في تمام السادسة من مساء اليوم الأحد على ملعب "برج العرب" في الإسكندرية، يلتقي المنتخب المصري بنظيره الغاني في قمة مباريات الجولة الثانية من المجموعة الخامسة للتصفيات الإفريقية المُؤهلة لنهائيات كأس العالم " روسيا 2018". يدخل الفراعنة مباراة اليوم بهدف الفوز والاقتراب من تحقيق حُلم العودة لنهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاماً، وأيضاً لرد الاعتبار أمام الهزيمة القاسية في كوماسي منذ ثلاثة أعوام بنتيجة 6-1 وتحطم أمل التأهل لمونديال البرازيل. على الجانب الآخر يخشى منتخب البلاك ستارز "النجوم السوداء" من السقوط في فخ الهزيمة التي من شأنها أن توسع الفارق مُبكراً بين المنتخبين إلى خمس نقاط؛ ما سيعني بنسبة كبيرة جداً تبدد حلم الظهور في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة توالياً. يدخل مدربا المنتخبين المباراة في ظروف متباينة إلى حد ما، لكن تبقى الضغوط واحدة. فالأرجنتيني هيكتور كوبر وعلى الرغم من نجاحه في قيادة مصر للترشح إلى نهائيات أمم إفريقيا بعد غياب ثلاث دورات، إلا أنه يُدرك جيداً أن حلم المصريين هو كأس العالم. المدرب السابق لفالنسيا وإنتر ميلانو كان موفقاً في الخطوة الأولى بالفوز على الكونغو في برازافيل. بدوره يبدو وضع مدرب غانا، أفرام جرانت، أكثر خطورة خصوصاً بعد التعادل في الجولة الأولى مع أوغندا على ملعب تامالي. نتيجة جعلت الصحافة الغانية تصب جام غضبها على المدرب، الذي طالما أثار حفيظة الغانيين بسبب طريقة اللعب والنتائج التي لا ترقى للطموحات. كوبر قال إنه يعرف جيداً الكيفية التي يُوقف بها مفاتيح لعب غانا، وأنه يُعول كثيراً على ال 80 ألف مشجع التي ستعج بهم مدرجات ستاد برج العرب. في المقابل قال جرانت إن المنتخب المصري أصبح يمتلك جيلاً جديداً وطموحاً، مُبديا ثقته الكبيرة في فريقه، ومُشيراً إلى أن الهزيمة أمام مصر ستُصعب كثيراً من مهمة التأهل للمونديال. مدرب تشيلسي السابق أكد أيضاً أن تركيزه منصب على كرة القدم فقط، وأن السياسة لا يجب أن تدخل في ساحة الرياضة في رده على تساؤلات تتعلق بجنسيته. صفوف المنتخب المصري تبدو مُكتملة إلى حد كبير، حيث تقتصر الغيابات المُؤثرة على مهاجم براجا البرتغالي، أحمد حسن كوكا، الذي غادر معسكر المنتخب عائداً لفريقه بسبب الإصابة. كما يغيب أيضاً رامي ربيعة، قلب دفاع الأهلي. في المقابل يغيب عن غانا للإصابة كل من القائد أسامواه جيان، ولاعب وسط يوفينتوس الإيطالي، كوادو أساموا. غيابات تبدو اكثر تأثيراً من الناحية النظرية. و من المنتظر أن يدخل كوبر اللقاء بخطته المفضلة 4-2-3-1 مع الاعتماد على المخضرم عصام الحضري في حراسة المرمى. ويعود قلب الدفاع أحمد حجازي بعد تعافيه من الإصابة ليُشارك علي جبر في محور الدفاع. أبرز مفاتيح الخطورة في المنتخب المصري سيكون محمد صلاح، مهاجم روما، بالإضافة إلى محمد النني، متوسط ميدان أرسنال الإنجليزي، دون إغفال وجود لاعبين يتمتعون بمهارات جيدة مثل عبد الله السعيد ومحمود حسن تريزيجيه. في المقابل يدخل جرانت اللقاء بخطة 4-4-2 مع الاعتماد على الجناحين أتسو وأندري أيو في الانطلاق من الجناحين، مع التعويل على قدرات قلب الهجوم جوردان أيو في خلق ثغرات في الدفاع المصري. ويُعد لاعب الوسط مبارك واكاسو أحد أبرز عناصر المنتخب؛ حيث يلعب دوراً أساسياً في قيادة العمليات من منتصف الميدان وتوزيع اللعب. تقابل المنتخبان المصري والغاني في عديد المناسبات، أبرزها نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 في أنجولا عندما فازت مصر بهدف محمد ناجي جدو. في المقابل كان أبرز فوز لغانا في تصفيات مونديال 2014 بنتيجة 6-1 في كوماسي. و من المفارقات أن أول لقاء جمع بين المنتخبين كان في عام 1959 ضمن تصفيات دورة الألعاب الأولمبية ولعبته مصر تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة. اللقاء الأول أسفر عن الفوز 2-1، قبل أن تخسر الجمهورية العربية المتحدة إياباً بهدفين دون رد. بصفة إجمالية مصر وغانا تقابلتا في 24 مناسبة، فازت مصر في 11 منها، بينما تفوقت غانا في 8. وحسم التعادل الأمر في 5 مناسبات. تبقى الإشارة إلى أن أوغندا نجحت عصر السبت في تحقيق الفوز على ضيفتها الكونغو برازافيل رافعة رصيدها للنقطة الرابعة من مباراتين ومتصدرة المجموعة مُؤقتاً انتظاراً لنتيجة موقعة مصر مع غانا. في حين تذيلت الكونغو الترتيب دون نقاط. المنتخب الأوغندي عبر سريعاً عن نفسه وأعلن أنه لن يكون ضيف شرف يكتفي بمتابعة الصراع بين غانا ومصر على بطاقة الترشح إلى روسيا 2018.