شنت قيادات إخوانية هجومًا على ما تسمي ب "مبادرة واشنطن" التي أطلقها معارضون للسلطة الحالية خلال اجتماعهم مؤخرًا بالعاصمة الأمريكية، وفيما وصفها أحدهم ب "المخابراتية"، اعتبر آخر "حربًا على الهوية الإسلامية"، بينما أكد ثالث أنها تخضع الدراسة ويتم تقييمها حاليًا. ومبادرة واشنطن التي طرحها معارضون بالخارج، من بينهم قيادات بجماعة "الإخوان المسلمين" خلال ورشة عمل عقدت بالعاصمة الأمريكيةواشنطن؛ بهدف تشكيل تحالف موسع لمواجهة النظام الحالي. وخرج المشاركون بتوصيات حملت شعار "مبادرة مصر وطن للجميع"، اعتبرها منسقوها "مسارًا" لما بعد ما أسموه "إسقاط النظام" الحاكم حاليًا، وتنص خصوصًا على أن "السيادة والسلطة والشرعية من الشعب وللشعب وحده"، الأمر الذي اعتبره محللون بمثابة "تخل" عن شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي. وقال عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق، والقيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، إنه لا يعلم شيء عن ما تسمى ب"ببيان واشنطن"، واصفًا من يروجون لها بأنهم يحملون أجندة "مخابراتية". وأضاف دراج: "يقوم البعض بالبهتان علينا بأجندة مخابراتية واضحة بدعم ما يسمى ببيان واشنطن الذي لا نعلم عنه شيئًا. علي من ذكرته الأخبار أن يوضح الحقيقة". فيما اعتبرت عزة الجرف، البرلمانية السابقة عن "الإخوان"، "مبادرة واشنطن" بأنها "تعد خيانة للهوية الإسلامية لمصر وللثورة ولتضحيات أبنائها ودمائهم التي على الأرض شاهت الوجوه والأقلام التي تخط مثل هذا الهراء". ووصفت المبادرة بأنها "مبادرة للسطو على إرادة الشعب لصالح قلة ترى مصالحها في فلك الأمريكية الصهيونية العالمية"، قائلة: "لن تنطلي خطتهم على أحد". وتابعت: "هؤلاء لا يمثلون الشعب المصري أيًا كان اتجاههم أو عددهم هم بمبادرتهم لا يمثلون إلا مشروع الانبطاح للهيمنة الأمريكية". وأردفت: "الثورة هنا بالداخل يقرر مصيرها الثابتون في سجون العسكر وعلى رأسهم رئيس مصر المختطف محمد مرسي والصامدون في شوارع مصر وميادينها". في السياق ذاته ذهب محمد السيسي، العضو بجماعة "الإخوان المسلمين" إلى القول، إن المبادرة "تخلو من هوية المجتمع والدين والدولة والشرعية كيف أقبلها"؟. لكن الدكتور محمد سودان، القيادي الإخواني كان له رأي آخر، إذ قال إن "الوثيقة في مسار الدراسة و لم نقرر بعد الرأي النهائي بخصوصها". وأضاف سودان ل"المصريون" تعليق على من وصفها بالمخابراتية وأنها تقضي على الهوية الإسلامية: "لا نخون اي مجتهد لحلحلة الوضع المتأزم في مصر". وأوضح: "كل شخص مسئول عن كلامه وتصريحاته بصفة شخصية، إلا ما يصدر رسميًا من القائم بالأعمال أو نائب المرشد دون ذلك لا يعتبر رد بصفة رسمية من الإخوان عن الوثيقة".