أعلن طارق عامر، محافظ البنك المركزي، قبل عدة أشهر أنه يستهدف الوصول باحتياطي مصر من النقد الأجنبي إلى ما يتراوح بين 25 و30 مليار دولار قبل نهاية 2016. وأكد عامر على هذا الهدف الأسبوع الماضي، في مؤتمر صحفي، بقوله "مصممين نبقى عند كلمتنا"، بينما وصل صافي الاحتياطي إلى 19.041 مليار دولار في نهاية أكتوبر بحسب ما أعلنه البنك منذ يومين. فكيف سيلتزم المركزي بتعهده؟ أكد مسؤولان بارزان، في وزارة المالية والبنك المركزي، طلبا عدم نشر اسميهما، أن مصر تنتظر تلقي 11.45 مليار دولار من الخارج قبل نهاية العام الحالي، لدعم احتياطي النقد الأجنبي لديها، بحسب موقع "أصوات مصرية". وتبعاً للمسؤولين، من المنتظر أن تحصل مصر على 2.75 مليار دولار من صندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى 2.7 مليار دولار من الصين من خلال اتفاق لمبادلة العملة بين البلدين، و1.5 مليار دولار من البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية قبل نهاية العام. كما ستحصل مصر على 2 مليار دولار من السندات الدولية التي طرحتها في بورصة أيرلندا طرحا خاصا، بالإضافة إلى 2.5 مليار دولار من سندات ستطرحها طرحا عاما في الأسواق الدولية، ومن المنتظر الحصول على حصيلتهما قبل نهاية العام الحالي، تبعا لما أكده المسؤولان. وأشار مسؤول وزارة المالية إلى أن الهدف من الطرح الخاص للسندات الدولية، الذي قامت به المالية، إلى جانب الطرح العام المستهدف، هو "الوصول باحتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي إلى 30 مليار دولار قبل نهاية العام الحالي". وأعلنت وزارة المالية، في بيان اليوم، أنها أصدرت أمس سندات دولارية ببورصة أيرلندا بقيمة 4 مليارات دولار من خلال طرح خاص لصالح البنك المركزي المصري. ويوضح المسؤول أن الأربع مليارات دولار التي أصدرت المالية سندات بها أمس لصالح المركزي، في طرح خاص ببورصة أيرلندا، "لن تدخل كلها ككاش دولاري للمركزي". وقال "احنا طرحنا 4 مليارات دولار لصالح المركزي، والمركزي سيقوم بإعطاء المالية ما يعادل قيمتهم بالجنيه المصري، ولكن الكاش الدولاري الذي سيدخل للمركزي 2 مليار دولار فقط وليس 4 مليارات دولارات". ويوضح المسؤول أن السبب في أن الأربع مليارات دولار لن تظهر كلها في الاحتياطي، هو أن المركزي قام بإعادة شراء 2 مليار دولار من السندات الدولية التي طرحتها المالية، "المركزي حصل على 2 مليار دولار كاش دولاري.. وقام بإعادة شراء ال 2 مليار دولار الأخرى من تلك السندات". وبحسب المسؤول، فإن المركزي قام بتلك الخطوة كضمانة للمستثمرين الذين اشتروا السندات الدولية في الطرح الخاص "فإذا تخلفت المالية عن سداد السندات في آجال استحقاقها، سيقوم المركزي بالتنازل عن السندات التي اشتراها لهؤلاء المستثمرين". وبحسب بيان المالية اليوم، تم إصدار سندات بقيمة 1.360 مليار دولار في طرح خاص ببورصة أيرلندا بعائد سنوي قدره 4.62%، تُستحق في 10 ديسمبر 2017. كما أصدرت المالية سندات بقيمة 1.320 مليار دولار بعائد سنوي قدره 6.75%، تُستحق في 10 نوفمبر 2024، وأخرى بقيمة 1.320 مليار دولار بعائد سنوي قدره 7% تستحق في 10 نوفمبر 2028. واعتبرت ريهام الدسوقي، كبيرة المحللين في بنك استثمار أرقام كابيتال الإماراتي، أن سعر الفائدة في الطرح الخاص الذي قامت به المالية "جيد جدا بالنظر إلى التقلبات الحالية في الأسواق بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية". وقالت، لأصوات مصرية، إن هناك عاملين رئيسيين ساهما في حصول مصر على سعر فائدة جيد في الطرح الخاص، الأول هو الإعلان عن تعويم عملتها المحلية يوم الخميس الماضي، والثاني الإعلان عن قرب إتمام اتفاق قرض صندوق النقد الدولي المقدر بنحو 12 مليار دولار خلال 3 سنوات. ومن المقرر أن يجتمع غدا مجلس إدارة صندوق النقد للموافقة على طلب مصر، بحسب ما أعلنه البنك المركزي والصندوق منذ يومين. وقالت كريستين لاجارد، مديرة الصندوق، في بيان، إنها ستوصي الصندوق بالموافقة على قرض مصر. وكان محمد معيط، نائب وزير المالية لشؤون الخزانة العامة، قال لأصوات مصرية، منذ يومين، إن مصر ستحصل على 2.75 مليار دولار من صندوق النقد الثلاثاء المقبل، و1.250 مليار دولار قبل 30 يونيو. كما قال عمرو الجارحي، وزير المالية، منذ يومين، إن مصر توصلت إلى اتفاق نهائي قيمته 2.7 مليار دولار بشأن مبادلة العملة مع الصين، مشيراً إلى أن ما ينقص الاتفاق هو "إجراء إداري فقط". وكانت وزارة التعاون الدولي أعلنت، في بيان في سبتمبر، أن مصر ستحصل على 500 مليون دولار من البنك الافريقي للتنمية قبل نهاية العام الجاري. كما أشارت الوزارة إلى أن مصر ستحصل على مليار دولار من البنك الدولي قبل نهاية العام الجاري تمثل الشريحة الثانية من قرض قيمته الإجمالية 3 مليارات دولار، بعد حصولها على الشريحة الأولى.
