نجحت الرصاصات النحاسية فى اختراق صدور الأفيال والنيل منها لتتوج باللقب الإفريقى لأول مرة فى تاريخها, فتحية حارة لنجوم المنتخب الزامبى الذين نجحوا فى تحقيق الحلم الذى طال انتظاره لأكثر من 38 عاما منذ بلوغ النهائى الأول أمام الكونجو الديمقراطية "زائير فى هذا التوقيت" عام 1974والخسارة بهدفين مقابل لاشىء وكذلك بعد بلوغ نهائى عام 1994 والخسارة أمام الجيل الذهبى للمنتخب النيجيرى بهدفين مقابل هدف على الرغم من أن زامبيا وقتها كانت تلعب بمجموعة من الشباب بعد حادث تحطم الطائرة التى كانت تقل لاعبى المنتخب الزامبى قبل البطولة بعام, ولكن فى هذه البطولة كانت العزيمة حاضرة لدى نجوم المنتخب الزامبى لينجحوا فى تحقيق طموحات شعبهم ويهزموا نجوم كوت ديفوار بركلات الترجيح فى نهائى مثير وممتع على الأراضى الجابونية. نجاح زامبيا فى الفوز باللقب لم يكن وليد الصدفة ولكنه إصرار من لاعبى هذا الجيل على إهداء البطولة لأرواح نجوم زامبيا الذين ماتوا فى نفس هذه البلد قبل تسعة عشر عاما,ولكل من لا يعرف هذه الحادثة فإن تاريخها يعود إلى 27 إبريل عام 1993 حينما كانت بعثة التماسيح تتجه إلى السنغال لخوض مباراة فى تصفيات كأس العالم 1994 وكان من المقرر أن تهبط الطائرة فى ثلاثة مطارات للتزود بالوقود قبل استكمال رحلتها إلى السنغال,كان أولها فى العاصمة الكونجولية برازفيل قبل الهبوط مرة أخرى فى ليبرفيل عاصمة الجابون على أن تهبط الطائرة مرة أخيرة فى العاصمة الإيفوارية أبيدجان. وبالرغم من اكتشاف مشاكل فى المحرك خلال هبوط الطائرة فى الكونغو إلا أن الطيار أكمل رحلته ليحترق المحرك قبل دقائق من الهبوط فى مطار ليبرفيل وبسبب احتراق المحرك سقطت الطائرة فى المحيط الأطلنطى على عمق 500 متر ليفقد كل من كان على الطائرة حياته من بينهم 18لاعبا زامبيا والذين كانوا يمثلون الجيل الذهبى للتماسيح وكذلك خمسة من أعضاء اتحاد كرة القدم فى البلاد بالإضافة إلى طاقم الطائرة بالكامل. ولم ينج من الحادث سوى الهداف التاريخى للرصاصات النحاسية كالوشا بواليا الذى يشغل حاليا منصب رئيس اتحاد الكرة وذلك لأنه لم يكن فى الرحلة بل كان يخطط للحاق بمنتخب بلاده فى السنغال بعد خوض مباراة مع فريقه إيندهوفن فى الدورى الهولندى بالإضافة إلى تشارلز موسوندا لاعب أندرلخت البلجيكى والذى كان يعانى من إصابة أبعدته عن السفر مع الفريق ليقرر بعد الحادث الاعتزال دوليا,وعلى شاكلة لجان تقصى الحقائق المصرية أصدرت لجنة جابونية تولت التحقيق فى الحادث تقريرها بعد عشرة أعوام من الحادث لتؤكد أن الطيار الذى كان يعانى من الإرهاق أغلق المحرك السليم بدلا من المحترق لتفقد الطائرة قوتها وتتهاوى فى مياه المحيط. ولكن الله عز وجل قدر أنه بعد 19 عاما ستأتى زامبيا على ملعب سينو جابونياز بالعاصمة الجابونية ليبرفيل التى شهدت الحادث لتحرز لقب كأس الأمم الإفريقية فى البلد الذى كانت غير محببة لدى قلب كل زامبى لأنها تذكره بحادث بشع فقد فيه كل نجوم منتخب بلده,وأيضا يشاء المولى عز وجل أن يحقق أحد الناجين من الحادث وهو الهداف التاريخى لزامبيا كالوشا بواليا اللقب الإفريقى الغالى ولكن ليس كلاعب بل وهو على رأس إدارة اتحاد الكرة فى بلده,واختتم حديثى مع حضراتكم بكلمات المدير الفنى الفرنسى لزامبيا هيرفى رينار فى حق مصر حيث قال حرفيا " وضعنا منتخب مصر مثالا لنا منذ انطلاق البطولة,لأن مصر نجحت فى الفوز بفضل اللاعبين المحليين لانسجامهم وقتالهم بشدة فى أرض الملعب دون النظر لاسم المنافس,كل هذا جعلنا نحقق الحلم المستحيل".