"المنصورة هى مفتاح الدلتا ومن يسيطر على مطارها يسيطر على الدلتا ولذلك كان تركيز الإسرائيليين عليها شديداً".. كلمات ألقاها اللواء أركان حرب نصر موسى أحد أبطال معركة المنصورة الجوية التى وقعت فى 14 اكتوبر1973 فى ندوته بجامعة المنصورة 2012 لإحياء الذكرى ال 39 للمعركة. ومرت السنوات ليشهد اللواء ذكرى ال43 للمعركة, وقال خلال ندوة أمس فى مسرح الجلاء التى حضرها الرئيس السيسي: "المقاتلات المصرية الجوية فى معركة المنصورة شهدت معركة جوية الأشرس فى التاريخ الحديث واتخذ السلاح الجوى المصرى بالقوات المسلحة هذا اليوم عيدًا له". واليوم اتخذته القوات الجوية المصرية عيدًا لها تزامنًا مع ذكرى نصر أطول معركة جوية فى التاريخ الحديث والتى استمرت 53 دقيقة قتال بين السلاح الجوى المصري والإسرائيلي فوق سماء مدن الدلتا بالمنصورة, والصالحية وطنطا وكان لقاعدة سلاح المنصورة النصيب الأكبر فى القتال. ويضاء تاريخ المعركة بعدة ومضات جعلتها منفردة فى تاريخ السلاح الجوى المصري، فكان سلاح الطيران المصرى آنذاك مزود به طائرات ميج 21 مقارنةَ بالفانتوم الشبح فى إسرائيل, فالميج 21 تحمل طنًا واحدًا من المتفجرات بينما الفانتوم تحمل 7 أطنان, وعدد الصواريخ بالفانتوم أكثر مما تطلقه الميج وهذا اختلاف شاسع مثل تحديًا لجنود القوات الجوية المصرية. كما أن جنود السلاح الجوى كانوا على أتم الاستعداد عقب عودة دفعات متتالية من طلبة كلية الطيران من الاتحاد السوفيتى فى بعثة لمدة عامين لتعليمهم قيادة طائرات الميج 21 وتركيبها وإصلاحها والطيارين والطائرات المصرية التى خاضت المعركة كانت مدعومة بموظفي الصيانة و محطات القيادة. بينما السمة الأكثر تأثيرًا أن المعركة كانت فوق الأراضي المصرية في دلتا النيل, وكانت الروح المعنوية للطيارين عالية لأنهم كانوا يدافعون عن بلادهم. وانتهت المعركة بإسقاط 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية عن طريق7 طائرات ميج, وسقطت3 طائرات مقاتلة مصرية، بالإضافة إلي فقدان طائرتين بسبب نفاد وقودهما وعدم قدرة طياريها من العودة إلي القاعدة الجوية, كما تحطمت طائرة ثالثة أثناء مرورها عبر حطام طائرة فانتوم إسرائيلية متناثرة في الجو. وتظل ذكرى النصر محفورة فى قلوب وعقول كل من شارك فى هذه المعارك, لطالما تتذكرها أجيالآ عاشت ماضيها وتسترجع حاضرها وتأمل ألا تندثر أثار نصرتها فى نفوسنا مستقبلاً.