يبدو أن بوادر إنشاء تحالف جديد بين المملكة العربية السعودية والصين قد أثار قلق وحفيظة الولاياتالمتحدةالامريكية وذلك بعد توقيع الرياضوبكين 15 اتفاقية تعاون ومذكرات تفاهم و تحويل السعودية من دولة نفطية إلى قوة اقتصادية رائدة. كانت مجلة ذا دبلومات قد نشرت تقريراً موسعاً ألقت فيه الضوء على تلك الزيارة التي قام بها مؤخراً ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين، والتي حظيت بأهمية قصوى من الجانب الصيني، مؤكدةً في سياق الحديث أن هناك ما يشير لوجود مساعٍ تهدف إلى تكوين تحالف جديد بين الرياضوبكين خلال الفترة المقبلة.
وأضافت المجلة أن ذلك اللقاء السياسي الذي جمع الأمير محمد بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، في قصر ضيافة الدولة دياويوتاى، بالعاصمة بكين، وكذلك الاتفاقات التي تم توقيعها أثناء الزيارة تبشر على ما يبدو بتوطيد العلاقات بين الصين والسعودية.
وشهدت زيارة الأمير محمد إلى الصين التوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وتفاوتت مجالات التعاون بين تطوير قطاع الطاقة وتخزين النفط والأمور المرتبطة بتطوير قطاع الإسكان والموارد المائية.
وأشارت المجلة إلى أن الأمير محمد بن سلمان يسعى بما لديه من خطط طموحة لفتح آفاق تعاون في الأسواق الموجودة بمنطقة شرق آسيا، كما أنه يرغب في استكشاف سبل تعاون على نطاق أوسع بين المملكة العربية السعودية ومنطقة شرق آسيا.
وتعتبر الطاقة هي أساس أوجه التعاون القائمة بين الصين والسعودية، ولحسن الطالع، تعد السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم والصين هي أكبر مستورد. وليس مفاجئاً أن تكون للدولتين اهتمامات بتعزيز تعاونهما مع بعضهما البعض، في ظل رؤى التطوير الإستراتيجية الموضوعة من قبل المسؤولين في كل من السعودية والصين.
وذلك في الوقت الذي تتطلع فيه الصين هي الأخرى لتعزيز مكانتها في الشرق الأوسط، بالتزامن مع المساعي التي تقوم بها السعودية لتغطية رهاناتها وتأمين وضعيتها، لاسيما بعد أن بدت الولاياتالمتحدة أقل استعداداً للقيام بدور الضامن الأمني لها.
ورغم حداثة العلاقات السعودية - الصينية مقارنة بالعلاقات السعودية - الأميركية، إلا أن الأمور بدأت تتوطد بين الدولتين مع أواخر القرن الماضي، وها هي العلاقات بين الدولتين تسير في اتجاه النمو والتطور أكثر من ذي قبل. ونقلت المجلة في هذا السياق عن كثير من المحللين تأكيدهم أن الصين ستهتم على الأرجح بتعزيز تعاونها السياسي مع السعودية، وهي الاحتمالية التي تتزايد فرص حدوثها نظراً للتوترات الأخيرة في العلاقات السعودية - الأميركية. كما لفت المحللون إلى أن السعوديين سيواصلون التعامل، على المدى القصير على أقل تقدير، مع الولاياتالمتحدة بحثاً عن الدعمين السياسي والعسكري، فيما ستبقى شراكتهم مع الصين اقتصادية بحتة.