أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، التزام الجامعة العربية بدعم ومساندة الجهود الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري العربي، محذرًا من التداعيات الخطيرة لتعرض تراث الأمة لعمليات النهب والسرقة والتدمير على أيدي الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة مثلما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من البلدان العربية التي تعرضت لعمليات تدمير ونهب من قبل تلك العناصر. وقال أبو الغيط، في كلمته أمام احتفالية اليوم الإعلامي الذي نظمته الجامعة العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو للاحتفاء بالمرصد العربي للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، إن حماية وصيانة الموروث الحضاري العربي هي مسئولية على الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإرهابية كما أنها تشكل أولوية على أجندة العمل العربي المشترك، مشيرًا في هذا الصدد إلى ما تتعرض له مدينة حلب اليوم من عمليات تدمير واسعة في إطار الصراع المسلح الذي تشهده سوريا. وأوضح أبو الغيط، أن إنشاء المرصد العربي للتراث العمراني في الدول العربية؛ يأتي تنفيذًا لقرار مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي في دورته المنعقدة في المنامة، عاصمة مملكة البحرين في نوفمبر 2012، واستجابة للمُهمة الموكلة لها من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية. ولفت إلى أن المرصد سيكون بمثابة الآلية الفنية لتنفيذ ميثاق جامعة الدول العربية، للمحافظة على التراث في الدول العربية وتنميته، وقاعدة بيانات تُعزز قدرات الألكسو - كجهة فنية - في مجال تقديم المشُورة والمُساعدة الفنية للدول العربية من خلال الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والمهنية في مختلف مجالات التوثيق، والتدريب، وبناء القدرات، والتقييم، والإعلام، والقانون، والتهيئة الحضرية، خدمة للمدينة في الدول العربية وإنقاذ معالمها التاريخية ومواقعها الأثرية ومنشأتها الثقافية ومبانيها ومشاهدها الحضرية والتاريخية من التشويه أو التدمير في المناطق التي تعيش نزاعات مسلحة وحتى يكون التراث الثقافي، والثقافة بمختلف مكوناتها، رافدا رئيسيا من روافد التنمية الحضرية المستدامة في الدول العربية في آفاق سنة 2030. من جهته، استعرض الدكتور عبد الله حمد محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو" الدور المنوط بهذا المشروع الرائد باعتباره آلية تنفيذية للحفاظ على ميثاق الجامعة العربية الخاص بالتراث العمراني، لافتًا إلى أن المرصد سيكون قاعدة بيانات لتعزيز قدرات المنظمة لتقديم الخبرات للدول العربية خاصة تلك التي يتعرض تراثها ومعالمها الحضارية للتشويه، وكذلك الاستفادة من هذه الخبرات لبناء الخطط وإعداد البرامج المستقبلية ووضع السياسات اللازمة للمحافظة على التراث والترويج للمدن الثقافية والحضارية. بدورها أكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال أهمية هذا المرصد ليسهم في حماية التراث الثقافي والحضاري العربي باعتباره سيمثل الآلية الفنية لميثاق الجامعة العربية لحماية التراث الثقافي والحضاري.