أثار خبر ترشح اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات فى عهد مبارك، حالة من الجدل فى الشارع السياسى المصرى، واعتبره البعض تحديا واستفزازا لمشاعر المصريين لكونه أحد رموز النظام المخلوع. وبدأت صفحة "الحملة الرسمية لترشيح عمر سليمان"، على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بإطلاق إعلانات مدفوعة الأجر للإعلان عن الصفحة تحت شعار "مصرى أصيل النسب". فى حين لم يعلن سليمان رسميا عن نيته الترشح للرئاسة، إلا أن مصادر مصرية عدة تداولت الخبر، ولكن تضاربت الأنباء بشأن ترشحه، فهناك مصادر مقربة تؤكد عدم رغبته، وأخرى تقول إنه سيعلن رسميا فى غضون أيام. وأكد الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامى باسمها، أنهم قالوا مرارًا وتكرارًا أنهم لم يعلنوا مرشحهم إلا بعد إغلاق باب الطعون، مشددا على أنهم لم ولن يدعموا أيًا من المرشحين المحسوبين على النظام البائد. وقال ل"المصريون" إن الإخوان لن تخون دماء الشهداء، ولن تدعم مرشحا كان جزءا من النظام الذى سفك دماء المصريين إبان ثورة 25 يناير المجيدة. واعتبر على عبد العزيز، رئيس حكومة شباب ظل الثورة، طرح اسم عمر سليمان بمثابة إجهاز على الثورة والثوار، إذ لازال النظام السابق يقاوم من أجل إثبات نفسه مرة أخرى من خلال أوجه كثيرة، منها عمر سليمان. وأكد أن وجود سليمان يؤكد استمرار نظام مبارك وأنه لم يسقط، بل إن الفترة السابقة كانت ترميمًا لهذا النظام ليعود من جديد وكأنه يقول للمصريين موتوا بغيظكم. وأبدى الدكتور هشام كمال، عضو الجبهة السلفية، اندهاشه من مجرد طرح اسم عمر سليمان لرئاسة الجمهورية، قائلا: "على أى أساس يقدم على هذه الخطوة وهو فى الأساس المكان الطبيعى له داخل السجن، فسليمان ليس رمزا من رموز النظام السابق فحسب، وإنما هو أكثر الشخصيات التى ساهمت فى إفساد الحياة السياسية فى مصر، فهو شريك وحليف لأسرة مبارك، فضلا عن كونه من أفسد السياسة الخارجية المصرية، نتيجة حالة الود التى أرساها مع إسرائيل وضغطه طوال سنوات على حماس لتقبل بشروط إسرائيل ودعمه الحصار على غزة، وبالتالى هو عميل صهيونى". ورفض محمود عفيفى، المتحدث باسم حركة " 6 إبريل جبهة أحمد ماهر"، فكرة ترشيح عمر سليمان من الأساس قائلا: "أرفض رئيس مخابرات مبارك ونائبه لأن الثورة قامت ضد مبارك ونظامه، والطبيعى أن يكون سليمان بطره بجوار أصدقائه". وأضاف أنه إذا ترشح سليمان للرئاسة، فإن هذا يعد التفافا على الثورة ودليلا قويًا على أن الثورة تسير فى الطريق الخطأ وترجع للخلف، وأوضح أن حركة 6 إبريل ستنظم حملة كبيرة ضد فلول النظام السابق المرشجين لانتخابات الرئاسة، كما فعلت من قبل فى الانتخابات البرلمانية. وعلى النقيض تماما، قال هانى الجزيرى، المتحدث الرسمى لحركة أقباط من أجل مصر، إن الفترة القادمة تحتاج رجلا عسكريا ذا خبرة بالحياة السياسية، وأن عمر سليمان وأحمد شفيق من أنسب الشخصيات السياسية التى تصلح لقيادة المرحلة القادمة، لأن البلد الآن فى حالة فوضى وتحتاج إلى شخصية عسكرية قوية تستطيع أن تنهض بالبلد أمنيا ومن ثم اقتصاديا. وأضاف أن عمر سليمان رجل كنا نتمناه قبل الثورة رئيسا لمصر بدلا من جمال مبارك، وليس ذنبه أن مبارك اختاره نائبا له، وأنه اختاره بناءً على رغبة شعبية، فلماذا اليوم نريد تشويهه، وأكد أن سليمان نصح مبارك كثيرا بأن هناك معاناة وفقر وسوء أوضاع اقتصادية ولكن مبارك لم يكن يستمع لأحد، وناشد الجزيرى الشعب المصرى بعدم التخوين، لأنه ليس كل من عمل مع مبارك خائن. أما بخصوص الرأى العام داخل الكنيسة، فقال إن الأقباط سينتظرون رأى الكنيسة، وهو ما سيؤدى إلى خلق فتنة جديدة مثلما حدث بالانتخابات البرلمانية، حيث عندما أعلنت الكنيسة، على لسان الأنبا بولا والأنبا بيشوى، دعمها للكتلة المصرية، جعلت الأمر يتحول إلى سباق بين مسلمسن ومسيحيين، وهو ما أدى إلى انصراف الناخب المسلم عن أحزاب الكتلة بدعوى أنها أحزاب مدعومة من الكنيسة، وهو ما انصب فى صالح حزبى الحرية والعدالة والنور. بينما قال أنطوان عادل، عضو المكتب السياسى لاتحاد شباب ماسبيرو، إن الاتحاد لم يتخذ أى قرار بدعم أى من المرشحين المحتملين حتى هذه اللحظة ولكن المبدأ العام للاتحاد هو رفض أى شخصية عسكرية، خاصة أنهم هم أول من رددوا شعار "يسقط يسقط حكم العسكر"، أثناء أحداث ماسبيرو. وأوضح أن اتحاد شباب ماسبيرو، يتكون من شباب قبطى ناضج سياسيا، أفكارنا تختلف تماما عن أفكار الكنيسة، وأنه اتحاد سياسى ولا دخل للسياسة بالدين، ولذا لن نقبل أى وساطة من قبل أى جهة دينية. ومن جهته، قال عبد الرحمن فارس، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن عمر سليمان مكانه الطبيعى هو السجن، لأنه شارك مبارك على مدار 30 عامًا، وساهم بشكل أو بآخر فى إفساد الحياة السياسية. وأضاف أن تاريخ هذا الرجل معروف للجميع، وأنه لا يصلح لإدارة "حضانة أطفال"، وليس دولة تحتاج إلى عودة ريادتها للمنطقة وتحتاج لنهضة فى كل المجالات.