عزبة الجارحي إحدى العزب التابعة لحي جنوبالمنيا، والتي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة، نصفها ما زال يعاني من الأمراض والأوبئة من جراء طفح المياه الجوفية والمراحيض الصحية. العزبة واقعة داخل الحيز العمراني الحديث المعتمد من الوحدات المحلية، إلا أن سكان تلك المنطقة اشتكوا ل"طوب الأرض"؛ لرفض المحليات وشركة المياه والصرف الصحي، بحجة أنه لا توجد اعتمادات لتوصيل خطوط الصرف والكهرباء ومياه الشرب. الأهالي أكدوا أنهم "لفوا كعب داير" على كافة المسئولين حتى اليوم، إلا أن فقدوا الأمل في تحقيق مطالبهم، خاصة أن لديهم أطفالًا وطلابًا بالمدارس والجامعات، يعيشون على مراحيض ومياه حبشية وكهرباء، لا توجد سوى لمبات الجاز؛ من أجل حياة أولادهم وأسرهم. التقت "المصريون"، بالأهالي بمنطقة عزبة الجارحي جنوب مدينة المنيا. قال محمد عبد الرحمن، موظف بالمنيا، لديه 6 أبناء، إنه يسكن في بيته منذ 5 سنوات، وبعد أن تم إدخال المنطقة الحيز العمراني منذ 10 سنوات، تم توصيل خطوط المياه والكهرباء لبعض الشوارع القريبة من الطريق الدائري؛ رغم قرب بيتي من هذا الطريق. وأضاف أنه "لما طالبنا الوحدات المحلية قالوا لنا ركبوا الميه والكهرباء والصرف على حسابكم. وأن عملية تركيب البنية التحتية تتكلف فوق ال 200 ألف جنيه". وتابع: "تلك المنطقة التي يحيطها الطريق الدائري بمدينة المنيا، وهناك بعض الشوارع تم تركيب كافة المرافق، إلا أن هذه العزبة لم يتم تركبيها ونسيانها من أجندة المسئولين". ناصر محمود، وكيل مدرسة، قال إنني "أسكن أنا وأولادي في البيت منذ 6 سنوات، بجوار أرضي ملكي، وأضظر إما أن نملأ ميه من عند الجيران بمسافة بعيدة للشرب، وإما الطلمبات الحبشية نستخدمها للاستحمام أو الغسيل، وهذه الطلمبات تسبب في إصابة أولادنا وأطفالنا بالأمراض والفشل الكلوي؛ لأنها مياه جوفية وأحيانًا نشترى المية من مكان بعيد عن مساكننا". وأشار إلى أن "الحكومة من حقها أن توصل لينا الميه والكهرباء والصرف الصحي لكن مش عايزة ليه منعرفش؟". وأردف أن "بمحيط تلك العزبة نجد مياه الصرف الصحي الناشعة من المنازل التي بنيت بتلك المنطقة أو طفح المياه الجوفية المحيطة تسبب الناموس والحشرات والباعوض، الذي أصاب بعض الأطفال بتلك القرية". قال أحمد محفوظ، موظفن، "إننا اشتكينا لطوب الأرض ومخلناش حد، إلا وطرقنا بابه وروحنا لكافة المسئولين وقدمنا شكاوى عديدة، بدءًا من رئيس بني محمد سلطان وحتى رئيس شركة المياه والصرف الصحى لكن دون إستجابة؟. وتابع: "معايا طلبة فى المدارس والجامعات اضطر للمكوث نهارا فى بيتى وفى الليل اذهب لمنزل والدتى غرفتين أنا وأولادى الخمسة علشان بيذاكروا هناك وعلشان الناموس بيطاردنا ومش قادرين نعيش بدون مياه ولا كهرباء". قال على السيد، فلاح، ومقيم بتلك المنطقة، "أنا بالنهار بالغيط، وبالليل بنام في الشارع علشان مفيش كهرباء ولا ميه، وبعدين عايزين مننا فلوس، عايزين زقة على حد تعبيره نجيب منين فلوس علشان ندفع رشوة للمسئولين علشان يركبوا لينا مياه وكهرياء". وأضاف "الغريب أن تلك المنطقة التى تحتوى على أكثر من 10 شوارع طولية وعرضية مبنية منذ سنوات، وتسكنها آلاف الأسر ما زالت تعانى عدم وجود بنية تحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي". واختتم "ما زالت تعانى من الأمراض والأوبئة والباعوض مما يعرضها للخطر والمرض المتوحش منذ أكثر من 6 أو 7 سنوات وطالبوا وزير التنمية المحلية بسرعة التدخل لحل المشكلة التي لا تتكلف أكثر من 200 ألف جنيه لتوصيل تلك المرافق لحى كامل جنوب مدينة المنيا، خاصة أنها داخل كردون المباني والحيز العمرانى ويحيطها الطريق الدائري بماقوسة".