مع الجهاز الفني فتخلفت مجموعة اللاعبين القدامى التي رفضت أيضا حضور المؤتمر الصحفي الفضائحي الذي عقده جعفر في فندق النبيلة بشارع جامعة الدول العربية! مرتضى منصور الذي لم يعرف طعما للانتصارات منذ جلوسه على مقعد رئيس الزمالك وأصبح ملازما للقب المهزوم، كان قد أعلن من قبل أن مباراة المصري هي آخر مباراة يقودها فاروق جعفر، الأمر الذي تحداه الأخير بقوة ثم اتصل به ليكذب حدوث لقاء بينه وبين اسماعيل سليم! وهنا تراجع مرتضى فورا واعلن مع بعض أعضاء مجلس الادارة من جبهته تجديد الثقة في فاروق جعفر وهو أمر حدث مرات عديدة من قبل! لكن لأن مرتضى لا يفهم في الادارة ولا في البطيخ، ولأن جعفر لا يصلح مدربا لفريق مدارس، احتضرت الروح المعنوية تماما للاعبي الفريق، وذهبوا الى بور سعيد كأنهم يشيعون إلى مثواهم الأخير، وهناك ضربتهم العاصفة وانهتهم تماما اكراما للسيدين الكبيرين! والحقيقة التي لم يقلها جعفر في مؤتمره الصحفي أنه كان ينفذ أوامر مرتضى منصور بالقضاء تماما على كل لاعبي الزمالك الكبار ورموز كرته الجميلة. لا يهم الفوز ولا البطولات وليذهب الدوري الى الجحيم أو ليظل في بيته المحبب "الخزانة الحمراء" لكن المهم أن يفر حازم امام ويقرر الاعتزال لأنه في رأي الخبير مرتضى منصور لا يصلح للعب الكرة! ولولا أن حازم متشبث بالحياة ولاعب موهوب بالفطرة لجرته موجات السحب العاتية إلى حيث يلفظ أنفاسه الكروية الأخيرة.. لكنه بأدبه الجم ودماثة أخلاقه ظل يقاوم الغرق! وبسبب حداثة خبرة اللاعب الموهوب الآخر جمال حمزة فانه استسلم سريعا للهجمات الجعفرية وفقد أعصابه أمام شتائم جعفر والفاظه النابية التي لا تعرف حدودا أو قيما ولا علاقة لها بالرياضة! هل حدث في تاريخ الرياضة أن فوجئ لاعب بمحضر على بابه يحمل انذارا من ناديه باعادة ما دفعه له وإلا تم جر جرا الى المحاكم وربما السجن؟! هذا حدث مع حمزة.. في ظل حكم مرتضى منصور أو "مهزوم" لا يهم.. فالرجل لم تعد تفرق معه! الآن الفيلم العبثي وصل الى كلمة النهاية بين مرتضى وبين جبهة المعارضة التي انضم اليها جعفر خاصة بعد الاستقالات الجماعية والمشروطة من تلك الجبهة. وهنا نسأل الوزير ممدوح البلتاجي عن سر صمته الغريب على ما يجري رغم ان الزمالك جار لوزارته، فاذا لم يشفع له انه ناد كبير وان تدميره بواسطة مجموعة من الفوضوية هو قتل متعمد للرياضة المصرية عموما ولكرة القدم بصفة خاصة. اذا لم يشفع له ذلك فمن الواجب أن تشفع له الجيرة! لكن يبدو ان البلتاجي لا يزال يشعر انه في وزارة هامشية، ضعيفة، وانه ابعد قسرا وغصبا من وزارة الاعلام التي كان قد تمناها طويلا فقز اليها الفقي قادما من نفس الوزارة التي يجلس فيها البلتاجي حاليا! ولهذا لم يتخذ البلتاجي قرارا صحيحا منذ جلس على مقعده.. في عهده شهدت الرياضية المصرية ازمات كثيرة في انتظار التدخل المؤجل من الوزير! إذا كان البلتاجي عاجز عن اطلاق رصاصة الرحمة على مجلس ادارة الزمالك لانقاذ ما يمكن عن انقاذه، فاننا نطلب من رئيس حكومته أن يستبعده من الوزارة الجديدة ليريحنا منه، فهو أفشل وزير عرفته مصر.. لم ينفع في السياحة ولا في الاعلام و"حيجيب ضلفها في الرياضة" وان كأس الأمم الأفريقية لناظره قريب!! [email protected]