تلوح في الأفق القريب تداعيات حرب عالمية ثالثة، والتي غالبًا يبقى الشرق الأوسط هو أكبر ضحاياها كما في أولها وثانيها، ويبقى طرفًا الحرب على جانب روسيا وإيران وعلى الجانب الآخر الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها الأوروبيين، فالحرب للبعض على الأبواب وللبعض الآخر بعيدة جدًا. فمنذ عودة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الكرملين في عام 2012، عادت حدة الصراع بين الدب الروسي وأمريكا، والذي أشعل الصراع أيضًا هو بدء ثورات الربيع العربي التي هزت المنطقة العربية وأصبحت الكعكة سهلة التقطيع، وظهرت وحشة أكبر قوتين عالمتين في هذا الوقت، والتي انطلقت وطافت على سطح المطامع من سوريا، والحرب الدائرة فيها في الأساس بين القوتين الأكبر. ويذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أغلب تصريحاته وخطاباته عن أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، والواضح بدأ الحرب الباردة وحروب التصريحات واستعراض القوة، وكان من أبرزها ما نشرته وكالة الأخبار الروسية الرسمية، «اليد الميتة نظام روسي يستطيع تدمير الجيش الأمريكي بزر واحد فقط». وعززت التقرير بأن روسيا ليست كسابق عهدها أيام الاتحاد السوفيتي، ولكنها تمكنت من بناء نفسها مرة أخرى، موضحة: «لا شك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عززت انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، ولكن روسيا تمكنت من بناء نفسها مرة أخرى» غير أن بوتين أقر في تصريحات قريبة أن الحرب العالمية الثالثة حتمية، وأيضًا الإعلام الروسي بالفعل دق طبول الحرب. ومن الناحية الأخرى، ترد الولاياتالمتحدة بتصريحات أكثر قوة وكان آخرها، تصريحات قائد الجيش الأمريكي أن الحرب العالمية الثالثة ستكون سريعة وقاتلة وستختلف تمامًا عما سبقها من حروب عالمية.
ولفترة طويلة ظلت حرب التصريحات وحرب استعراض القوى، وغير ذلك الخلاف الروسي الأمريكي حول الأوضاع في روسيا، وآخر أزمة صريحة بينهم كانت عندما رفضت أمريكا طلب روسيا بتواجد مراقبين روسيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. حيث ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن روسيا طلبت إرسال مراقبين إلى الولاياتالمتحدة لمراقبة الانتخابات الرئاسية التي تجرى، نوفمبر المقبل، موضحة أن السلطات الروسية طلبت من مسئولين أمريكيين محليين السماح بإرسال مراقبين لنقاط الاقتراع في ثلاث ولايات أمريكية، على الأقل، غير أن الطلب قوبل بالرفض. وفي مقابل رفضها للمراقبين الروس، وافقت الولاياتالمتحدة للمراقبين الأجانب بمراقبة الانتخابات الرئاسية من قبل، لكن طلب روسيا جاء فى الوقت الذى تتهم فيه واشنطن الكرملين بمحاولة التدخل فى سباق الرئاسة والعملية الانتخابية والوقوف وراء عمليات القرصنة التى استهدف الحزب الديمقراطى ومرشحته هيلارى كلينتون. وقال مسئولون فى ولايات تكساس وأوكلاهوما ولويزيانا إنهم تلقوا طلبات من السلطات الروسية، عبر القنصل العام لروسيا، ألكسندر كازاروف، فى أغسطس الماضى، الذى طلب تواجد مسئول قنصلى"فى أحد مراكز الاقتراع فى أوكلاهوما بهدف دراسة الخبرة الأمريكية فى تنظيم عملية التصويت" الطلب الذى قوبل بالرفض.